04 فبراير 2024 م

الإمام أبو الفتح نصر المقدسي

الإمام أبو الفتح نصر المقدسي

شيخ الشافعية، الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود بن أحمد النابلسي المقدسي، من أهم علماء الشافعية الذين وُلدوا في فلسطين، واستوطنوا بيت المقدس وإليه نسبوا، وتلقوا المذهب الشافعي على يد علمائه.

وقد وُلد في مدينة نابلس، وهي إحدى المدن المشهورة بفلسطين العامرة، والراجح أنه ولد عام: سبعة وأربعمائة من الهجرة (407)، وهو التحديد الأقرب إلى الصواب. 

وقد نشأ رضي الله عنه ببيت المقدس؛ وذلك لأن والده قد رحل به منذ نعومة أظفاره من نابلس إلى بيت المقدس، واستقر به المقام هو وأسرته في ذلكم البقعة المباركة، فلازم حلقات الدروس التي كانت يعقدها كبار العلماء والمفتون في المسجد الأقصى قرابة العشرين عامًا، فأخذ جُلَّ علومه على أيديهم، ثم واصل رحلاته العلمية فرحل إلى مدنٍ كثيرة والتقى بشيوخها وأخذ من كبار علمائها، حتى صار بارعًا في علوم شتى.

ثم عاد الإمام أبو الفتح المقدسي إلى بيت المقدس، وقام بتدريس المذهب الشافعي وغيره من العلوم في زاوية من زوايا المسجد الأقصى، فزاع صيته، وراج علمه، وبرع في المذهب حتى عُدَّ من كبار فقهاء الشافعية في بيت المقدس.

وقد كان شعلةَ نور وعلم في بيت المقدس، ونبعت على يديه في بيت المقدس كثيرٌ من المؤلفات النافعة في المذهب وغيره، منها: مختصر الحجة على تارك المحجة، والأمالي، والتصانيف، وكتابا (الكافي والتهذيب) في الفروع.

وبعد حياة حافلة بالزهد في الدنيا والعكوف على العلم والمعرفة والتدريس، رحل إلى مدينة دمشق فأقام بالمسجد الأموي يُدرِّس المذهب الشافعي ويُفتي الناس، إلى أن وافته المنية بها، وكان ذلك في شهر المحرم، سنة تسعين وأربعمائة من الهجرة (490هـ)، ودفن في باب الصغير، بجانب قبر معاوية وأبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين، وشهد جنازته جمعٌ عظيم، حتى إنه من كثرة الازدحام لم يتمكنوا من دفنه إلَّا قُريب المغرب، وقد خرجوا بجنازته بعد صلاة الظهر.

المراجع:

  •  طبقات الشافعية، للإمام ابن كثير، 1/ 490- 491، ط. مكتبة الثقافة الدينية.
  •  تهذيب الأسماء واللغات، للإمام النووي، 2/ 125، ط. دار الكتب العلمية.
  •  العبر في خبر من غبر، للإمام الذهبي، 2/ 363، ط. دار الكتب العلمية.
  •  النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، للإمام أبو المحاسن، 5/ 160، ط. وزارة الثقافة.
  •  الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، للعليمي، 1/ 298، ط. مكتبة دنديس.

تَوافُدُ الصحابة الكرام رضي الله عنهم على أرض فلسطين بكثرة جعلها بلادًا خصبة للعلم والعبادة، فقد تلقى الناسُ عنهم العلم، ومن هنا فقد كثر التابعون الذين أخذوا العلم عن الصحابة وعايشوهم في رحاب بيت المقدس.


من التابعين المشهورين بين العامة والخاصة بالزهد والعبادة والورع: عبد الله بن محيريز بن جُنَادَةَ بن وهب القرشي الْجُمَحِيُّ المكي أبو محيريز، ومعلوم أنه من دمشق، ولكنه نزل بيت المقدس، وعاش بها في نهاية عمره، واشتهر بهذا، حتى إنه لم يترجم له أحد قط إلا وذكر أنه نزيل بيت المقدس.


فلسطين منذ قديم الزمان تُعتبر موطنًا ومقصدًا للعلماء والصالحين؛ لما تشتمل عليه هذه البلاد المقدسة من الفضل والبركة التي حباها بها الله سبحانه وتعالى بكرمه وفضله. والإمام علي بن سليمان الأذرعي من العلماء الذين جمعوا بين العلم وتولي القضاء؛ فهو ممن ولي القضاء في بلدان عديدة، وشأنه شأن كثير من الأئمة والعلماء، يُحب الرحلة والتنقُّل بين البلدان، ومن البلدان التي استقرَّ فيها قبيل وفاته دولة فلسطين، وهو قبل أن ينزل فلسطين كان قاضيًا ببلدان كثيرة، منها: طرابلس وعجلون وزرع ودمشق، وغيرها.


لا ريب في أن بلاد القدس من أهم وأشهر البلاد التي انتشر فيها المذهب المالكي انتشارًا بالغًا؛ وذلك لما لها من مكانة سامية جليلة في قلوب المالكية وخاصة المغاربة منهم؛ حيث رحل إليها أكثرُ المغاربة وعاشوا بها وأخذوا العلم عن أئمتها وعلمائها، فقاموا بتدريس المذهب لطلابها، ومن بين هؤلاء العلماء: الإمام العالم العلامة الرباني قاضي القضاة: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علم الدين، أبو الربيع سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن العمري المالكي، المغربي الأصل، المقدسي النسبة


الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة، المقدسي، الصالحي من أشهر علماء الحنابلة، ومن أشهر من عاش من الحنابلة في فلسطين الأبية؛ ذلك لأنه ولد في شهر شعبان، عام: واحد وأربعين وخمسمائة من الهجرة (541هـ)، بجماعيل، وهي إحدى قرى مدينة نابلس قريبة من القدس، بفلسطين العامرة.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 25 أبريل 2025 م
الفجر
4 :44
الشروق
6 :17
الظهر
12 : 53
العصر
4:29
المغرب
7 : 29
العشاء
8 :52