إن بعض حسني النية قد يظنون أن البابية لا تختلف مع الإسلام ولا تتعارض معه، ودليل قناعتهم أنهم يعرفون أناسًا دخلوا في الإسلام بفضل مجهودات البابيين، وأن البابية لها نشاط واسع وأن أتباعها كانوا ينشرون الإسلام في أمريكا الشمالية وفي أوربا. ولكن الحقيقة أن البابيين، أو البهائيين كما شاع عنهم، يتخفون في صورة المسلمين الملتزمين، وهم في الحقيقة معادون للإسلام وإن تصفح كتب البابيين تؤكد أن المذهب البابي يتعارض مع الدين الإسلامي، بل يضاده في أصوله وفروعه.
ويأتي هذا العمل الجليل لعلم من أعلام الفكر الإسلامي فضيلة الإمام الأكبر عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر الشريف الأسبق، لتبصير المثقفين في الشرق والغرب بحقيقة البابية وأهدافها ومدى استغلال البعض لها، وعلى النخبة والمثقفين بعد ذلك واجب توعية العامة بهذه الأديان الباطلة والعقائد الضالة، حتى لا يقع في براثنها جاهل أو يغتر بها حسن النية ممن يهولهم المظاهر. ومن خلال هذا البحث الفريد يتبين لنا إن كانت البابية في حقيقتها مجرد ظاهرة إصلاحية دينية تختلف جزئيًّا عن قواعد الإسلام وأحكامه كبعض فرق الشيعة المعتدلة، أم أن لها قواعد وأحكامًا أخرى تجعل منها دينًا يغاير دين الإسلام ويخالف جميع الأديان السماوية.
وهذا البحث الفريد يتناول:
الفصل الأول: الباب: الميرزا علي محمد؛ بيئته ومزاعمه وتصرفاته، والحركة البابية بعد مقتله، ومؤلفاته.
الفصل الثاني: مذهب الباب ومذهب بهاء الله، وتأويل البابيين للقرآن.
الفصل الثالث: البابية والشيعة: وهو بحث عن الشيعة الإسماعيلية بالخصوص لتشابه الفروع والأصول بينهما.
ثم الباب الثاني، ويشتمل على:
ادعاءات الباب وأدلتها.
ادعاء النبوة.
ادعاء الألوهية.
ثم الباب الثالث ويتشمل على:
عقائد البابيين.
عقيدة البداء.
الشريعة البابية.
الآثار الاجتماعية والأخلاقية المترتبة على البابية.
التعليم عند الباب.
الأخلاق عند البابيين.
إننا نستطيع أن نخلص بعد البحث مطمئنين إلى أن الفرقة البابية التي اتبعت مذاهب الفرق الغير إسلامية وخرجت من رحم الأمة الإسلامية لا يمكن إلا أن تكون وثنية خالصة، وأنها والإسماعيلية من فرق الشيعة صنوين من أصل واحد؟ نظرًا لتوافق العناصر المؤدية إلى كل منهما، وتشابه المزاعم المبثوثة في ثناياهما.