14 سبتمبر 2017 م

ابْنَا آدَمَ عليه السلام

ابْنَا آدَمَ عليه السلام

 قصةُ ابْنَيْ آدم عليه السلام من القصص ذات الدِّلالات المهمة في القرآن؛ حيث بيَّن الله فيها جانبًا من نوازع النفس البشرية وكيفية التعامل معها؛ قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27].
حيث قَدَّمَ كلاهما قُرْبَانًا لله، إلا أنَّ أحدَهما -على ما رُوِيَ- قدَّم أفضل ما لديه كقُرْبَانٍ، في حين قدَّمَ الآخرَ شيئًا دنيئًا، فَتَقَبَّل الله من الذي بذل أفضل ما لديه ولم يَتَقبَّل من الآخر، فاستشاط غضبًا وعزم على قتل أخيه الذي تقبَّل اللهُ منه، فواجَهَهُ الأخُ الصَّالحُ بتوضيح أنَّ سببَ القَبُول هو التَّقوى، والتَّقوى أمرٌ يعودُ إلى الدَّوافِعِ الذَّاتيَّةِ للشَّخصِ وتوفيق الله له، ثم واجهَ أخاهُ بموقفٍ فيه سُمُوٌّ أخلاقيُّ حاول به نزعَ فَتيلِ الأزْمَةِ التي نشبت بينهما على غير قصدٍ منه؛ وقال له -كما حكى القرآن الكريم-: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: 28] ونبَّهَهُ إلى خطورة ما ينوي فعله وما يترتَّب عليه من إثمٍ واستحقاقٍ لعذاب الله؛ فقال له -كما حكى القرآن الكريم-: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 29].
لكنَّ أخاه لم يملِكْ السيطرة على اشتعال نفسه بالكُرْهِ والغيرة من أخيه فقتله، وبعد أن ارتكب جريمته أدرك خسارته الفادحة التي جعلته يُودِي بحياةِ أخيِه وينال إثمًا عظيمًا، وبعث الله غُرابًا يعلمه كيف يدفن أخاه الذي صار ملقىً في العَرَاءِ مُعَرَّضًا لأن تأكله السِّباع والجوارح، فلما رأى الغُرابَ يحفرُ الأرض تعلَّم كيف يدفن أخاه وندم ندمًا شديدًا؛ قال تعالى: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۞ فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾ [المائدة: 30-31]، وهكذا علَّم الطائرُ الضعيفُ هذا الإنسانَ المُغْترَّ بنفسه، وأرشده إلى ستر عورةِ أخيه المقتول وكيفيَّةِ دَفنه.
لقد بيَّنت هذه القصةُ التي وقعت بين هذين الأخوين، أهميَّةَ تقوى الله سبحانه وتعالى، وأنَّها سبيُل قبولِ اللهِ أعمالَ العباد، كما أنها بيَّنت الفارقَ بين السُّلوك الحميد المتمسك بمكارم الأخلاق وسمو النَّفسِ وضبط الانفعالات، وذلك السلوك المتفلِّت من القيود المندفع في سبيل تحقيق شهواته والاستجابة لنوازع الشَّرِّ في النَّفس الإنسانيَّةِ دون نَظَرٍ للعواقب أو اعتبارٍ للمآلات.
كما أنَّ تلك الآياتِ الكريمةِ أوضحت كيف تكون عاقبة الذين يرتكبون الجرائم ويستجيبون لنوازعهم الشريرة؛ حيث يصيبهم الخُسرانُ، ويشعرون بالنَّدمِ والحسْرَةِ.
لقد ساق اللهُ سبحانه وتعالى هذه القصَّة ليحذِّرَ البشرَ من مغبَّةِ الانسياقِ وراءَ الانفعالاتِ اللَّحظِيَّةِ وارتكابِ المعاصي والآثام، خاصَّةً القتل، فهو جُرْمٌ عظيمٌ وذنبٌ كبيرٌ، يصعب جدًّا التكفيرُ عنه، وبيَّن سبحانه وتعالى أنَّ قتل النفس الواحدة يشبه قتل النَّاس جميعًا ومن أحيا نفسًا فكأنما أحيا النَّاسَ جميعًا؛ فقال تعالى -بعد أن ساق لنا هذه القصة المهمة-: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32].
المصادر:
- "تفسير الطَّبَري".
- "تفسير النَّسَفِي".

هو عبد الرحمن بن صَخر، على أرجح الأقوال، واشتُهر بأبي هريرة، والمشهور عنه: أنه كُنِّيَ بأولاد هِرَّةٍ بَرِّيَّةٍ؛ قال: "وجدتها، فأخذتها في كُمِّي، فكُنِّيتُ بذلك".


سيدنا أنس بن النضر رضي الله عنه، هو عم سيدنا أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قتل يوم أُحُدٍ شهيدًا، ويحكي أنس بن مالك عن عمه أنس بن النضر أنه غاب عن قتال بدر فقال: "يا رسول الله، غِبْتُ عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع"، فلما كان يوم أُحُدٍ انكشف المسلمون، فقال: "اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء"، يعني


من القصص المهمة في القرآن، تلك القصة التي تحدَّثت عن طالوت، أحد ملوك بني إسرائيل؛ ففيها الكثير من العبر والدِّلالات. فبعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام، تعاقب على بني إسرائيل عدد من الأنبياء، وبعضهم كانوا ملوكًا عليهم، وقد أهمل بنو إسرائيل التمسك بتعاليم التوراة، وعبدوا الأصنام، وأُخذ منهم التابوت الذي تركه لهم سيدنا موسى فيه سكينةٌ من الله عزَّ وجلَّ، وألواح التوراة وبعض الأشياء الأخرى، من بعض القبائل، وساءت أحوالهم، وكان بينهم نبي طلبوا منه أن يسأل الله أن يبعث لهم ملكًا لكي يقاتلوا بدلًا مما يعانوه من إهانةٍ وتشريدٍ،


سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه، ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وزوج ابنته فاطمة، ورابع الخلفاء الراشدين، وكان من أول من دخل الإسلام بعد السيدة خديجة رضي الله عنها، ولم يكن عمره قد جاوز عشر سنوات، كان شجاعًا قويًّا، قاتل في سبيل الله فأبلى بلاءً


من القصص الشَّيِّقة التي يرويها لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، قصة الرجل المؤمن الذي سمع بقدوم رسلٍ لمدينته، فرفض أهل المدينة دعوة هؤلاء الرسل الذين أرسلهم الله إليهم، وهمُّوا بقتلهم، إلا أنَّ هذا الرجل لم يأبه برفض قومه وعنادهم، بل واجههم وحاول إنقاذ الرسل بدعوة قومه إلى الإيمان بالله واتباع هؤلاء الرسل


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 01 أكتوبر 2025 م
الفجر
5 :22
الشروق
6 :48
الظهر
12 : 45
العصر
4:8
المغرب
6 : 40
العشاء
7 :57