26 أكتوبر 2017 م

حقيقة فرقة الخوارج وهل هي بائدة أم مستمرة باستمرار نهجها وتحديث ضلالها

حقيقة فرقة الخوارج وهل هي بائدة أم مستمرة باستمرار نهجها وتحديث ضلالها

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ» رواه ابن ماجه في "سننه"، قال البوصيري في "الزوائد": [إسناده صحيح، وقد احتج البخاري بجميع رواته] اهـ.
مما هو متفق عليه عند المحققين من العلماء والفقهاء أن الخوارج ليست فرقة ظهرت في زمن من الأزمان، وينتهي أمرها بنهاية ذلك الزمان المحدد، وإنما هي فرقة ستستمر وتحدِّثُ نفسها إلى أن يكون الظهور أو الخروج الأخير لها أيام الدَّجال؛ والدليل الأساس فيما ذهب إليه هؤلاء المحقِّقون هو ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ» قال ابن عمر رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ».
يقول الإمام السيوطي بصدد الشرح لهذا الحديث: [الْمُرَاد مِنْهُ -وَالله أعلم- أن أهل الْحقِّ يقاتلونهم ويقطعون دابرهم أَكثر من عشْرين مرّة فِي كلِّ قرنٍ، وَمَعَ ذَلِك يبْقى مِنْهُم فرقة حَتَّى يخرج فِي عراضهم ومواجهتهم الدَّجَّال.
والْحَاصِل: أن أهل الْأَهْوَاء وإن قَاتلهم أهل الْحقِّ فِي قرن وَاحِد أَكثر من عشْرين مرّة لَا يتركون أهواءهم] اهـ.
ويقول السندي بصدد شرحه للحديث: [قَوْلُهُ: «كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ» أَيْ: ظَهَرَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، «قُطِع» اسْتَحَقَّ أَنْ يُقْطَعَ، وَكَثِيرًا مَا يُقْطَعُ أَيْضًا كَالْحَرُورِيَّةِ قَطَعَهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه، «فِي عِرَاضِهِمْ» فِي خِدَاعِهِم،ْ أَيْ أَنَّ آخِرَهُمْ يُقَابِلُهُمْ وَيُنَاظِرُهُمْ فِي الْأَعْلَامِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ أَعْرَاضِهِمْ، وَهُوَ جَمْعُ عَرْضٍ بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ بِمَعْنَى الْجَيْشِ الْعَظِيمِ، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنَ الْعَرْضِ بِمَعْنَى نَاحِيَةِ الْجَبَلِ أَوْ بِمَعْنَى السَّحَابِ الَّذِي يَسُدُّ الْأُفُقَ، وَهَذِهِ النُّسْخَةُ أَظْهَرُ مَعْنًى] اهـ.
إذن سيستمر وجود الخوارج إلى زمن الدَّجال، وأنهم سوف يهلكون بعد كلِّ مرَّةٍ يظهرون فيها، وأن عدد المرات التي سوف يظهرون فيها ثم يختفون تقارب العشرين مرَّةً.
ولقد جاءت صفاتُ الخوارج في كثيرٍ من الأحاديث النبوية، فمن توفَّرت فيه جميعها فهو الخارجي الخالص، ومن كانت فيه بعضها ففيه خصلة من خصال الخوارج، وما أكثر الذين يدَّعون الجهاد في سبيل الله واتباع سلف الأمة، وهم إما من الخوارج الخُلَّصِ أو فيهم من صفات الخوارج الكثير أو القليل.
- وهناك طوائف من الخوارج الخُلَّص الذين ظهروا في زماننا هذا، وكانوا واضحي المعالم عند الجميع، بحيث لا يمكن أن يختلف عليهم أحدٌ في كونهم من الخوارج، فمثلًا جماعة التَّكفير والهجرة خوارج خُلَّص؛ لأنهم يكفِّرون من عَداهم، وهؤلاء تبدأ النذر الأولى للفتنة عندهم من قبل الحكام الذين اعتبروا كفارًا لتحكيمهم غير شرع الله، ثم من بعد ذلك يبدأ عقد التكفير في الانفراط عن طريق تبنِّي فكرة أن كلَّ من يعاون هؤلاء الحكَّام ويسير في ركبهم يلحق بهم في حكم التكفير، ومن ثم يعد ضباط الجيش وموظفو الأمن من الكفَّار، ثم ينفرط العقد أكثر فيشمل جميع المسؤولين والموظفين في الدَّولة فيدخلون في حكم التكفير؛ حتى ينتهي الأمر إلى تكفير المجتمع كلِّه باعتباره راضيًا عن الحالة القائمة، وباعتباره لا يعمل بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأوجبوا على الناس أن يهاجروا إليهم.
- وقد ظهرت أيضًا جماعة أخرى يقال لهم جماعة التوقُّفِ والتَّبيُّن، وقالوا: لا نحكم على العامة بالكفر ولا بالإسلام، ولكن نتوقف حتى نتبين في أمرهم.
- وفي الآونة الأخيرة ظهر ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش)، ولا يخالف أحد في أن هؤلاء من الخوارج الخُلَّص، ولعلَّهم هم المعنيون بما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ" أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتابه "الفتن" في خروج بني العباس (رقم: 573).
ولا يعدم الخوارج رفع شعارات تمكنهم من الاختراق؛ كرفع شعار اتباع السلف أو الجهاد في سبيل الله أو تطبيق الشريعة الإسلامية أو إعادة الخلافة، وهذا هو الطَّور الجديد للخوارج في زماننا، والذي يعتمد على التَّسلل من الداخل؛ نظرًا لانكشاف قدماء الخوارج وفضح أمرهم أمام جموع أهل السنة والجماعة، وبهذا يتمكَّنون من تثبيت آرائهم دون الدخول في وَيْلاتِ الصِّدام مع العقائد والثوابت المستقرَّة عند جموع المسلمين.
المصادر:
- "شرح السيوطي على سنن ابن ماجه".
- "حاشية السندي على سنن ابن ماجه".
- "إنجاح الحاجة في شرح سنن ابن ماجه" للمجددي الحنفي الدهلوي.

