ما حكم الاكتفاء في السحور بتناول الماء فقط؟ وهل يحصُل بذلك الأجر والثواب؟يحصل تمام السحور وفضيلته وسنته بتناول شيء من الطعام أو الشراب ومما يحصل به التقوي على أداء العبادة وكان مباحًا شرعًا، فيجوز السحور والاكتفاء بالماء، ويحصل بذلك فضيلته وبركته وتمام الأجر، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ» رواه الإمام أحمد في "المسند".
يحصل تمام السحور وفضيلته وسنته بتناول شيء من الطعام أو الشراب ومما يحصل به التقوي على أداء العبادة وكان مباحًا شرعًا، فيجوز السحور والاكتفاء بالماء، ويحصل بذلك فضيلته وبركته وتمام الأجر، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ» رواه الإمام أحمد في "المسند".
المحتويات
السَّحَرُ بِفَتْحَتَيْنِ: قُبَيْلُ الصُّبْحِ، السَّحُورُ: مَا يُؤْكَلُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَهُوَ السُّدُسُ الأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ، وَتَسَحَّرْتُ: أَكَلْت السَّحُورَ؛ فهو بفتح السين الْمَأْكُولُ فِي السَّحَرِ، وبضمها يُطلق على الفِعْلِ. يُنظر: "المصباح المنير" للفيومي (1/ 267، ط. المكتبة العلمية)، و"فتح القدير" للكمال بن الهمام، (2/ 374، ط. دار الفكر)، و"الفواكه الدواني" للنفراوي، (1/ 305، ط. دار الفكر).
فالسحور: هو الأكل أو الشرب لمن يريد الصيام في وقت متأخر من الليل، وهو وقت السحر قبيل الفجر الذي فيه تُنزُّل الرحمات فيحصُل للمؤمن باليقظة فيه والذكر والدعاء والقيام بهذه السُّنَّة بركة وخير كثير.
وقد شرع الله تعالى السحور للصائم ليتقوَّى به على صوم النهار، وسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغداء المبارك من أجل ذلك؛ فعن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان المبارك: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ» رواه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو داود والنسائي في "السنن".
قال الإمام الخَطَّابي في "معالم السنن" (2/ 104، ط. المطبعة العلمية): [إنما سماه غداء؛ لأن الصائم يتقوَّى به على صيام النهار، فكأنه قد تغدى، والعرب تقول: غدا فلان لحاجته، إذا بكَّر فيها، وذلك من لدن وقت السحر إلى طلوع الشمس] اهـ.
قد حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على السحور للصائم؛ لما فيه من حصول البركة التي تحدث من ذكر المتسحرين وصلاتهم وتلاوتهم للقرآن الكريم، وتضرعهم لله تعالى بالدعاء وغيرها من الأمور التي تحدث من المسلم عند استيقاظه للسحور، كما أن في السحور الأخذ بأسباب القوة على أداء العبادة كاملة غير منقوصة؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» متفق عليه.
قال الإمام بدر الدين العَيْني الحنفي في "عمدة القاري" (10/ 302، ط. دار الفكر): [قَوْله: "بركَة" قد ذكرُوا فِيهَا معَاني؛ الأول: أَنَّه يُبَارك باليسير مِنْهُ بِحَيْثُ يحصل بِهِ الْإِعَانَة على الصَّوْم.. الثَّانِي: يُرَاد بِالْبركَةِ نفي التبعة فِيهِ؛ وَقد ذكر صَاحب "الفردوس" من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه: "ثَلَاثَة لَا يُحَاسب عَلَيْهَا العَبْد: أكلة السّحُور، وَمَا أفطر عَلَيْهِ، وَمَا أكل مَعَ الإخوان" الثَّالِث: يُرَاد بِالْبركَةِ الْقُوَّة عَلى الصِّيام وَغَيره من أَعمال النَّهَار. الرَّابِع: يُرَاد بِالْبركَةِ الرُّخْصَة وَالصَّدَقَة، وَهُوَ الزِّيَادَة فِي الْأكل على الْأكل عِنْد الْإِفْطَار.. وَقَالَ عِيَاض: قد تكون هَذِه الْبركَة مَا يتَّفق للمتسحر من ذكر أَو صَلَاة أَو اسْتِغْفَار وَغَيره من زيادات الْأَعْمَال الَّتِي لَوْلَا الْقيام للسحور لَكَانَ الْإِنْسَان نَائِما عَنْهَا وتاركًا لَهَا.. وَقَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد: هَذِه الْبركَة يجوز أَن تعود إِلَى الْأُمُور الأخروية؛ فَإِن إقامة السُّنَّة توجب الْأجر وزيادته، وَيحْتَمل أَن تعود إِلَى الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة كقوة الْبدن على الصَّوْم وتيسيره من غير إضرار بالصائم] اهـ.
وقال الإمام الحَدَّاد الحنفي في "الجوهرة" (1/ 145، ط. المطبعة الخيرية): [في الحديث: إضمار، تقديره: فإن في أكل السحور بركة، والمراد بالبركة زيادة القوة في أداء الصوم، ويجوز أن يكون المراد به نيل الثواب؛ لاستنانه بأكل السحور بسنن المرسلين، وعمله بما هو مخصوص بأهل الإسلام] اهـ.
