أفضلية البقعة التي ضمّت الجسد الشريف لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

تاريخ الفتوى: 12 أغسطس 2014 م
رقم الفتوى: 6797
من فتاوى: الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام
التصنيف: النبوات
أفضلية البقعة التي ضمّت الجسد الشريف لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

يقول السائل: سمعت أنَّ المكان الذي ضمّ الجسد الشريف لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف بالمدينة هو أفضل بقاع الأرض على الإطلاق؛ فما مدى صحة هذا الكلام شرعًا؟

أجمع العلماء على أنَّ البقعة التي ضَمَّتْ أعضاء الجسد الشريف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل بقعة في الأرض؛ قال القاضي عياض في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (2/ 91، ط. دار الكتب العلمية): [لا خلاف أن موضع قبره صلى الله عليه وآله وسلم أفضل بقاع الأرض] اهـ.

وقال العلامة السمهودي في "وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى" (1/ 28-33، ط. دار الكتب العلمية): [قد انعقد الإجماع على تفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة، حتى على الكعبة المنيفة، .. وحكاية الإجماع على تفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة نقله القاضي عياض، وكذا القاضي أبو الوليد الباجي قبله كما قال الخطيب ابن جملة، وكذا نقله أبو اليمن ابن عساكر وغيرهم، مع التصريح بالتفضيل على الكعبة الشريفة، بل نقل التاج السبكي عن ابن عقيل الحنبلي أن تلك البقعة أفضل من العرش.

ثم قال: وقال التاج الفاكهي: قالوا: لا خلاف أن البقعة التي ضمت الأعضاء الشريفة أفضل بقاع الأرض على الإطلاق حتى موضع الكعبة، ... قال الزركشي: وتفضيل ما ضم الأعضاءَ الشريفةَ للمجاورة، ولهذا يحرم للمُحْدِثِ مس جلد المصحف.

ثم قال: فالرحمات والبركات النازلة بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعم فيضها الأمة، وهي غير متناهية؛ لدوام ترقياته عليه الصلاة والسلام، وما تناله الأمة بسبب نبيها هو الغاية في الفضل، ولذا كانت خير أمة بسبب كون نبيها خير الأنبياء، فكيف لا يكون القبر الشريف أفضل البقاع مع كونه منبع فيض الخيرات؟

ثم قال: وروى ابن الجوزي في الوفاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قبض النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم اختلفوا في دفنه؛ فقالوا: أين يدفن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ فقال علي رضي الله عنه: إنه ليس في الأرض بقعة أكرم على الله من بقعة قبض فيها نفس نبيه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وروى يحيى أن عليًا قال لما اختلفوا: لا يدفن إلا حيث توفاه الله عز وجل، وأنهم رضوا بذلك، قلت: ويُؤْخَذ ممَّا قاله عليٌّ مستند نقل الإجماع السابق على تفضيل القبر الشريف؛ لسكوتهم عليه، ورجوعهم إلى الدفن به، ولما قال الناس لأبي بكر رضي الله عنه: يا صاحب رسول الله، أين يدفن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ قال: في المكان الذي قبض الله تعالى روحه فيه؛ فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب، رواه الترمذي في "شمائله"، والنسائي في "الكبرى"، وإسناده صحيح، ورواه أبو يعلى الموصلي، ولفظه: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقول: «لَا يُقْبَضُ النَّبِيُّ إِلَّا فِي أَحَبِّ الْأَمْكِنَةِ إِلَيْهِ»، قلت: وأحبها إليه أحبها إلى ربه؛ لأن حبه تابع لحب ربه إلا أن يكون حبه عن هوى نفس، وما كان أحب إلى الله ورسوله كيف لا يكون أفضل] اهـ.

قال العلامة الحصكفي في "الدر المختار" (2/ 257، ط. دار الكتب العلمية): [مكة أفضل من المدينة على الراجح إلا ما ضم أعضاءه عليه الصلاة والسلام؛ فإنه أفضل مطلقًا حتى من الكعبة والعرش والكرسي] اهـ.

وقال الشيخ محمد بن أحمد عليش المالكي في "منح الجليل شرح مختصر خليل" (3/ 133، ط. دار الفكر) في كلامه عن الخلاف في أفضلية مكة أو المدينة: [ومحل الخلاف في غير الموضع الذي ضمَّه صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه أفضل من الكعبة والسماء والعرش والكرسي واللوح والقلم والبيت المعمور] اهـ.

وقال العلامة الرحيباني في "مطالب أولي النهى" (2/ 384، ط. المكتب الإسلامي): [موضع قبره عليه الصلاة والسلام أفضل بقاع الأرض؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم خُلِقَ من تربته، وهو خير البشر، فتربته خير الترب، وأما نفس تراب التربة، فليس هو أفضل من الكعبة، بل الكعبة أفضل منه إذا تجرد عن الجسد الشريف. -ثم قال:- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل في كتابه "الفنون": الكعبة أفضل من مجرد الحجرة، فأما والنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها؛ فلا والله ولا العرش وحملته والجنة؛ لأن بالحجرة جسدًا لو وزن به سائر المخلوقات لرجح] اهـ. وممَّا سبق يُعلَم الجواب عن السؤال.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

ما هو معتقد أهل السنة والجماعة في مصير أبوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟


ما حكم التوسل بالأنبياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم؟ لأن بعض أدعياء العلم يقومون بنشر البلبلة في مسائل تختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك أنهم يدَّعون حرمة التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحرمة التوسل بالصالحين أحياءً ومنتقلين. فنرجو بيان حكم الشرع.


هل زوجتا سيدنا نوح وسيدنا لوط عليهما السلام خانتاهما؟ وهل هذا يتعارض مع آية: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ﴾ [النور: 26]، ومع حديث: «نحن معاشر الأنبياء نزوَّج ولا نتزوج»؟ وفي مفهومي -ولعلِّي أكون مخطئًا- أن هذا -حاشا لله- لا يستوي إلا إذا كان المقصود أن هناك رمزية في لفظ الخيانة وفي لفظ الزوجية مقارنةً بقول سيدنا عيسى عليه السلام: «فالناس يوم القيامة لا يتزوجون ولا يزوجون، ولكنهم كملائكة الله في السماء».


ما حكم تمثيل الأنبياء والرسل عليهم السلام، والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت رضي الله عنهم، في الأعمال الدرامية، وهل سبق لأحد تلك الأعمال أن أخذت تصريحًا بتمثيل أحد المذكورين من دار الإفتاء المصرية؟


ما الأحداث التي وقعت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في رحلة الإسراء والمعراج؟ وما الواجب على المسلم في اعتقاده تجاه هذه الرحلة المباركة؟


ما هو الإسراء والمعراج؟ وما الذي حدث في تلك الليلة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكيف نرد على المعارضين والمنكرين لهذه الذكرى العطرة وأنها حدثت في اليقظة؟