ما هي الأعمال المستحبَّة عند حدوث البَرْق والرَّعْد؟
من الآداب والأعمال التي تُستحب عند سماع الرعد ورؤية البرق الدعاء بالأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ والتي منها قوله: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِصَعْقِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» رواه البخاري، وألَّا يشير الإنسان إليه، ولا يُتْبِع بصره إياه، مع التزام الإرشادات والتوصيات التي تقررها الجهات المختصة والدراسات العِلْمية في هذا الشأن؛ منها: تَجنُّب الوقوف بجوار الأشجار، ومنها: الإسراع بالدخول إلى أقرب مبنى في حالة التواجد في الشارع أثناء ذلك، ومنها: مراعاة البُعْد عن الوقوف في المرتفعات العالية وقُرْبَ الأبراج المعدنية، لأنَّ هذه الأماكن تُعدُّ أهدافًا لشرارة البرق، كما نصحوا بعدم استخدام الهاتف، أو لمس الأشياء المعدنية؛ لأنَّ كلَّ هذه الأشياء تُعد مُوَصِّلًا فعَّالًا للكهرباء، وهي الأقرب لتفريغ الشِّحنات الكهربائية فيها.
المحتويات
البرقُ يطلق على الضوء الذي يَلْمع في السماء على إثر انفجار كهربائي في السحاب، وجمعه "بروق"، والرَّعد يطلق على صوتٍ يُدَوِّي عقب وميض البرق، وجمعه "رعود"، كما في "المعجم الوسيط" (ص: 51، و353، ط. دار الدعوة).
وقد ورد في السُّنَّة النبوية الشريفة جملة من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند سماع صوت الرعد أو رؤية البرق؛ منها: ما رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِصَعْقِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ».
وروى أيضًا عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنَّه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: "﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِه﴾ [الرعد: 13]. ثم يقول: إنَّ هذا لوعيد شديد لأهل الأرض".
ومنها: ما جاء في "صحيح الإمام مسلم" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا عصفت الريح، قال: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ﴾ [الأحقاف: 24]».
قد نَصَّ الفقهاء على استحباب هذه الأدعية في العموم وفي أوقاتها على الخصوص:
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (2/ 186، ط. دار الفكر): [ويستحب الدعاء.. عند سماع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، وأن يقول: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا من قبل ذلك] اهـ.
وقال الإمام ابن جُزَيٍّ المالكي في "القوانين الفقهية" (ص: 281، ط. دار ابن حزم): [وعند الرعد والصواعق: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، وعند الريح: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، وعند المطر: اللهم اجعله سبب رحمة، ولا تجعله سبب عذاب] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 293-294، ط. دار الكتاب الإسلامي) عند كلامه على ما يستحب عند الرَّعْد والبَرْق: [(و) أن (يُسَبِّح للرَّعْد والبَرْق) روى مالك في الموطأ عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: أنَّه كان إذا سمع الرعد تَرَك الحديث، وقال: "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كنا مع عمر رضي الله عنه في سفر فأصابنا رعد وبرق وبرد، فقال لنا كعب رضي الله عنه: من قال حين يَسْمَع الرعد: "سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثًا" عُوفِي من ذلك، فقلناه فعوفينا، وقيس بالرَّعْد البرق، والمناسب أن يقول عنده: "سبحان مَن يريكم البرق خوفًا وطمعًا"] اهـ.
وقال العلامة البُهُوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (3/ 462، ط. وزارة العدل السعودية): [(ويقول إذا سمع صوت الرعد والصواعق: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته") رواه الترمذي. فيما إذا سمع صوت الرعد مقدِّمًا "سبحان من يسبح الرعد بحمده" إلى آخره على ما قبله؛ كما نقله الجلال السيوطي عنه في "الكلم الطيب"، فائدة: روى أبو نعيم في "الحلية" بسنده عن أبي زكريا قال من قال: "سبحان الله وبحمده عند البرق" لم تصبه صاعقة] اهـ.
من الأعمال والآداب المستحبَّة عند سماع الرعد والبرق: ألَّا يُشِير الإنسان إليه، وألَّا يُتْبِع بصره البرق؛ لما رواه الإمام الشافعي في "مسنده"، وعبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "السنن" عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْبَرْقَ أَوِ الْوَدْقَ فَلَا يُشِرْ إِلَيْه».
