هو الصحابي الجليل عِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ الأَنصَارِيّ.
آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذهب بصره في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: ضَعُف بصره، فسأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي في بيته ليتّخذ مكان صلاته مُصَلّى، فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن ابن شهاب، قال: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري، أن عتبان بن مالك رضي الله عنه وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مـمّن شهد بدرًا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله قد أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وأنا أصلّي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أَسْتَطِعْ أن آتي مسجِدَهُم فَأُصَلِّيَ بهم، وودِدْتُ يا رسول الله أنك تأتيني فتُصَلِّيَ في بيتي، فأَتّخِذَهُ مُصَلًّى، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ» قال عِتْبَانُ: فَغَدَا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر رضي الله عنه حين ارتَفَعَ النهارُ، فَاسْتَأْذَنَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأَذِنتُ له، فلم يَجْلِسْ حتى دخل البيت، ثُمَّ قال: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ» قال: فَأَشَرْتُ له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكبَّر، فَقُمْنَا فَصَفَّنَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ. "صحيح البخاري".
تُوفّي رحمه الله في خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان. فرضي الله عنه.