توضيح وبيان حول وصفٍ للنبي عليه السلام جاء في "البردة" للإمام البوصيري

تاريخ الفتوى: 29 أغسطس 2012 م
رقم الفتوى: 7111
من فتاوى: فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد
التصنيف: النبوات
توضيح وبيان حول وصفٍ للنبي عليه السلام جاء في "البردة" للإمام البوصيري

هناك مَن يعترض على قول الإمام البوصيري في مدح النبي عليه السلام بقوله: "وإن من جودك الدنيا وضرتها" قائلًا: ماذا أبقى لله بعد وصف النبي بهذا البيت، فهل هذا صحيح؟ وما الفهم المراد من هذا البيت؟

مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُنَّةٌ نبوية شريفة ينبغي على المسلمين إحياؤها في هذا العصر، وهي مِن أعظم القربات التي يُتَوَسَّلُ بها إلى رب البَرِيّات، وقصيدةُ البردة الشريفة هي من أفضل ما مُدِح به رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا القول هو شطر بيتٍ من أبياتها، وهو:

فإنَّ مِن جُودِكَ الدنيا وضَرَّتَها ... ومِن عُلومِكَ عِلْمَ اللوحِ والقَلَمِ

وقد اعتُرِضَ على هذا البيت: بأنه جعل الدنيا والآخرة مِن جُود النبي صلى الله عليه وآله وسلم فماذا بقي لله عز وجل من الجود؟

وهذا الاعتراض ناشئ عن الجهل بالله تعالى؛ فإن جُودَ الله تعالى لا ينحصر؛ لأنه لا نهاية لكرمه وجوده سبحانه ولا حد لهما، ولا يُنكَر كونُ الدنيا والآخرة مِن جوده صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه الدَّال على الخير فيهما لا على أنه خالق الجود، فإن هذا لا يقول به مسلم، وإنما على أن الله أجراه على يديه، فهو مُقَسِّمُه والله مُعْطِيه؛ كما جاء في "الصحيحين" عنه صلى الله عليه وآله وسلم من حديث معاوية رضي الله عنه: «إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللهُ يُعْطِي»، وفي "صحيح البخاري" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا أُعْطِيكُمْ ولا أمنَعُكُمْ؛ إنَّما أنا قاسِمٌ أضَعُ حيثُ أُمِرْتُ»، فصح على هذا المعنى أنهما من جُوده عليه الصلاة والسلام.

وفي هذا المعنى يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في "الرسالة" (ص: 16-17، ط. مكتبة الحلبي-مصر): [فلم تُمسِ بنا نعمةٌ ظَهَرَتْ ولا بَطَنَتْ نِلْنَا بها حظًّا في دِينٍ ودُنيا أو دُفِعَ بها عنَّا مكروهٌ فيهما وفي واحد منهما إلا ومحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم سبَبُها، القائدُ إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الذائدُ عن الهلكة وموارد السوء في خلاف الرشد، المُنَبِّهُ للأسباب التي تُورِدُ الهَلَكَةَ، القائمُ بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها، فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد] اهـ.

قال شيخ الإسلام إبراهيم الباجوري الشافعي عند هذا البيت من "شرحه على البردة" (ص: 132): [وفي كلامِه تقديرُ مُضافٍ، أي: خَيْر الدنيا هدايتُه صلى الله عليه وآله وسلم للناس، ومن خير الآخرة شفاعتُه صلى الله عليه وآله وسلم فيهم] اهـ.

ومما ذكر يُعلم الجواب عن السؤال.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

ما مدى صحة القول بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره؟ حيث قد قام نزاع بين المشايخ؛ فبعضهم يؤيد مستندًا إلى ما قرأه، وبعضهم ينكر ذلك بحجة أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد مات وهو كباقي البشر لا يتوضؤون ولا يصلون في قبورهم.


يسأل السائل عن المعراج؛ هل صعد الرسول الكريم فيه إلى السماوات العلا بالجسد والروح، أم كان رؤيا منامية؟


ما الأحداث التي وقعت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في رحلة الإسراء والمعراج؟ وما الواجب على المسلم في اعتقاده تجاه هذه الرحلة المباركة؟


ما حكم الشرع في إضافة لفظ السيادة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الأذان والإقامة والتشهد؟ وذلك بقول (أشهد أن سيدنا محمدًا).


ما المراد من قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾؟ لأني سمعت في بعض وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل الاجتماعي أنَّ قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾ يدل على هداية الله للنبي عليه الصلاة والسلام بعد "ضلال" كما عبَّر صاحب المحتوى، نرجو منكم الرد والتوضيح والبيان للمعنى الصحيح لهذه الآية الكريمة.


أريد التعرف على حادثة انشقاق القمر، وهل هو صحيح أنها حدثت في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وانشق القمر نصفين: نصفًا على جبل الصفا، والنصف الآخر على المروة؟


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 08 يونيو 2025 م
الفجر
4 :8
الشروق
5 :53
الظهر
12 : 54
العصر
4:30
المغرب
7 : 55
العشاء
9 :28