01 يناير 2017 م

عمله صلى الله عليه وآله وسلم بالتجارة، وزواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها

عمله صلى الله عليه وآله وسلم بالتجارة، وزواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها

بدأ الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم حياته العملية برعي الغنم، ثم انتقل للعمل بالتجارة، فقد ورد أنه عليه الصلاة والسلام رافق عمه أَبَا طَالِبٍ في رحلة تجارية إلى الشام وهي تلك الرحلة التي لقيهم فيها راهب نصراني اسمه (بحيرا) وسألهم عن ظهور نبي من العرب في هذا الزمن، وعندما أمعن النظر في الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وتكلم معه عرف أنه هو نبي آخر الزمان المنتظر، الذي بشَّر به عيسى عليه السلام؛ ولذا فقد حذَّر هذا الراهب أَبَا طَالِبٍ من اليهود، وطلب منه أن يعود به إلى مكة سريعًا وقد أخذ أبو طالب بالنصيحة.

تعلَّم الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أصول التجارة مبكرًا، ثم بدأ في ممارستها عمليًّا، فقد ورد أنه كان يتاجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي، فكان صلى الله عليه وآله وسلم خير شريك، لا يغش شريكه ولا يبخسه حقه ولا يخون غيبته.

وكانت السيدة خديجة بنت خويلد من بني أسد بن عبد العُزى، وهي امرأة وسيطة ذات نسب في قريش وكان لها مال تستأجر من يتاجر لها فيه، كانت قد سمعت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمانته وحسن خلقه وحسن تدبيره في التجارة، فأرسلت له تطلب منه أن يتاجر لها في مالها على أن تعطيه أفضل مما كانت تعطي غيره، فأجابها صلى الله عليه وآله وسلم إلى طلبها، وسافر في رحلة تجارية إلى الشام، وقد أرسلت معه السيدة خديجة غلامها ميسرة.

وقد شاهد ميسرة في هذه الرحلة كثيرًا من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له، فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم الشام نزل في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فقال هذا الراهب لميسرة: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مظللًا بغمامة تقيه من حر الشمس.

فلما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة، وأخبرها بما شاهده من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وحُسن خلقه وكريم صفاته وتواضعه، بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق حديثك، وعرضت عليه أن يتزوجها.

وكانت خديجة مرغوبًا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها بين قومها، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه فوافقوه على زواجه بها وتوجهوا معه إليها، وأتموا عقد الزواج بينهما، وكانت سِنُّ السيدة خديجة إذ ذاك أربعين سنة، وسنه صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفيت رضي الله عنها، وكانت قد تزوجت قبله صلى الله عليه وسلم مرتين.

وفي زواجه عليه الصلاة والسلام بامرأة أكبر منه سنًّا وسبق لها الزواج، واكتفائه بها وحدها وعدم زواجه من أخرى في حياتها حتى لقيت ربها سبحانه وتعالى ما يؤكد أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن مِزْواجًا ولا مُتَشوِّفة نفسه للنساء كما يروِّج بعض المشككين، فقد أمضى عليه الصلاة والسلام سنوات الشباب الأولى حتى بلغ الخامسة والعشرين وهو محافظ على طهارته ونقاء ثوبه، فلم يتدنس بشيء مما يقع فيه بعض الشباب، ثم تزوج بامرأة أكبر منه، وعاش معها حتى جاوز الخمسين من عُمره وما بين العشرين والخمسين هي السِّن التي يتوق فيها الرجل للنساء، فأين ما يدَّعي بعض ضعاف النفوس؟!

وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتنسك، حتى بعثه الله رحمةً للعالمين.

لطالما وفدت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ومن ضمن هؤلاء الوفود الذين قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أول الإسلام وفد من النصارى؛ حكى حكايتهم ابن إسحاق حينما ذكرهم قائلًا: ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بمكة عشرون رجلًا، أو قريبًا من ذلك من النصارى، حين بلغهم خبره من الحبشة، فوجدوه في المسجد، فجلسوا إليه فكلَّموه وسألوه، ورجالٌ من قريشٍ في أنديتهم حول الكعبة، فلما فرغوا من مسألة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عما أرادوا، دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله عز وجل، وتلا عليهم القرآن، فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع، ثم استجابوا لله وآمنوا به، وصدَّقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره.


كانت العرب في الجاهلية تُعظِّم البيت الحرام وتحج إليه وتُقدِّرهُ وترعى حُرمته ولا يجرؤ أحد على امتهانه ولا التقليل من شأنه، وكان هناك ملك لليمن أصله من الحبشة إذ ذاك يقال له أبرهة يدين بالنصرانية فوَجَد في نفسه على الكعبة وأراد أن يصرف العرب عن الحج إليها فبنى كنيسة في صنعاء وسمَّاها القُليس ليحج الناس إليها.


الجزيرة العربية جزء هام من العالم له تميز خاص بسبب موقعه الجغرافي وتاريخه الديني، ولم تكن الجزيرة بمنأًى عن التأثر بالحالة العامة التي يعيشها العالم هذه الأثناء فهي سياسيًّا قبائل متفرقة تعاني التناحر والاقتتال غالب الوقت بسبب العصبية والحرص على الزعامة ولا أشهر من حرب داعس والغبراء والبسوس دليلًا على ذلك.


أولًا: حلف الفضول أو حلف المطيبين وقصة هذا الحلف أن رجلًا من قبيلة زبيد وقف يستغيث بأهل مكة؛ لأنه كانت بينه وبين رجل من قريش اسمه العاص بن وائل السهمي معاملة تجارية وكان العاص ذا منعة وقوة، فأخذ العاص البضاعة من الزبيدي ورفض أن يُعطيه ثمنها فوقف الرجل على جبل أبي قبيس وأخذ يصرخ


لقد شاءت إرادة الله تعالى أن يرسل للإنسانية رسولًا من عنده؛ ليأخذ بيد الناس إلى طريق الهداية من جديد، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويصحح بوصلتهم؛ ليكون توجههم وإذعانهم إلى خالقهم الحق سبحانه وتعالى، وليبتعدوا عن خرافات الجاهلية من عبادة الأصنام أو النجوم أو النار، ولِيُحْيي فيهم الأخلاق الكريمة بعد اندثارها وشيوع مساوئ الأخلاق مكانها.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 19 مايو 2025 م
الفجر
4 :19
الشروق
5 :59
الظهر
12 : 51
العصر
4:28
المغرب
7 : 44
العشاء
9 :13