هو الصحابي الجليل عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ القرشيّ الحمحي، أبو السائب.
كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة.
كان من أشد المسلمين اجتهادًا في العبادة، كان يصوم نهاره ويقوم ليله؛ حتى قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا عُثْمَانُ، أَرَغْبَةً عَنْ سُنَّتِي؟» فَقَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ، فَاتَّقِ اللهَ يَا عُثْمَانُ، فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ».
شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتوفي بعدها بأشهر، وقبّله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته، وكان هو أول من دفن بالبقيع، ولما ماتت السيدة زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَلْحِقُوهَا بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ».
عن أمّ العلاء رضي الله عنها قالت: رَأَيْتُ عَيْنًا لعُثمَانَ تجري في الْمَنَامِ فسأَلتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «ذَاكَ عَمَلُهُ». فرضي الله عنه.