وقد ذكر العلماء أنَّ العلة في النهي هي أنه قد يصاب البصر بسبب البرق الشديد الخاطف؛ قال تعالى: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾ [البقرة: 20].
قال العلامة ابن حجر الهَيْتَمِي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 82، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(وَلَا يُتْبِعْ بَصَرَهُ الْبَرْقَ) أو المطر أو الرعد. قال الماوَرْدِي؛ لأن السلف الصالح كانوا يكرهون الإشارة إلى الرعد والبرق ويقولون عند ذلك: لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبوح قدوس. فيُختار الاقتداء بهم في ذلك] اهـ.
والنفي ها هنا يفيد النهي، والمراد منه التحذير من الإشارة إليه بالبصر أو بغيره.
وهذا، ونوصي بضرورة اتباع الإرشادات والتوصيات التي تقررها الجهات المختصة والدراسات العِلْمية عند حدوث البَرْق والرَّعْد، والتي منها: تَجنُّب الوقوف بجوار الأشجار، ومنها: الإسراع بالدخول إلى أقرب مبنى في حالة التواجد في الشارع أثناء ذلك، ومنها: مراعاة البُعْد عن الوقوف في المرتفعات العالية وقُرْبَ الأبراج المعدنية، لأنَّ هذه الأماكن تُعدُّ أهدافًا لشرارة البرق، كما نصحوا بعدم استخدام الهاتف، أو لمس الأشياء المعدنية؛ لأنَّ كلَّ هذه الأشياء تُعد مُوَصِّلًا فعَّالًا للكهرباء، وهي الأقرب لتفريغ الشِّحنات الكهربائية فيها، كما أفاده "الدليل الفني لتدريب مفتشي السلامة والصحة المهنية"، الصادر عن منظمة العمل الدولية، (سنة 2017م).
بناءً على ما سبق: فهناك آداب وأعمال تُستحب عند سماع الرعد ورؤية البرق؛ كالدعاء بالأدعية المأثورة في ذلك، وألَّا يشير الإنسان إليه، ولا يُتْبِع بصره إياه، مع التزام الإرشادات والتوصيات التي تقررها الجهات المختصة والدراسات العِلْمية في هذا الشأن.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ما حكم الدعاء بالعتق من النار في شهر رمضان الكريم للأحياء والأموات؟ حيث يقنت إمام المسجد عندنا في شهر رمضان، ويقول في دعائه: «اللهم أعتق رقابنا ورقاب أمواتنا من النار»، فأنكر عليه أحد الناس هذا الدعاء؛ وذلك بحجة أنه لا توجد أحاديث صحيحة في السُّنَّة النبوية قد ذكرتْ أن الأحياء ولا الأموات يعتقون في رمضان، فما حكم الشرع في ذلك؟
ما حكم الدعاء بعد ختم القرآن الكريم؟ وبيان فضل ذلك.
ما حكم التسامح بالتنازل عن قضية منظورة أمام القضاء مراعاة لحرمة شهر رمضان؟ فنحن مقبلون على أيام كريمة في شهر رمضان، وعندي قضية مرفوعة أمام إحدى المحاكم على بعض الأفراد بخصوص أرضٍ بيني وبينهم، وقال لي بعض المقربين بأنه لن يُتقبل لي صيام، ولن يُغفر لي إلا بعد التنازل عن هذه القضية، فهل هذا صحيح؟ وهل يجب عليَّ التنازل عن القضية وعن حقوقي أو على أقل تقدير ما أظنه حقي من باب التسامح؟ وما التسامح الذي يحصل به القبول والمغفرة؟
ما حكم إنشاء صندوق لجمع الزكاة والتبرعات للمتضررين من التغيرات المناخية؟ لأنه بعد ما حدث من كثرة المتضررين من الزلازل فكَّر مجموعة من الأشخاص في تخصيص جزء من الأموال لصالح المتضررين من التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية، بحيث يوضع هذا في صناديق مخصصة لذلك. فهل يصح أن يكون هذا من أموال الزكاة؟ وما المسلك الشرعي المقترح لهذا الأمر؟ وما ضوابطه؟
أرجو من فضيلتكم التكرم ببيان فضل زيارة المريض، والآداب الشرعية التي ينبغي أن تراعى عند زيارته. فإني أرى بعض الناس عند زيارتهم للمرضى يطيلون الجلوس بجوار المريض، وأحيانًا يقولون بعض الألفاظ التي قد تسبب الأذى النفسي للمريض، أو من معه.
