01 يناير 2017 م

نموذج لسبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة

نموذج لسبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة

حُكي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وعن والديهما وعلى جدهما أفضل الصلاة وأتم التسليم مرَّا بشخص يفسد وضوءه، فقال أحدهما لأخيه: تعال نرشد هذا الشيخ، فقالا: يا شيخ إنا نريد أن نتوضأ بين يديك حتى تنظر إلينا، وتعلم من يحسن منا الوضوء ومن لا يحسنه، ففعلا ذلك، فلما فرغا من وضوئهما قال: أنا والله الذي لا أحسن الوضوء، وأما أنتما فكل واحد منكما يحسن وضوءه، فانتفع بذلك منهما من غير تعنت ولا توبيخ. "فيض القدير" للمناوي (2/ 327).

وهذا نموذج من النماذج الرائعة للتعامل مع خلق الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فها هما ريحانتا النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا الحسن وسيدنا الحسين يشاهدان شخصًا لا يحسن الوضوء، فيريدان هداية هذا الرجل وتعليمه الطريقة السليمة لإتمام الوضوء، ولكن كان هناك عائق يحول دون ذلك، ألا وهو كبر سن هذا الرجل وصغر سنهما، وعندما يأتي التعليم من الأصغر إلى الأكبر فإن الأكبر في الأعم الأغلب يجد صعوبة في التلقي نظرًا لإحساسه بأنه لما يتمتع به من كبر السن سوف تكون خبراته أكثر ومعلوماته أغزر، وبالتالي ربما لا يهتم، وربما يستنكف من التلقي والقبول، وربما يستكبر، فيكون ذلك سببًا في حجبه عن معلومة غائبة عنه، ويعلم سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الحيثية في التعامل مع الكبار، فهما ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد رضعا قواعد التعامل مع جميع خلق الله من أبيهما رضي الله عنه، ومن جدهما عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

نجدهما وقد اهتديا إلى فكرة رائعة، ويا لها من فكرة! ألا وهي وضع هذا الشيخ الكبير في صورة الحكم بينهما في إحسان الوضوء، وعندما يتوضآن أمامه ليحكم على وضوئهما إذا به ينتبه إلى أن التقصير في الوضوء إنما يأتي من عنده، فيعترف صافية نفسه بهذا التقصير، وبهذا يكونان رضي الله عنهما قد حققا الغرض الذي أرادا توصيله إليه مع تلافي حدوث أي من عوامل اللوم أو التوبيخ أو التعنت أو الصد.
فيا له من أسلوب استعمل أعلى درجات الحكمة والموعظة الحسنة! ورضي الله عن سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابيّ فقام يبول في المسجد. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه، مه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزرموه دعوه»، فتركوه حتّى بال، ثمّ إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: «إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنّما هي لذكر الله- عز وجل- والصّلاة وقراءة القرآن» ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه (أخرجه مسلم).


قال تعالى: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي ۝ اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ۝ فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ۝ قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى ۝ قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى﴾ [طه: 42-46].


قال تعالى في كتابه الكريم حكايةً عن سيدنا يوسف عليه السلام: ﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ • قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي


عَنْ عَطَاءٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: "أَشْهَدُ أَنِّي شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَهُمْ فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ، وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، وَمَعَهُ بِلَالٌ قَائِلٌ بِثَوْبِهِ هَكَذَا أَيْ فَاتِحُهُ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخَرْصَ، وَالْخَاتَمَ، وَالشَّيْءَ" متفق عليه.


عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ، يَحْدُو، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالقَوَارِيرِ» (رواه البخاري). يعود اهتمام الإسلام بالمرأة أنها الزوجة، والأم الحانية، والأخت، والابنة، وأن بصلاحها يصلح النشء المسلم وكذلك المجتمع، وبفسادها يفسد النشء المسلم وأيضًا المجتمع بأكمله، وهو ما أدركه الإسلام؛


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 24 أبريل 2025 م
الفجر
3 :45
الشروق
5 :18
الظهر
11 : 53
العصر
3:29
المغرب
6 : 28
العشاء
7 :51