01 يناير 2017 م

أبو بكر الصديق رضي الله عنه

أبو بكر الصديق رضي الله عنه


يقول الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40].

سيدنا أبو بكر الصديق، أول من آمن بالرسالة المحمدية من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين، أنزل الله سبحانه وتعالى فيه هذه الآية، التي تدل على المكانةِ الساميةِ التي حظي بها سيدنا أبو بكر، وتكريمِ الله تعالى له بذكر موقفه الخالد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة.

فعن ابن عُمر رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنْتَ صَاحِبِي عَلَى الْحَوْضِ، وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ» رواه الترمذي.

كانت الأوضاع في مكة غير ملائمة لبقاء المسلمين فيها وقد هاجر بعضهم للحبشة، حتى إن أبا بكر عقد العزم على الهجرة إليها أيضًا، واللحاق بمن هاجروا، كما يروي الإمام البخاري في صحيحه، وبالفعل أثناء رحلته إلى الحبشة التقى رجلًا يُدْعَى ابن الدَّغِنَةِ فقال: "أين تريد يا أبا بكر؟"، فقال أبو بكر: "أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي"، قال ابنُ الدَّغِنَةِ: "فإن مثلك يا أبا بكر لا يَخرج ولا يُخرج، إنك تَكْسِبُ المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلَّ وتَقْرِي الضيف وتُعين على نوائب الحق" ورحل معه إلى مكة بعد أن كان قد وصل إلى قرب اليمن فطاف في أشراف قريش فقال لهم: "إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج، أتُخرجون رجلًا يَكْسِبُ المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويَقْرِي الضيف ويعين على نوائب الحق" فأنفذت قريش جوار ابن الدَّغِنَةِ (أي منع إيذائهم لأبي بكر)، وقالوا له: "مُرْ أبا بكر فليعبُد ربَّه في داره فليُصَلِّ فيها ولْيَقْرَأْ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يسْتَعْلِنْ به، فإنا نخْشَى أن يفتن نساءنا وأبناءنا"، فقال ذلك ابنُ الدَّغِنَةِ لأبي بكر، فصار أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يؤدي صلاته علانية ولا يقرأ القرآن في غير داره، وبعد مدة قرر أبو بكر أن يخصص مسجدًا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فكان نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه ويتدافعون لرؤيته وسماعه حتى يسقط بعضهم على بعض، وكان أبو بكر رجلًا بكَّاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدَّغِنَةِ، فقالوا: "إنا كنا أجَرْنَا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فانْهَهُ، فإنْ أَحَبَّ أنْ يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبَى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يَرُدَّ إليك ذمتك" فأتى ابن الدَّغِنَةِ إلى أبي بكر فأخبره بما كان من أمر أشراف قريش وزعمائها، فقال أبو بكر: "فإني أردُّ إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل".

بعد ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: «قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ» وهما الحَرَّتَان (الحَرَّة: الأرض السوداء)، فهاجر من هاجر قِبَلَ المدينة، وتجهَّز أبو بكر مهاجرًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي» قال أبو بكر: "هل ترجو ذلك بأبي أنت؟" قال: «نعم»، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين (ناقتيْن) كانتا عنده أربعة أشهر، تقول السيدة عائشة: "فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: "هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا (أي مغطيًا رأسه)، في ساعة لم يكن يأتينا فيها"، فقال أبو بكر: "فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر"، قالت: "فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فأذن له، فدخل".. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإني قد أُذن لي في الخروج»، فقال أبو بكر: "الصحابة بأبي أنت يا رسول الله" (أي أريد المصاحَبة)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ»، قال أبو بكر: "فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتيَّ هاتيْن"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بالثَّمَنِ» (فاشترط النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفع ثمن ناقته التي هاجر عليها)، قالت عائشة : "فجهزناهما أحَثَّ الجَهَاز وصنعنا لهما سُفْرَةً (أي زادًا وطعامًا) في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين"، قالت: "ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور، فكَمَنَا فيه ثلاث ليالٍ (أي اختفيا فيه)، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر"... إلى آخر ما ورد في قصة الهجرة المباركة.

وتحدث العلماء عن الحزن الذي أصاب أبا بكر الوارد في الآية، فقالوا إنه لم يكن جُبْنًا منه، وإنما كان إشفاقًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: "إنْ أُقتل فأنا رجل واحد وإن قُتِلْتَ هلكت الأمَّة".

لقد كانت معيَّة الله تعالى هي الحافظة لرسول الله وأبي بكر، فعن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدثهم، قال: "نظرت إلى أقدام المشركين فوق رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: "يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميْه أبصرنا تحت قدميه"، فقال: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» رواه مسلم.

وهكذا تبدو واضحة جلية بعض معالم شخصية أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه، المخلص في الدفاع عن قائده ومعلمه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمحب له، والمفتدي له بروحه وماله، رضي الله عنه وأرضاه.

المصادر:
- تفسير البغوي.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري.
 

سيدنا عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، ابنُ عَمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ابن خالة خالد بن الوليد رضي الله عنه، كان جميلًا أبيض طويلًا، مشربًّا صُفرة، جسيمًا وسيمًا صبيحَ الوجه فصيحًا، وكان كثيرَ البُكاءِ.


سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه له مكانة رفيعة في الإسلام، وله منزلة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، فقد أنزل فيه قرآنًا يتلى، ووافق الوحيُ كلامَه رضي الله عنه في أكثر من موضع، أوصلها بعضهم لعشرين موافقة، ومما يُرْوَى في هذا الباب أن عمر كان يرى الرأي فينزل به القرآن. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، "وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ:﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: 125]. وَآيَةُ


لم يذكر القرآن اسم أم سيدنا موسى عليه السلام صراحةً، ولم يَرد كذلك في السنة النبوية المطهَّرة، وقد اختلف العلماء في تحديد اسمها، فقيل: محيانة بنت يصهر بن لاوي، وقيل: يوخابذ بنت لاوي بن يعقوب، وقيل: يارخا، وقيل: يارخت، وقيل غير ذلك.


سيدنا أنس بن النضر رضي الله عنه، هو عم سيدنا أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قتل يوم أُحُدٍ شهيدًا، ويحكي أنس بن مالك عن عمه أنس بن النضر أنه غاب عن قتال بدر فقال: "يا رسول الله، غِبْتُ عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع"، فلما كان يوم أُحُدٍ انكشف المسلمون، فقال: "اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء"، يعني


من القصص الشَّيِّقة التي يرويها لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، قصة الرجل المؤمن الذي سمع بقدوم رسلٍ لمدينته، فرفض أهل المدينة دعوة هؤلاء الرسل الذين أرسلهم الله إليهم، وهمُّوا بقتلهم، إلا أنَّ هذا الرجل لم يأبه برفض قومه وعنادهم، بل واجههم وحاول إنقاذ الرسل بدعوة قومه إلى الإيمان بالله واتباع هؤلاء الرسل


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 26 أبريل 2025 م
الفجر
4 :43
الشروق
6 :16
الظهر
12 : 53
العصر
4:29
المغرب
7 : 29
العشاء
8 :53