01 يناير 2017 م

أم المؤمنين السيدة حفصة

أم المؤمنين السيدة حفصة

هي أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها بنت الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت متزوجة من خنيس بن حذافة السهمي قبل تشرفها بالزواج من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهاجرت معه إلى المدينة، وكان ممن شهد بدرًا، وتوفي بالمدينة.

حاول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يُزوِّجها بعد وفاة زوجها، فذَكَرَها لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعرضها عليه، وكذلك على سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلم يَقبَلَا.

يُحَدِّثُ سيدُنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه، شقيق السيدة حفصة رضي الله عنها، أن أباهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين تأيَّمَتْ (صارت بلا زوج) حفصة بنت عمر رضي الله عنه مِنْ خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد شهد بدرًا، وتوفي بالمدينة، قال عمر رضي الله عنه: فلقيت عثمان بن عفان رضي الله عنه، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصَمَتَ أبو بكر فلم يرجع إلي شيئًا، فكنت عليه أوْجَدُ منِّي على عثمان رضي الله عنه، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنكحتها إياه، فلقيَني أبو بكر فقال: لعلك وَجَدْتَ عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سِرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو تركَها لقبلتُها. رواه البخاري.

وفي رواية أبي يعلى أن سيدنا عمر رضي الله عنه قال: فشكوتُ عثمانَ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَزَوَّجَ حَفْصَةَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ، وَتَزَوَّجَ عُثْمَانُ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ» فتزوَّج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها، وزوَّج عثمانَ ابنته أم كلثوم.

وقد تزوَّجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها، سنة ثلاث من الهجرة تقريبًا، وروت عنه عددًا من الأحاديث، وكانت السيدة عائشة تقول عنها: "هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم". ورُوي أنَّ مولدَها كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين؛ فعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة.

وقد ورد أن أول سورة التحريم نزلت بسببها، حين رأت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد اختلى بالسيدة مارية القبطية، فغضبت، فحرَّمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على نفسه، وطلب من السيدة حفصة ألَّا تخبر أحدًا، أو خَصَّ السيدة عائشة بهذا التحريم، لكنها أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها فيما بعد، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروي أنه طلقها طلقة رجعية، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۞ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۞ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ۞ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ۞ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ [التحريم: 1-5].

عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلِّق حفصة رضي الله عنها فجاءه جبريل عليه السلام فقال: "لا تطلِّقها، فإنها صوَّامة قوَّامة، وإنها زوجتك في الجنة".

وعن عقبة بن عامر قال: طلَّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفصة تطليقة، فبلغ ذلك عمر، فحثا التراب على رأسه وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها! فنزل جبريل عليه السلام وقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يأمرك أن تراجع حفصة بنت عمر، رحمةً لعمر".

وقد تضمنت هذه الآيات التي نزلت بشأن هذه الواقعة عددًا من الأغراض كما يذكر الطاهر بن عاشور، منها: أنه لا ينبغي لأحد أن يحرم على نفسه ما أحل الله له لإرضاء أحد، إذ ليس ذلك بمصلحة له ولا للذي يسترضيه.

وتنبيه نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن غَيْرَةَ الله على نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، أعظم من غَيْرَتِهِنَّ عليه وأسْمَى مقصدًا.

وأن الله يطلع نبيه على ما يخصُّه من الحادثات.
وأن من حلف على يمين فرأى حِنْثَهَا خيرًا من بِرِّهَا؛ فينبغي له أن يُكَفِّرَ عنها ويفعل الذي هو خير.
وتعليم الأزواج ألَّا يُكثرن من مضايقة أزواجهن، فإن المضايقة ربما أدَّت إلى الملال، فالكراهية، فالفراق.
وموعظة الناس بتربية بعض الأهل بعضًا ووعظ بعضهم بعضًا.
وقد توفيت أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها حين بايع سيدُنا الحسن بن علي رضي الله عنهما سيدَنا معاوية بن أبي سفيان وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين من الهجرة، وقيل بعدها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
- "تفسير الطبري" (23/ 475) وما بعدها.
- "أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير (6/ 65-67).
- "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن عبد البر (4/ 1811) وما بعدها.
- "سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 482) وما بعدها.
- "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (6/ 3216) وما بعدها.
- تفسير "التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور (28/ 345).

عائشة رضي الله عنها هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم المؤمنين، وابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كانت أحب زوجات الرسول إلى قلبه، وهي أكثر من روت عنه الأحاديث النبوية، وقد كانت في لحظة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم تساعده وتقف بجانبه كمثال الزوجة الصالحة المخلصة. اتهمت عائشة رضي الله عنها بالزنا، وقد برأها الله تعالى مما اتهمت به من فوق سبع سموات، وتسمى


أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان من بنات عمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي أقرب نسائه إليه، كانت قد تزوجت عبيد الله بن جحش وهاجر بها مع من هاجر إلى الحبشة وقيل إنها أنجبت ابنتها حبيبة بمكة قبل الهجرة، غير أنه ارتد عن الإسلام، ثم مات بعد ذلك، فطلبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي في الحبشة، سنة 6هـ، وكانت أكثر نسائه صلى الله عليه وسلم صداقًا، حيث أصدقها عنه النجاشي ملك الحبشة أربعمائة دينار وجهَّزها وأقام وليمة كبيرة لأجل هذا الأمر، وكانت قد بلغت في هذا الوقت بضعًا وثلاثين سنة.


يقول الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40].


كان عقبةُ بنُ أبي مُعَيْطٍ مِن كفار قريش الذين قاموا بأفعال شديدة الوضاعة صدًّا عن دين الله ومحاربةً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكرٍ فأخذَ بمنكبِه ودفعَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [غافر: 28]" رواه البخاري.


هو أصحمة ملك الحبشة، معدود في الصحابة رضي الله عنهم، وكان ممن حسن إسلامه ولم يهاجر، ولا له رؤية، فهو تابعي من وجه، صحابي من وجه، وقد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه بالناس صلاة الغائب، ولم يثبت أنه صلى على غائب سواه، وسبب ذلك أنه مات بين قوم نصارى، ولم يكن عنده من يصلي عليه؛ لأن الصحابة الذين كانوا مهاجرين عنده خرجوا من عنده مهاجرين إلى المدينة عام خيبر.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 28 أبريل 2025 م
الفجر
4 :41
الشروق
6 :15
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 31
العشاء
8 :54