01 يناير 2017 م

المداومة على دعوة الناس إلى قبول الحق

المداومة على دعوة الناس إلى قبول الحق


قال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى • سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى • وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى • الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى • ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى﴾ [الأعلى: 9-13].

في هذه الآيات الكريمات يوجه رب العزة سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بضرورة المداومة على تذكير الناس، ودعوتهم إلى الدين الحق الذي هو الإسلام؛ فيقول له رب العزة سبحانه وتعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى﴾ أي: داوم أيها الرسول الكريم على تذكير الناس بثوابت هذا الدين الحق، وهديه، وقيَمه، وليكن طريقك في ذلك الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.

وللزمخشري كلام طيب في اشتراط النفع في الذكرى؛ فلقد تساءل رحمه الله فقال: [فإن قلت: كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مأمورًا بالذكرى نفعت أو لم تنفع، فما معنى اشتراط النفع؟

وأجاب رحمه الله بقوله: هو على وجهين:
أحدهما: أن رسول الله قد استفرغ مجهوده في تذكيرهم، وما كانوا يزيدون على زيادة الذكرى إلا عتوًّا وطغيانًا، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتلظى حسرةً وتلهفًا، ويزداد وَجدًا في تذكيرهم، وحرصًا عليه، فقيل له: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾، وذلك بعد إلزام الحجة بتكرير التذكير. والثاني: أن يكون ظاهره شرطًا، ومعناه ذمًّا للمذكَّرين، وإخبارًا عن حالهم، واستبعادًا لتأثير الذكرى فيهم، وتسجيلًا عليهم بالطبع على قلوبهم؛ كما تقول للواعظ: "عِظِ المكَّاسين إن سمعوا منك" قاصدًا بهذا الشرط استبعاد ذلك، وأنه لن يكون] اهـ. "تفسير الكشاف" للزمخشري (4/ 739).

ثم إن هذه المداومة على التذكير من قِبَل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوف يستفيد منها من فيه قابلية لهذا التذكير، بحسن الاستماع بقلب واجف صادق يريد الوصول إلى الحق والحقيقة؛ حينئذٍ سوف يخشع قلبه، ومن بعدها جوارحه لما يسمعه من التذكير، وكلمة الحق التي تعلو ولا يعلى عليها، فهذا هو قوله تعالى: ﴿سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى.

أما الذي أظلم قلبه، وحجبته الشقاوة والعناد عن الاستماع للموعظة والنصيحة الخالصة، فأبى إلا البقاء على ما هو عليه من ظلمات الكفر، وغياهب الضلال، فذلك الذي حجب نفسه عن هداية الله، وعن الانتهال من أنوار هذا الدين الحق، فصار مستحقًّا -بحكم الكفر وظلمانيته- لأشد أنواع العقاب والعذاب؛ فيرمى في أشد طبقات النار سعيرًا وحريقًا، وهي نار باقية ودائمة، لا يموت فيها فيستريح من العذاب، ولا يحيا حياة فيها شيءٌ من الراحة، بل يبقى هكذا يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت، فذلك قوله تعالى: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى • الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى • ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى﴾، وفي نفس المعنى جاء قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها، كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ.
 

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ، يَحْدُو، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالقَوَارِيرِ» (رواه البخاري). يعود اهتمام الإسلام بالمرأة أنها الزوجة، والأم الحانية، والأخت، والابنة، وأن بصلاحها يصلح النشء المسلم وكذلك المجتمع، وبفسادها يفسد النشء المسلم وأيضًا المجتمع بأكمله، وهو ما أدركه الإسلام؛


قال تعالى: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي ۝ اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ۝ فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ۝ قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى ۝ قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى﴾ [طه: 42-46].


عن مُعاوِيَة بن الحكم السُّلَمي - رضي الله عنه - قال: بَيْنَا أنَا أُصَلّي مَعَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي القَوْمُ بِأبْصَارِهِمْ!


عن شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً فِيمَا أَخْبَرَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: جَعَلَتْ جَارِيَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنه تَسْكَبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَتَهَيَّأَ لِلصَّلَاةِ، فَسَقَطَ الْإِبْرِيقُ مِنْ يَدِ الْجَارِيَةِ عَلَى وَجْهِهِ فَشَجَّهُ (أي: جرحه)، فَرَفَعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَأْسَهُ إِلَيْهَا


حُكي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وعن والديهما وعلى جدهما أفضل الصلاة وأتم التسليم مرَّا بشخص يفسد وضوءه، فقال أحدهما لأخيه: تعال نرشد هذا الشيخ، فقالا: يا شيخ إنا نريد أن نتوضأ بين يديك حتى تنظر إلينا، وتعلم من يحسن منا الوضوء ومن لا يحسنه، ففعلا ذلك، فلما فرغا من وضوئهما


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 28 أبريل 2025 م
الفجر
4 :41
الشروق
6 :15
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 31
العشاء
8 :54