01 يناير 2017 م

جريان الشمس

جريان الشمس


عدم تعارض النص القرآني مع الحقائق العلمية:
هذا الاعتراض إن دلَّ فإنما يدل على عدم المعرفة بأحوال الشمس وأطوارها؛ فالثابت علميًّا أن الشمس لها حركات متعددة؛ منها دورانها حول نفسها, وهذا الدوران يصح أن يسمَّى جريًا.

وقد ثبت علميًّا أن الشمس لها حركة حقيقية؛ حيث تنطلق بسرعة مخصوصة قدِّرت بنحو اثني عشر ميلًا في الثانية في اتجاه نجم يسمَّى بالنجم "فيجا" في الإفرنجية أو "النسر الواقع" في العربية.

أو أن يقال إن جريان الشمس يعني في رأي العين من مشرقها إلى مغربها، فالنظر إلى الشمس من الناحية الظاهرية يوحي بحركتها في حين أن المتحرك هو الأرض.

فالآية حملت إعجازًا بلاغيًّا حيث راعت مقتضى حال المتلقي؛ حتى يهتدي بها الناس جميعًا، من عرف منهم سر هذه الحركة النسبية ومن لم يعرف، فمن عرف هذا السرَّ اهتدى به وبالمعجزة العلمية التي حوتها الآية، ومن لم يعرف اهتدى بموافقة الآية للحركة الظاهرة التي يراها، فالقرآن الكريم لا يخالف أي سقف وصلت إليه المعارف البشرية، وهو سر إعجازه، فأي معلومة علمية قطعية انتهت إليها المعارف البشرية لا يوجد ما يخالفها من القرآن الذي جاءت عباراته لتتوافق مع المعارف القطعية للبشر على مدار العصور.

يقول د. عبد القادر الحسيني: "إن القرآن الكريم كَنَصٍّ إلهي قد احتوى على حقائق فكر القرون المتطاولة حتى آخر الزمان فضلًا عن القرون السابقة لنزوله مع مسايرته في خطاب العرب لأحوالهم وأساليب حياتهم وما اعتادوا عليه، ولما كان القرآن الكريم إنما أُنزل لهداية البشر فقد اقتضت الحكمة الإلهية أن ينزل بأسلوب لا يصدم البدهي المسلَّم به عند الناس فيكذبوه، ولا ينافي حقائق الأشياء فيكون ذلك داعيًا إلى تكذيبه إذا يسَّر الله سبيل الكشف عنها لأولي العلم في مستقبل العصور، وهذا من أعجب عجائب القرآن الكريم التي لا تنقضي؛ فإن التعبير عن حقائق الأشياء بأسلوب يطابقها تمامًا ثم لا يصدم الناس فيما يعتقدون أمر يعجز عنه البشر ولا يقدر عليه إلا الله الذى أنزل القرآن بالحق هدًى للناس. والشاهد الواضح لهذه الظاهرة قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي﴾ [يس: 38]؛ فإن حركات الشمس قضية تنطبق على المشاهد البادي من حركتها في السماء من المشرق إلى المغرب، غير أن العلم الحديث يثبت صدق حرفية الآية الكريمة باكتشاف حركة ذاتية للشمس تتجه بها إلى فيجا بسرعة اثني عشر ميلًا في الثانية.

فالقرآن الكريم قد نزل في بيئة معينة وزمان معين وتلقَّاه عند نزوله الأول أناس معينون لهم أفق معرفي محدد، فخاطبهم وفهموا مراد الله منهم كلٌّ حسب طاقته، وفي الوقت ذاته خاطب القرآن الكريم العصور اللاحقة دون أن يجرح أفهامهم في الوقت الذي أشار إلى حقائق الكون والحياة بعبارات مرنة مستوعبة، وهذا لا يكون لبشر أبدًا.

نعم قد يوفَّق موفق في عبارة أو عبارات تخترق عباب القرون، ولكن هذا نادر والنادر لا حكمَ له، فالإنسان المخلوق ولو كان أعظم الأدباء وأقدرهم على التفنن في المواد اللغوية لا يستطيع أن يخترق بيئته وأفقه المعرفي ليحدِّث بيئة أخرى تختلف وتتباين عن بيئته …". اهـ. (1)
إن سعة معاني القرآن وتجددها نابعة من ذات القرآن وليست إضافات يضيفها كل ناظر فيه أو قارئ، هذا مع التأكيد على أن قابلية النص القرآني لا عدد الأفهام ليست في جميع النصوص، بل هي في بعضها دون بعض، وهذه الأفهام منضبطة بقواعد اللغة وأحكام الدين المستقرة التي تمثِّل هوية الإسلام.

بيان عدم صحة الاستدلال بالقراءة المذكورة:
أما ما يتعلق بالقراءة المذكورة في الشبهة، التي استدل بها على اختلاف القراءات اختلافًا مفسدًا للمعنى، فالرد على ذلك بأن هذه القراءة ليست قراءة صحيحة متواترة حتى يحتج بها السائل؛ ولذلك لم يتعرض لها معظم المفسرين في تفسير الآية الكريمة, وإنما هي قراءة شاذة، ودليل ذلك عدم ورودوها في القراءات العشر المعتمدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رسالة دكتوراه بعنوان "معايير القبول والرد لتفسير النص القرآني" مقدمة من الباحث السوري عبد القادر محمد الحسيني، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد نبيل غنايم، كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ص 16 وما بعدها.

ورد في كتب التاريخ عند المسلمين أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه لمحاربة مانعي الزكاة، فقصد إلى البطاح لمقاتلة مالك بن نويرة، وما زال به حتى صرعه، وعاد قومه إلى إخراج الزكاة. ونحن نسأل: إذا كانت الزكاة ركنًا من أركان الدين، والدين لله، فهل يُعتبر الدين دينًا قَيِّمًا إذا كان يمارَس لا عن رغبة وتطوع بل جبرًا وقسرًا! إن زكاةً يجمعها سيف خالد بن الوليد وأمثاله، يرفضها الله؛ لأنها ليست إحسانًا.


جاء في القرآن: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ • لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ • ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 27 - 29]. فأعمال الحج هذه ما هي إلا شعائر وثنية، باقية من الجاهلية، مثل الطواف، ورمي الحجارة، وتقبيل الحجر، والنحر وغيرها، فلماذا أبقى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هذه الشعائر الوثنية بعدما انتصر على أهل مكة وهدم الأصنام؟


قال السائل: أنا من سكان مدينة الموصل، التي ابتليت بما يسمى داعش، وقد قامت داعش بإمهال المسيحيين (النصارى) مدة يومين؛ فإما دفع الجزية، وإما الاستيلاء على جميع ممتلكاتهم من بيوت وسيارات وإخراجهم من مدينة الموصل. ونتيجة لعدم الثقة بداعش لم يدفعوا الجزية، فقام الداعشيون بأخذ ممتلكاتهم وبيعها باعتبارها غنائم حرب والسكن في منازلهم، وعند مناقشتهم قالوا إن ما فعلوه قد فعله من قبلُ عمرُ بن الخطاب، ودليل ذلك العهدة العمرية. وسؤالي: هل يصلح هذا التصرف؟ وهل الإسلام يبيح النهب والظلم والتسلط على الناس؟


هل يوصف الله تعالى بالذكورة أو الأنوثة؟


حرية الاعتقاد مناط احترام الدين الإسلامي وهي حق مكفول للجميع ومتفق عليه، فكيف نفهم ذلك في ضوء شبهة قتل المرتد؟


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 29 أبريل 2025 م
الفجر
4 :39
الشروق
6 :14
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 31
العشاء
8 :55