هو الصحابي الجليل حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ عَمْرِو بنِ عُمَيْرِ بنِ سَلَمَةَ اللَّخْمِيُّ، حليف بني أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ.
آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين الصحابي الجليل رُخَيْلَةَ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه.
كان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية.
شهد رضي الله عنه بدرًا وأُحدًا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
من مواقفه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما رُوي في "السنن الكبرى" عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه سمع حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه يقول: إنّه طلَع على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أُحُد وهو يشتدّ، وفي يد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه التّرس فيه ماء، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغسل وجهه من ذلك الماء، فقال له حاطب: من فعل بك هذا؟ قال: «عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، هَشَّمَ وَجْهِيَ، وَدَقَّ ربَاعِيَتِي بِحَجَرٍ رَمَانِي»، قلت: إني سمعت صائحًا يصيحُ على الجبلِ: قُتل محمّدٌ، فأتيتُ وكان قد ذهب روحِي، قلت: أين توجَّه عتبة؟ فأشار إلى حيث توجه، فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسَه فهبِطت، فأخذتُ رأسَه وسَلَبَهُ وفَرَسَهُ وجئتُ بها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسلَّم ذلك إليَّ ودعا لي فقال: «رَضِيَ اللهُ عَنْكَ، رَضِيَ اللهُ عَنْكَ».
وتُوفي بالمدينة سنة ثلاثين هجريًّا، وله خمس وستون عامًا. وَصَلَّى عليه سيدنا عثمان بن عفان فرضي الله عنه.