جمعية ومنظمة مصرية أهلية مشهرة بالوحدة المركزية للجمعيات والعمل الأهلي، وتخضع لقانون ممارسة العمل الأهلي رقم (149) لسنة 2019م ولائحته التنفيذية.
وحيث إن الجمعية تمارس العديد من الأنشطة التي تتلخص في الآتي:
أولًا: دُور رعاية الأيتام، حيث تقوم الجمعية برعاية الأيتام الأسوياء والمعاقين، ويقوم على رعايتهم أمهات بديلات ومجموعة متكاملة من المشرفين.
ثانيًا: دار ضيافة مرضى الأورام، حيث تقدم خدماتها للمرضى من جميع أنحاء الجمهورية ممن يتلقون العلاج، وتستضيف الدار المريض والمرافق.
ثالثًا: المساعدات الإنسانية المتمثلة في: زواج اليتيمات بتقديم مساعدات عينية ومساعدات نقدية للحالة المستفيدة، ومساعدات نقدية شهرية لغير القادرين على العمل وذوي الاحتياجات الخاصة الذين ليس لهم مصدر دخل، وتبرعات عينية من الأثاث المنزلي للفقراء، وسداد مصروفات المدارس للأيتام، وتوزيع أجهزة لاب توب على ذوي الإعاقة البصرية في الجامعات المصرية.
رابعًا: الأنشطة الصحية، ومنها: عمليات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية للمرضى غير القادرين، وعمليات العيون للمرضى من المحافظات المختلفة من مختلف الأعمار في كبرى المستشفيات المتخصصة، وتوفير الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وكراسي متحركة، وتوفير السماعات الطبية للمرضى غير القادرين، وتوفير الأدوية المستمرة بصفة شهرية للمرضى غير القادرين.
خامسًا: المشروعات التنموية تحت شعار (اكفُل قريةً فقيرة)، ومنها: مشروع تسليم رؤوس المواشي للأرامل والأُسر الأكثر احتياجًا في القرى المختلفة، شاملة التغذية لمدة سنة ونصف، والتأمين، ومشروع تسليم الأكشاك (الكشك شامل الثلاجة والبضاعة) إلى الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة والأُسر الأكثر احتياجًا، وإعادة إعمار ورفع كفاءة المنازل في القرى الأكثر فقرًا، وذلك عن طريق بناء دورات مياه، وتعريش أسقف المنازل، وإضافة مواد عازلة للأسقف، وتركيب أبواب وشبابيك، ومحارة داخلية، وسيراميك للأرضيات، وتزويد هذه المنازل بالأثاث الخشبي والأجهزة الكهربائية، والمفروشات، وإقامة محطات تنقية المياه في القرى التي لا يوجد بها مصادر لمياه الشرب النقية لخدمة أهالي القرية بالمجان، وحفر آبار مياه في المناطق الصحراوية لخدمة أهالي المنطقة، وتوصيل كهرباء إلى المنازل التي لا يوجد بها كهرباء، والمساهمة في بناء واستكمال المساجد، وتأسيس المعاهد الأزهرية في المحافظات، وتكريم حفظة القرآن الكريم والمتفوقين.
سادسًا: الأنشطة الموسمية، وتتمثل في الآتي: توزيع كرتونة رمضان سنويًّا على الأُسر الأكثر احتياجًا، وذبح الأضحية وتوزيع لحومها على الأُسر الأكثر احتياجًا، وتوزيع البطاطين في موسم الشتاء على الأُسر الأكثر احتياجًا، وقوافل الخير الأسبوعية للجمعيات الصغيرة (معارض ملابس مجانًا في الجامعات والمدارس، وتوزيع مواد تموينية).
سابعًا: مستشفى لعلاج الأورام، حيث تقوم الجمعية بالإشراف على تمويل المستشفى بالمجان، ويهدف ذلك المستشفى إلى تقديم خدمات طبية متميزة طبقًا لأحدث المعايير والاعتمادات الطبية في العالم، ليكون هدية إلى أهلنا مرضى السرطان في صعيد مصر.
فهل تعد هذه الأنشطة سالفة الذكر ضمن مصارف الزكاة؟