 

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ -أَوْ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ- عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ تَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ».


عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا أنه قال: "كُلُوا جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ مَعَ الْجَمَاعَةِ" أخرجه الإمام ابن ماجه في "سننه". وعن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده وحشي رضي الله عنه، أن أصحابَ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال: «فَلَعَلَّكُمْ تَأْكُلُونَ مُتَفَرِّقِينَ؟»، قالوا: نعم، قال: «فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ» أخرجه الإمامان أبوداود وابن ماجه في "سننهما".


روي أن سيدنا الْعِرْبَاضُ رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟، فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كان عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» أخرجه الترمذي وأبو داود في "سننهما".


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «مِنْ أَقَالَ مُسْلِمًا، أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ». لمّا كانت المواساة لا تقتصر على مشاركة المسلم لأخيه في المال والجاه أو الخدمة والنّصيحة.. أو غير ذلك، فإنَّ من المواساة مشاركةُ المسلم في مشاعره خاصَّةً في أوقات حزنه، وعند تعرُّضه لما يعكِّر صفوَه، وهنا فإنَّ إدخال السّرور عليه، وتطييبَ خاطره بالكلمة الطَّيِّبَةِ، أو المساعدةِ الممكنةِ بالمال أو الجاهِ، أو المشاركة الوجدانيَّة هو من أعظم المواساة وأجلِّ أنواعها، وقد كان صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يواسي بالقليل والكثير، وقد علَّمنا أنَّ من أقال مسلمًا من عثرته أقال الله عثرتَه، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يزال في حاجة العبد مادام العبد في حاجة أخيه.


عن أبي تميم الجيشاني، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» أخرجه الترمذي في" سننه"، وقال عقبه: هذا حديث حسن صحيح.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 21 يوليو 2025 م
الفجر
4 :26
الشروق
6 :7
الظهر
1 : 1
العصر
4:38
المغرب
7 : 55
العشاء
9 :25