31 يناير 2024 م

سيدنا واثلة بن الأسقع رضي الله عنه

سيدنا واثلة بن الأسقع رضي الله عنه

سيدنا واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن عبد العُزَّى الليثي رضي الله عنه، من الصحابة الكرام الذين عاشوا بأرض فلسطين، متحققًا في ذلك بنصيحة سيدنا رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الواردة فيما رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" عن ذي الأصابع -ثوبان بن يمرد- رضي الله عنه قَالَ: «قُلْنَا يَا رَسُولَ الله إِنِ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا؟، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ لَكُمْ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ، وَيَرُوحُونَ»، وشأنه في ذلك شأن كثير من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فهو مع كونه كان يسكن بقرية البلاط -من قرى غوطة بدمشق- وقبلها المدينة المنورة، حيث شَرُفَ واثلة بخدمة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ثلاث سنوات إلا أنه اختار فلسطين موطنًا ومُستقرًّا له بعد ذلك.

ولمَّا نزل فلسطين استقر في بيت جبرين، وهي بلدة صغيرة تقع بين بيت المقدس وغزة وبينها وبين بيت المقدس نحو مرحلتين، وتقع اليوم شمال غرب مدينة الخليل وتبعد عنها بحوالي 21كم.

وقد هدأت نفسه واطمأنت رُوحه بأجواء هذه البلاد العامرة، فقضى فيها لذلك بقية عمره، ومما يُذكر في هذا أنه ممن طال عمره من بين الصحابة رضي الله عنهم، وكان معروفًا بين الناس في بيت المقدس؛ لبركة صُحبته وخدمته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد كان له آثار عظيمة في فلسطين؛ منها: أنه قد رَوى عنه الأئمةُ من التابعين والعلماء بفلسطين، وأخذوا عنه العلم، وممن روى عنه: الإمامُ القدوة أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عبلة، شيخ فلسطين، وكثير بن مَرْوَان السّلمِيُّ، وغيرهم عدد كبير من العلماء.

ولهذا الدور العلمي الهام الذي كان يقوم به سيدنا واثلة من العلم والتعليم يُعد من أشهر الصحابة الذين عاشوا على أرض فلسطين.

وإن سبب تخيره هذه البلام مكانًا ومستقرًّا للمعيشة، أنه هو الذي روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشار على حذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل أن يسكنا الشام.

ومن شدة ارتباطه بفلسطين أنه ظل بها حتى الموت؛ ففي سنة ثلاث وثمانين -وقيل: تسعين- من الهجرة: توفي سيدنا واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، ودُفن بفلسطين، وهو ابن مائة وخمس سنين؛ ليكون بذلك ممن عاش بها مدة من الزمن ودُفن بها أيضًا.

المراجع:

  •  سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، 4/ 410، ط. دار الحديث.
  • تاريخ دمشق، لأبي زرعة الدمشقي، ص: 239، ط. مجمع اللغة العربية.
  • معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني، 5/ 2715، ط. دار الوطن للنشر.
  • معجم البلدان، لياقوت الحموي، 1/ 519، 477، ط. دار صادر.
  • تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لجمال الدين المزي، 30/ 395، ط. مؤسسة الرسالة.
  • الطبقات الكبرى، لابن سعد، 7/ 296، ط. دار الكتب العلمية.
  • الأنس الجليل، لمجير الدين العُليمي، 1/ 264، ط. مكتبة دنديس.
  • تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي، 9/ 234، ط. المكتبة التوفيقية.

من الصحابة الذي سكنوا فلسطين وعاشوا فيها: سيدنا أبو قرصافة جندرة بن خيشنة بن نفير رضي الله تعالى عنه، والذي كان يسكن أولًا بلاد تهامة بأرض اليمن، ثم فلسطين بعد فتح بيت المقدس على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 15هـ، وقد استطاب العيش له في عسقلان بفلسطين؛ فأقام بها ما يزيد عن عشرين سنةً من عمره وله فيها ذرية كبيرة لا سيَّما من بناته رضي الله عنه وعنهن.


الثابت تاريخيًّا أن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام استقرَّ في آخر حياته بفلسطين ودُفن بها، وقد اختُلف في موطن ولادته؛ فقيل: وُلِدَ بِالسُّوسِ من أرض الْأَهْوَازِ. وقيل: ولد بِبَابِلَ. وقيل غير ذلك. ولكن المتفق عليه أنه تنقَّل كثيرًا بين بلدان متعددة؛ منها: مصر، والحجاز، والشام، وغيرها، وكانت فلسطين هي مستقرَّ وموطنَ إقامة نبي الله إبراهيم عليه السلام الأخير.


منذ فجر التاريخ وبلاد فلسطين المباركة أرض تقتبس من أنوار الأنبياء الذين وُلِدُوا بها، وعاشوا على تُرابها الذكي، ودُفِنُوا بها، ومن هؤلاء الأنبياء الذين شَرُفَت بهم أرض الأنبياء أرض فلسطين: الكريمُ بن الكريم نبيُّ الله إسحاقُ بن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام.


بداية العلاقة بين سيدنا تميم الدار وبين فلسطين كانت منذ مولده؛ حيث وُلِدَ رضي الله عنه وأرضاه في بيت لحم بفلسطين، وسيدنا تميم بن أوسٍ بن خارجة من بني عبد الدار، هو راهب هذه الأمة، وواعظهم في زمانه، وكُنْيَتُه: أبو رُقيَّة، وينتسب إلى بني عبد الدار بطنٍ من لخم، ويصل نسبُه إلى جده "الدار بن هانيء" الذي كان مقيمًا في أرض الخليل إبراهيم عليه السلام ببيت المقدس.


من الصحابة الذين اتجهوا إلى فلسطين سيدنا شدادُ بن أوس الأنصارِي الخَزْرَجِي رضي الله عنه، ولا شك في أن مجيئه إلى دولة فلسطين مما يزيدها بهاءً، وليس ذلك لأنه من أعلام الصحابة الكرام فحسب، بل لأنه كان رضي الله عنه مِن الاجتهاد في العبادة على جانب عظيم، وكان إذا أخذ مضجعه -تعلَّق على فراشه وتقلَّب عليه- يقول: اللهم إن خوف النار قد أقلقني، ثم يقوم إلى صلاته. وقد قال عبادة بنُ الصامت: كان شدادٌ من الذين أُوتوا العلم والحلم. وقال أبو الدرداء: إن الله عز وجل يؤتي الرجل العلم ولا يؤتيه الحلم، ويؤتيه الحلم ولا يؤتيه العلم، وإن أبا يعلى شداد بن أوس ممن آتاه الله العلم والحلم.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 24 مايو 2025 م
الفجر
4 :15
الشروق
5 :57
الظهر
12 : 52
العصر
4:28
المغرب
7 : 47
العشاء
9 :17