01 يناير 2017 م

عثمان بن مظعون

عثمان بن مظعون

 كان سيدنا عثمان بن مظعون رضي الله عنه ممن أسلموا أول الإسلام، فقد أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر هو وابنه السائب الهجرة الأولى لبعض الصحابة إلى الحبشة.
ومن مناقبه رضي الله عنه أن الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة حين رجعوا إلى مكة تخوَّفوا أن يدخلوا مكة بغير جِوار، أي بغير حماية، فمكثوا حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، ودخل عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، ثم لما رأى عثمانُ ما يلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة، قال عثمان: "والله إن غدوي ورواحي آمنًا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي يلقَون البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني؛ لنقص شديد في نفسي"، فمضى إلى الوليد بن المغيرة فقال: "يا أبا عبد شمس، وَفَتْ ذمَّتُك، قد كنت في جوارك، وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلي به وأصحابه أسوة"، فقال الوليد: "فلعلك يا ابن أخي أوذيت أو انتهكت؟" قال: "لا، ولكن أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره!" قال: "فانطلق إلى المسجد، فَارْدُدْ عليَّ جواري علانية كما أجَرْتُكَ علانية!" فقال: "أنطلق"، فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: "هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليردَّ عليَّ جواري". فقال عثمان: "صدق، وقد وجدته وَفِيًّا كريمَ الجوار، وقد أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جوارَه".
وفيه رضي الله عنه نزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ • وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ • لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 87 : 89].
فقد جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومًا؛ فذكَّرَ الناس ووصفَ القيامة ولم يزدهم على التخويف؛ فَرَقَّ الناسُ وبكَوا، فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحي، وهم: أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو، وأبو ذر الغفاري، وسالم مولى أبي حذيفة، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي، ومعقل بن مقرن، واتفقوا على أن يصوموا النهار، ويقوموا الليل، ولا يناموا على الفرش، ولا يأكلوا اللحم ولا الودك ولا يقربوا النساء والطيب، ويلبسوا المسوح ويرفضوا الدنيا ويسيحوا في الأرض ويترهَّبوا، ويجبوا المذاكير؛ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فجمعهم، فقال: «ألم أُنَبَّأْ أنَّكم اتفقتم على كذا وكذا؟» فقالوا: "بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير"، فقال لهم: «إني لم أومر بذلك، إن لأنفسكم عليكم حقًّا، فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا، فإني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، ومن رغب عن سنَّتي فليس مني»، ثم خرج إلى الناس وخطبهم فقال: «ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا، أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ولا رهبانًا، فإنه ليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتخاذ الصوامع، وإن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتها الجهاد، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وحجوا واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع»، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فقالوا: "يا رسول الله كيف نصنع بأيْماننا التي حلفنا عليها"، وكانوا حلفوا على ما عليه اتفقوا، فأنزل الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} الآية.
ومن مآثره رضي الله عنه أنه كان قد حرَّم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال: "لا أشرب شرابًا يذهب عقلي، ويُضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي". فلما حُرِّمَت الخمر قال: "تبًّا لها، قد كان بصري فيها ثاقبًا".
وكان رضي الله عنه أول من دُفن بالبقيع، وأول من مات بالمدينة من المهاجرين، سنة اثنتين من الهجرة، وعن أم العلاء الأنصارية أن سيدنا عثمان بن مظعون سكن عندهم في القرعة التي جرت لمؤاخاة المهاجرين والأنصار، قالت: فاشتكى، فمرَّضْنَاه حتى إذا تُوفِّي وجعلناه في ثيابه، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: "رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله"، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يدريكِ أنَّ الله أكرمه؟» فقلت: "لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمَّا عثمان فقد جاءه والله اليقين، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به»، قالت: فوالله لا أزكِّي أحدًا بعده أبدًا، وأحزنَنِي ذلك، قالت: "فنِمْتُ، فأريتُ لعثمان عينًا تجري، فجئتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه"، فقال: «ذاك عمله» رواه البخاري، فرضي الله عن سيدنا عثمان بن مظعون، ونفعنا بسيرته وجهاده.
المصادر:
تفسير الطبري.
أسباب النزول للواحدي.
أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير.

هي أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها بنت الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت متزوجة من خنيس بن حذافة السهمي قبل تشرفها بالزواج من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهاجرت معه إلى المدينة، وكان ممن شهد بدرًا، وتوفي بالمدينة. حاول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يُزوِّجها بعد وفاة زوجها، فذَكَرَها لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعرضها عليه، وكذلك على سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلم يَقبَلَا.


كان قارون من قوم سيدنا موسى عليه السلام، وقيل كان ابن عمه، وقد ضرب الله تعالى به المثل في عاقبة الجبارين المتكبرين، ذلك أنه تكبر على قومه وتعالى عليهم، بعد أن أغناه الله وآتاه من الكنوز ما يثقل على الجمع من الرجال الأشداء الأقوياء حمل مفاتيح خزائنه، ولكنه لم يكترث لما منحه الله إياه من نعم، وقد حذَّره قومه من تكبُّره وفرحه بما هو فيه دون أداء الشكر اللازم على هذه النعم لله سبحانه وتعالى


أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان من بنات عمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي أقرب نسائه إليه، كانت قد تزوجت عبيد الله بن جحش وهاجر بها مع من هاجر إلى الحبشة وقيل إنها أنجبت ابنتها حبيبة بمكة قبل الهجرة، غير أنه ارتد عن الإسلام، ثم مات بعد ذلك، فطلبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي في الحبشة، سنة 6هـ، وكانت أكثر نسائه صلى الله عليه وسلم صداقًا، حيث أصدقها عنه النجاشي ملك الحبشة أربعمائة دينار وجهَّزها وأقام وليمة كبيرة لأجل هذا الأمر، وكانت قد بلغت في هذا الوقت بضعًا وثلاثين سنة.


يقول الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40].


كانت امرأةُ سيدنا نوحٍ عليه الصلاة والسلام مثالًا على انحراف الإنسان الذي يرى الخير والحقَّ، ثم يأبى أن يؤمن ويستجيب، فهذا الإنسان يكفر بما أنعم الله عليه من عوامل الهداية، وبواعث الاستقامة، فإذا هو سادر في غيه، مخذول في سعيه، كما أنها كانت مثالًا تطبيقيًّا على أن معيَّة الصالحين لا تُغني عن العمل الشخصي والسعي الذاتي لفعل الخيرات ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 29 أبريل 2025 م
الفجر
4 :39
الشروق
6 :14
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 31
العشاء
8 :55