وقال الإمام ابن المُلَقِّن الشافعي في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (13/ 134، ط. دار النوادر): [ولا يبعد أن يكون من جملة بركته ما يكون في ذَلِكَ الوقت من ذكر المتسحرين، وقيام النائمين، وصلاة المتهجدين؛ فإن الغالب ممن قام يتسحر يكون منه ذكر وصلاة واستغفار، وشبهه مما يثابر عليه في رمضان] اهـ.
قد أجمع الفقهاء على استحباب السحور في حق المسلم لصوم شهر رمضان.
قال الإمام ابن المنذر في "الإجماع" (ص: 49، ط. دار المسلم): [وأجمعوا على أن السحور مندوب إليه] اهـ.
فيُسن للصائم التسحر بتناول بعض الطعام استقواءً به على الصوم، وطلبًا لحصول البركة، وهو جائز بكثير غذاء أو قليل بعد منتصف الليل أو في الثلث الأخير من الليل، ويستمر حتى طلوع الفجر، وذلك لحصول المقصود من السحور وهو التقوِّي على الصوم، وما قرب للفجر حصل به التقوِّي أكثر من غيره.
يحصل تمام السحور وفضيلته وسنته بتناول شيء من الطعام أو الشراب ومما يحصل به التقوي على أداء العبادة وكان مباحًا شرعًا، فيجوز السحور بالماء، ويحصل بذلك فضيلته وبركته وتمام الأجر، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ» رواه الإمام أحمد في "المسند".
قال العلامة الشُّرُنْبُلَالي الحنفي في "مراقي الفلاح" (ص: 257، ط. المكتبة العصرية): [(ويُستحب له ثلاثةُ أشياءٍ: السحور)؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي الْسَّحُورِ بَرَكَةً».. والبركة ولو بالماء؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «السَّحُورُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»] اهـ.
وقال الإمام الحطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 401، ط. دار الفكر): [ويحصل السحور بقليل الأكل وكثيره، ولو بالماء؛ لما روى ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»، والله أعلم] اهـ.
وقال الإمام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 420، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(و) يُسَنُّ (أن يَتَسَحَّرَ).. وَيَحْصُلُ بقليل المطعوم وكثيره؛ لخبر ابن حبان في صحيحه: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةِ مَاءٍ»] اهـ.
وقال العلامة منصور البهوتي الحنبلي في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 489، ط. عالم الكتب): [(وتَحْصُلُ فَضِيلَتُهُ) أي: السَّحُور (بِشُرْبٍ)؛ لحديث: «وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ»] اهـ.
بناء على ذلك: فإن السحور مستحب شرعًا، والاكتفاء فيه بتناول الماء فقط يَحصُل به فضل السحور وثوابه وبركته.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
هل يجوز صيام شهر رجب؟ لأن بعض الناس يذكرون أن تخصيص شهر رجب بالصيام بدعة محرمة، وأن الفقهاء الذين استحبوه -كالشافعية- مخطؤون، وهم قد استندوا في قولهم هذا لأحاديث ضعيفة وموضوعة، فهل هذا صحيح؟
ما حكم اعتكاف المرأة في بيتها؟ فأنا لم أتزوج بعد، وأرغب في أن أنال ثواب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان هذا العام قبل أن تشغلني مشاغل الحياة بعد زواجي، ويخبرني بعض مَن حولي بأن اعتكاف المرأة إنما يكون في بيتها لا في المسجد، أرجو الإفادة بالرأي الشرعي في ذلك.
ما حكم الصيام لمن يعاني من متلازمة داون؟ حيث يوجد رجلٌ له ابنٌ يبلغ مِن العُمر ستة وعشرين عامًا، ويعاني مِن "متلازمة داون" منذ الولادة، ويسأل: هل يجب على هذا الابن صوم رمضان؟ عِلمًا بأنه لا يُدرِك ما عبادة الصوم؟ ويظن أني أُعاقبه بمنعه مِن الطعام والشراب إذا أجبرتُه على الصوم.
هل يجوز الإفطار اعتمادًا على الحساب الفلكي؟ فأنا أقيم في أحد البلاد الأوروبية، والمسلمون فيها يعتمدون في إثبات شهور السنة الهجرية على الحسابات الفلكية، وليس هناك مَن يَستطلع الهلال، فما حكم الإفطار في هذا البلد اعتمادًا على الحساب الفلكي دون التحقق مِن الرؤية البصرية للهلال؟
ما الفرق بين الطبق الدوار وفدية الصيام؟ فقد دخل علينا شهر رمضان الكريم، وجدتي -أم والدي- لا تقوى على الصيام، لأنها كبيرة في السن، وعندنا عادة في شهر رمضان الكريم، وهي ما تسمَّى بـ"الطبق أو الصحن الدَّوَّار"، وهو إناء يوضع فيه بعض الطعام أو الحلوى، يتهادى به الناس، وخاصة الجيران والأقارب، فما حكم هذا العمل؟ وهل هذه عادة مستحبة شرعًا؟ وهل يجوز لي أن أقوم بإخراج فدية الصيام عن جدتي في صورة إطعام لأحد جيراني المحتاجين؟
ما حكم إفطار مريض السكر في شهر رمضان؟ حيث أبلغ من العمر 59 عامًا، وأعيش في كندا منذ 30 عامًا، وأحافظ على ديني، ولأنني مريض بالسكر أعاني كثيرًا من الصيام، وطبيبي الكندي نصحني بعدم الصيام فتوقفت عن الصيام، لكني أشعر بالأسف. فما هو وضعي؟