01 يناير 2017 م

الاستنساخ هل يعارض الآيات التي تثبت خلق الإنسان من نطفة؟

الاستنساخ هل يعارض الآيات التي تثبت خلق الإنسان من نطفة؟


الفرق بين الخلق الإلهي والاستنساخ البشري:
ليس بين الآيات الكريمة التي أثبتها السائل وبين الاستنساخ في العلم الحديث أي تعارض؛ وذلك أن الخلق يختلف تمامًا عن الاستنساخ؛ فكلمة "الخلق" تستعمل في اللغة العربية استعمالًا لغويًّا عامًّا فتسند عندئذٍ إلى الله تعالى، وتسند أيضًا إلى المخلوقين، وهذا المعنى اللغوي العام يدور على أمرين:

أولهما: التقدير والقياس لما يراد إنفاذه أو إنجازه من عمل؛ فيقال: فلان يخلق ثم يفري؛ أي يقرر الأمر ثم يمضيه.

والآخر: هو التهيئة والتشكيل للمادة المخلوقة لله سبحانه بما يعطيها هيئة مخلوق آخر وشكله دون إيجاد الحياة أو النفس ومنحها له إلا بإذن الله وخلقه، ومنه ما جاء في كتاب الله تعالى بشأن عيسى عليه السلام: ﴿قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [آل عمران: 49].

وهو ما تؤكده آية سورة المائدة ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي﴾ [الآية: 110].

أما المعنى الاعتقادي الاصطلاحي للخلق فهو أيضًا أمران:
إبداع الأشياء من العدم المحض دون حاجة إلى مادة سابقة أو آلة معاونة، بل بالأمر المطلق؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة: 117]، وكذا خلق الحياة والنفس وبثهما في الكائنات؛ سواء كان ذلك بطريق مباشر كما في الدم، أو عن طريق مَلَكٍ كجبريل مع مريم، أو نبي مكرم كعيسى عليه السلام والطير، فكلا هذين المعنيين للخلق تفرد بهما الله عز وجل، وأدلة الكتاب والسنة متضافرة على ذلك، منها قوله سبحانه عن خلق الإنسان في سورة "المؤمنون": ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ إلى قوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ [المؤمنون: 12-17].

بل نفى الخلق بهذين المعنيين عن سواه: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ • أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ﴾ [الواقعة: 57-59]، ويؤكد ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج: 73]، ومن ثم جاء القول الفصل في هذا الصدد: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 17]، وقال سبحانه: ﴿اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ [الزمر: 62].

فالقدرة على الخلق بهذين المعنيين وصف لله الخالق وحده: ﴿مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: 91]، ﴿قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد: 16].

وقد أكدت السنة المطهرة هذا المعنى بنصوص عدة، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «قال الله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً» رواه البخاري ومسلم. "اللؤلؤ والمرجان" (الحديث رقم 1370).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ» متفق عليه. "اللؤلؤ والمرجان" (1365).

أما الاستنساخ فإنه نوع من التكاثر اللاجنسي ويكون في الإنسان وغيره؛ عرَّفه العلماء بأنه: تكوُّن كائن حي كنسخة مطابقة تمامًا من حيث الخصائص الوراثية والفيزيولوجية والشكلية لكائن حي آخر. بحث ضمن كتاب "الاستنساخ جدل العلم والدين والأخلاق" (ص20، أ. د. هاني رزق: بيولوجيا الاستنساخ‏).

ومن ثم فإن الخلق الذي هو إيجاد الشيء من غير أصل، والإبداع الذي هو إيجاد شيء غير مسبوق بمادة لا يُتَصَوَّرَان إلا في جانب الله تعالى؛ لأنه القادر على إيجاد الشيء من عدم، وأما الخلق الذي هو إيجاد شيء من شيء فإنه يتصور من غير الله سبحانه.

والاستنساخ الذي يمكن أن يقوم به البشر؛ سواء في مجال النبات أو الغراس أو الحيوان أو الإنسان ليس خلقًا من عدم، وإنما هو إيجاد شيء من شيء آخر، ولا يعني هذا أن من يأتي به يكون إلهًا أو مشاركًا لله تعالى في صفة من صفاته؛ لاختلاف مدلول صفة الخلق تبعًا للموصوف بها.

أما عن كون الإنسان المستنسخ مكلفًا فإنه إن استوفى شروط التكليف فهو مكلف، وشروط التكليف هي البلوغ والعقل وسلامة الحواس.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

هل يوصف الله تعالى بالذكورة أو الأنوثة؟


قال السائل: أنا من سكان مدينة الموصل، التي ابتليت بما يسمى داعش، وقد قامت داعش بإمهال المسيحيين (النصارى) مدة يومين؛ فإما دفع الجزية، وإما الاستيلاء على جميع ممتلكاتهم من بيوت وسيارات وإخراجهم من مدينة الموصل. ونتيجة لعدم الثقة بداعش لم يدفعوا الجزية، فقام الداعشيون بأخذ ممتلكاتهم وبيعها باعتبارها غنائم حرب والسكن في منازلهم، وعند مناقشتهم قالوا إن ما فعلوه قد فعله من قبلُ عمرُ بن الخطاب، ودليل ذلك العهدة العمرية. وسؤالي: هل يصلح هذا التصرف؟ وهل الإسلام يبيح النهب والظلم والتسلط على الناس؟


جاء في القرآن: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ [النساء: 3]. وقد ذكرت الكتب المؤلفة عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم أنه تزوَّج أكثر من إحدى عشرة امرأة، فكيف يكون رسول من رسل الله بهذه الصفة؟


ورد في كتب التاريخ عند المسلمين أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه لمحاربة مانعي الزكاة، فقصد إلى البطاح لمقاتلة مالك بن نويرة، وما زال به حتى صرعه، وعاد قومه إلى إخراج الزكاة. ونحن نسأل: إذا كانت الزكاة ركنًا من أركان الدين، والدين لله، فهل يُعتبر الدين دينًا قَيِّمًا إذا كان يمارَس لا عن رغبة وتطوع بل جبرًا وقسرًا! إن زكاةً يجمعها سيف خالد بن الوليد وأمثاله، يرفضها الله؛ لأنها ليست إحسانًا.


حرية الاعتقاد مناط احترام الدين الإسلامي وهي حق مكفول للجميع ومتفق عليه، فكيف نفهم ذلك في ضوء شبهة قتل المرتد؟


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 29 أبريل 2025 م
الفجر
4 :39
الشروق
6 :14
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 31
العشاء
8 :55