الثلاثاء 16 ديسمبر 2025م – 25 جُمادى الآخرة 1447 هـ
01 يناير 2017 م

عمله صلى الله عليه وآله وسلم بالتجارة، وزواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها

عمله صلى الله عليه وآله وسلم بالتجارة، وزواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها

بدأ الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم حياته العملية برعي الغنم، ثم انتقل للعمل بالتجارة، فقد ورد أنه عليه الصلاة والسلام رافق عمه أَبَا طَالِبٍ في رحلة تجارية إلى الشام وهي تلك الرحلة التي لقيهم فيها راهب نصراني اسمه (بحيرا) وسألهم عن ظهور نبي من العرب في هذا الزمن، وعندما أمعن النظر في الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وتكلم معه عرف أنه هو نبي آخر الزمان المنتظر، الذي بشَّر به عيسى عليه السلام؛ ولذا فقد حذَّر هذا الراهب أَبَا طَالِبٍ من اليهود، وطلب منه أن يعود به إلى مكة سريعًا وقد أخذ أبو طالب بالنصيحة.

تعلَّم الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أصول التجارة مبكرًا، ثم بدأ في ممارستها عمليًّا، فقد ورد أنه كان يتاجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي، فكان صلى الله عليه وآله وسلم خير شريك، لا يغش شريكه ولا يبخسه حقه ولا يخون غيبته.

وكانت السيدة خديجة بنت خويلد من بني أسد بن عبد العُزى، وهي امرأة وسيطة ذات نسب في قريش وكان لها مال تستأجر من يتاجر لها فيه، كانت قد سمعت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمانته وحسن خلقه وحسن تدبيره في التجارة، فأرسلت له تطلب منه أن يتاجر لها في مالها على أن تعطيه أفضل مما كانت تعطي غيره، فأجابها صلى الله عليه وآله وسلم إلى طلبها، وسافر في رحلة تجارية إلى الشام، وقد أرسلت معه السيدة خديجة غلامها ميسرة.

وقد شاهد ميسرة في هذه الرحلة كثيرًا من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له، فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم الشام نزل في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فقال هذا الراهب لميسرة: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مظللًا بغمامة تقيه من حر الشمس.

فلما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة، وأخبرها بما شاهده من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وحُسن خلقه وكريم صفاته وتواضعه، بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق حديثك، وعرضت عليه أن يتزوجها.

وكانت خديجة مرغوبًا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها بين قومها، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه فوافقوه على زواجه بها وتوجهوا معه إليها، وأتموا عقد الزواج بينهما، وكانت سِنُّ السيدة خديجة إذ ذاك أربعين سنة، وسنه صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفيت رضي الله عنها، وكانت قد تزوجت قبله صلى الله عليه وسلم مرتين.

وفي زواجه عليه الصلاة والسلام بامرأة أكبر منه سنًّا وسبق لها الزواج، واكتفائه بها وحدها وعدم زواجه من أخرى في حياتها حتى لقيت ربها سبحانه وتعالى ما يؤكد أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن مِزْواجًا ولا مُتَشوِّفة نفسه للنساء كما يروِّج بعض المشككين، فقد أمضى عليه الصلاة والسلام سنوات الشباب الأولى حتى بلغ الخامسة والعشرين وهو محافظ على طهارته ونقاء ثوبه، فلم يتدنس بشيء مما يقع فيه بعض الشباب، ثم تزوج بامرأة أكبر منه، وعاش معها حتى جاوز الخمسين من عُمره وما بين العشرين والخمسين هي السِّن التي يتوق فيها الرجل للنساء، فأين ما يدَّعي بعض ضعاف النفوس؟!

وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتنسك، حتى بعثه الله رحمةً للعالمين.

هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم. إنَّ من المهم لكل مسلمٍ أن يعلم اسم نبيه الكريم ونسبه صلى الله عليه وسلم، وكذلك علينا أن نُعَلِّم هذا أبناءنا في مراحل عمرهم الأولى حتى تتوثق صلتهم بالحبيب الشفيع صلوات الله وسلامه عليه.


لطالما وفدت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ومن ضمن هؤلاء الوفود الذين قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أول الإسلام وفد من النصارى؛ حكى حكايتهم ابن إسحاق حينما ذكرهم قائلًا: ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بمكة عشرون رجلًا، أو قريبًا من ذلك من النصارى، حين بلغهم خبره من الحبشة، فوجدوه في المسجد، فجلسوا إليه فكلَّموه وسألوه، ورجالٌ من قريشٍ في أنديتهم حول الكعبة، فلما فرغوا من مسألة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عما أرادوا، دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله عز وجل، وتلا عليهم القرآن، فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع، ثم استجابوا لله وآمنوا به، وصدَّقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره.


عاد الحبيب صلى الله عليه وسلم من بادية بني سعد إلى حضن أمه التي لم ينعم بصحبتها طويلًا فقد فاضت روحها بعد قليل من عودته بعد أن اصطحبته معها لزيارة أخواله من بني عدي بن النجار بالمدينة التي صارت منورة به صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وما لبثت أن توفيت في طريق العودة بمكان اسمه الأبواء ودفنت فيه وتركته صلى الله عليه وسلم يتيم الأبوين، وهو في السادسة من عمره حيث يكون الإنسان أحوج إلى والديه، لكنها إرادة الله.


رمي الشياطين بالشهب: ومن حوادث مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم رمي الشياطين بالشهب بعد عشرين يومًا من المبعث. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما بعث اللهُ محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، دُحِرَ الشياطينُ


عن العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيِّين، وإنَّ آدم لمنجدل في طينته» (رواه الإمام أحمد والحاكم وصححه). قال الطيبي في "شرح المشكاة": المعنى: كتبت خاتم الأنبياء في الحال الذي آدم مطروح على الأرض حاصل في أثناء تخلُّقه لم يُفرغ بعد من تصويره وإجراء الروح.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 16 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :44
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20