الجهاد دليل علوِّ الهمة وشرف الأمة، وهو الآلة التي تدافع بها عن عرضها وتزود عن حوضها، فهو للمسلم منتهى أمله وسنام عمله. والجهاد معنًى واسع، يبدأ من منظور ضيق في ساحة الوغى وينتهي إلى بحبوحة المعنى عند ساحة الهوى؛ فحياة المسلم كلها جهاد: في عبادته لله تعالى، وعمارته للأرض، وتزكيته للنفس. أما الجهاد الذي يعني قتال العدو لردع الطغيان ودفع العدوان، فهو المعنيُّ هنا، وهو الذي عليه في هذا الكتاب عملنا، لنعرف الفارق الدقيق بين الجهاد الذي يحيا صاحبه بعد موته، والموت تحت راية عمية فيها مفارقة لجماعة المسلمين وشق لصفهم.
والجهاد حق وفريضة محكمة، لا يملك أحد تعطيله ولا منعه، فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وعمهم الله بالعذاب، ولكنه إذا تفلَّت من الضوابط الشرعية ولم تطبَّق فيه الأركان والشروط المرعية التي ذكرها علماء الشريعة خرج عن مقصود الشارع وند عن المشروعية، فتارة يصير فسادًا في الأرض وتارة يكون خيانة للعهد، فليس كل قتال جهادًا، وليس كل قتل في الحرب شهادة.
ولهذا قمنا باستقراء فتاوى دار الإفتاء المصرية واخترنا منها عيون الفتاوى التي توضح حقيقة الجهاد في الإسلام وضوابطه وأحكامه وغاياته، ووسائله المشروعة والممنوعة؛ فمن ذلك:
• تعريف حقائق الجهاد وأباطيله
• بين الجهاد والإرهاب وقتل المدنيين
• الاعتداء على مراقد آل البيت والكنائس
• الاغتيالات السياسية
• ثم تعريف بالجامعات الإسلامية المعاصرة ومدى انتمائها إلى الإسلام
ومسائل أخرى متنوعة ما بين:
• اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل
• الخلافة والدولة الإسلامية
• تطبيق الشريعة الإسلامية
• وأخيرًا حقوق الإنسان في الإسلام
• الاستعانة بغير المسلمين
وغيرها من موضوعات تؤسس للحرية والتعددية والاختلاف وقبول الآخر واحترام حقوقه المشروعة، وتفند في الوقت ذاته ما صنعته الأفكار الهدامة من تفريق لوحدة المسلمين ونشر للنعرات الطائفية بينهم تحت ما يسمى الجماعات الدينية.