الثلاثاء 16 ديسمبر 2025م – 25 جُمادى الآخرة 1447 هـ
04 فبراير 2024 م

فتح سيدنا عمر رضي الله عنه لبيت المقدس

فتح سيدنا عمر رضي الله عنه لبيت المقدس

بدأ هذا الفتح حينما حاصر المسلمون بيت المقدس؛ لأنهم طلبوا أن يدخلوا، ولكن منعهم الرهبان الذين أصروا على ألا يدخل إلا الرجل الموصوف عندهم، وحينها قال قائد الرومان أرطبون في فلسطين لا يفتح هذه البلاد إلا رجل صفته كذا وكذا، وأخذ يصف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وحينما أرسل كل من عمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح إلى أمير المؤمنين يقصون عليه الأمر، استشار الناس، فأشار عليه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أن يخرج إلى فلسطين، فسمع له أمير المؤمنين، واستخلفه على الناس.

ومن هنا يظهر لنا كيف كان سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه يُدير شؤون الدولة الإسلامية في المشورة، والاستخلاف، والتعامل بنفسه مع القضايا الشائكة التي تخص الأمة بأسرها.

وحينما قدم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وصالح الرهبان والنصارى الموجودين في بيت المقدس، دخل رضي الله تعالى عنه من نفس الباب الذي دخل منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما دخل ليلة الإسراء والمعراج.

وحينما فتح عمر بيت المقدس كان أول ما بدأ به من ذكر الله تعالى أنه رفع صوته ملبيًا لله سبحانه وتعالى، وبعد ذلك صلى تحية المسجد، وأمَّ المسلمين في الصلاة، وسيدنا عمر رضي الله تعالى عنه صلى في محراب داود عليه السلام.

وهنا يعلمنا سيدنا عمر أن طاعة الله تعالى من الذكر والصلاة، والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مفتاح كل خير، وهي أهم ما يبتدأ به الإنسان حياته، وهو أفضل ما يكون لَبِنَات لبناء المجتمعات.

وبعد ذلك اتخذ سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه عوامل ووسائل البنيان، وأشار على المسلمين ببناء مسجد قبة الصخرة، وبدأ عمر رضي الله عنه من تنظيف وتطهير القدس من كل ما كان به من القاذورات التي خلَّفها غيرُ المسلمين الذين كانوا دائمًا ما يرمون القاذورات على الصخرة، وقد أحسن سيدنا عمر رضي الله عنه معاملةَ غير المسلمين.

وقد علم سيدنا عمر المسلمين درسًا مهمًّا؛ أنه إذا فتح الله على المسلمين بلدًا أو كتب لهم نصرًا أن يواصلوا العمل والجد والاجتهاد؛ فإن ذلك لا ينبغي أن يتوقف، وذلك أن سيدنا عمر بن الخطاب لَمَّا قَدِم الشام وفتح البيتَ المُقَدَّسَ جَهَّز عَمْرًا إلى مصر، وأتْبَعَهُ بالزبير بن العوَّام؛ ليعلمنا أن المسلمين لا يوجد عندهم وقت يضيعوه فيما لا ينفع.

المراجع:

  • الكامل في التاريخ، لابن الأثير، 2/ 329، ط. دار الكتاب العربي.
  • فتوح البلدان، للبَلَاذُري [ت: 279 هـ]، ص 140، ط. دار الهلال.
  • مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، سبط ابن الجوزي، 7/ 33، ط. دار الرسالة العالمية.
  • الطبقات الكبرى، لابن سعد، 3/ 280، ط. دار الكتب العلمية.

ليس من الغريب على بيت المقدس أن يغتصبه الغاصبون وأن يعتدي عليه المعتدون، فمن الذين فتحوا بيت المقدس وحرروه من أيدي الغاصبين الجبارين: نبيُّ الله يوشع بن نون المتصل نسبه بنبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن الخليل إبراهيم عليه السلام، فتى موسى، وأحد تلاميذه، ووارث نبوة بني إسرائيل من بعده عليهم جميعًا السلام، وهو المراد بالفتى في قصة سيدنا موسى والخضر، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ [الكهف: 60]، وقد ورد في "صحيح البخاري" أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن هذا الفتى هو: نبي الله يوشع بن نون الذي صحب موسى في قصة ذهابه إلى الخضر عليهم جميعًا السلام.


كان لتاريخ بناء المسجد الأقصى المبارك أثرٌ في عراقته من جهة، وقدسيته من جهة أخرى، وأهميته ومكانته من جهة ثالثة؛ لأن أول بناء للمسجد الأقصى كان لأبي البشر آدم عليه السَّلام، وما بعد آدم من بناءات لقبلة المسلمين الأولى كان بناءَ تجديدٍ لا بناءَ استحداثٍ؛ كما هو حال الكعبة المشرفة قبلة المسلمين الحالية.


من الأنبياء الذين ازدادت بهم فلسطين الغالية بركةً وفضلًا وقداسة نبي الله سيدنا داود عليه السلام؛ لأنه من أكابر الأنبياء وأشهرهم، وهو من نسل الخليل عليه السلام، وقد اختصه الله تعالى بجملة من الخصائص، منها: أنه تعالى ورَّثه ملك طالوت، وآتاه الزبور، وتفضل عليه بالحكمة وفصل الخطاب، وعلمه صنعة الحديد وألانه له، وسخر له الجبال والطير بالتسبيح معه، وجعله خليفته في أرض بيت المقدس التي ولد وعاش فيها على أرجح الأقوال.


إنَّ سيدنا إبراهيم عليه السلام من أهم وأجل الأنبياء الذين مرُّوا بفلسطين؛ لأنه أبو الأنبياء، ولأنه خليل الله، ومعلوم أنه لم يولد بفلسطين؛ لأنه قد اختلفت الأقوال في الموضع الذي وُلِدَ فيه وليس من بينها فلسطين، فقيل: إنه ولد بالسوس من أرض الأهواز، وقيل: ولد ببابل، وقيل: بالسواد من ناحية كوثى، وقيل: بحران، إلَّا أن الجميع اتفقوا على أن مولده كان في عهد نمرود بن كوشن.


بدأ هذا الفتح حينما حاصر المسلمون بيت المقدس؛ لأنهم طلبوا أن يدخلوا، ولكن منعهم الرهبان الذين أصروا على ألا يدخل إلا الرجل الموصوف عندهم، وحينها قال قائد الرومان أرطبون في فلسطين لا يفتح هذه البلاد إلا رجل صفته كذا وكذا، وأخذ يصف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وحينما أرسل كل من عمرو بن العاص، وأبي عبيدة بن الجراح إلى أمير المؤمنين يقصون عليه الأمر، استشار الناس، فأشار عليه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أن يخرج إلى فلسطين، فسمع له أمير المؤمنين، واستخلفه على الناس.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 16 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :44
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20