ما معنى يا أكرم الرسل؟ حيث يزعم أحد أصدقائي أنَّ قول الإمام البوصيري: "يا أكْرَمَ الرُّسْلِ ما لِي مَنْ أَلُوذُ بهِ سِواكَ" يُعدُّ من الشرك؛ فما الرد على هذا الكلام؟
نقول في رد هذه الشُّبَهة إجمالًا: إن الأصل في الألفاظ التي تجري على ألسنة المُوَحِّدِين أن تُحمَل على المعاني التي لا تتعارض مع أصل التوحيد، ولا ينبغي أن نبادر برمي المسلم بالكفر والفسق والضلال والابتداع؛ فإنَّ إسلامه قرينة قويَّة توجب علينا ألا نحمل ألفاظه على معناها الظاهر إن احتملت كُفْرًا أو فِسْقًا، وتلك قاعدة عامة يجب تطبيقُها في كل ما يصدر عن المسلم من العبارات، فكيف إذا كان لهذه العبارات معانٍ شرعية صحيحة، وكانت مع ذلك صادرةً عن العلماء والصالحين من أهل الله تعالى.
قال حجة الإسلام الغزالي الشافعي: [ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وجد إليه سبيلًا، فإن استباحة دماء المصلين المُقرّين بالتوحيد خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم واحد] اهـ. نقلًا عن "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (12/ 300، ط. دار المعرفة).
وقال الشيخ ملا علي القاري الحنفي في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/ 1510، ط. دار الفكر): [عبارة آحاد الناس إذا احتملت تسعة وتسعين وجهًا من الحمل على الكفر ووجهًا واحدًا على خلافه، لا يحلّ أن يُحكَم بارتداده، فضلًا عما ورد على لسان مَن هو أفضل] اهـ.
وإنَّ هذا القول هو شطرٌ وكلمةٌ من بيتٍ من قصيدة البردة الشريفة، وهذا البيت هو قول الإمام البوصيري:
يا أكْرَمَ الرُّسْلِ ما لِي مَنْ أَلُوذُ بهِ ... سِواكَ عندَ حُلُولِ الحادِثِ العَمِمِ
والمقصود بالحادث العَمِمِ هنا هو يوم القيامة، حين يتجه الناس إلى الأنبياء لطلب الشفاعة، كما ورد في حديث الشفاعة المتفق على صحته: فيأتون آدم ونوحًا وإبراهيم وموسى عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، فيعتذرون وكلهم يُحيل على غيره، حتى يأتوا عيسى عليه السلام فيقول: ائتوا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم عَبْدًا قد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر؛ فالذي يدلُ الناس على الملاذ به للتشفع بحضرته صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم هم الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَيَأْتُونِي، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، فَإِذَا أَنَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ، قُلْ تُسْمَعْ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأَرفَع رأسِي، فأحْمَدُه بتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيه، ثم أَشْفَعُ، فَيحدُّ لِي حَدًّا، فأُدْخِلُهُم الجَنَّةَ، ثم أعُودُ إليه، فإذا رأيتُ ربي مثله ثم أَشْفَعُ، فَيحدُّ لِي حَدًّا، فأُدْخِلُهُم الجَنَّةَ، ثم أعُودُ الرابعةَ فأقول: ما بَقِيَ في النار إلا مَن حَبَسَه القرآنُ ووَجَبَ عليه الخُلُودُ» متفق عليه.
ممَّا يتقرر منه أنه لا ملاذ للناس ولا مُخلِّصَ لهم ولا شافع فيهم في هذا اليوم العظيم سوى جنابه العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
سائلة تقول: لم أذهب إلى مقبرة والدي سوى مرات قليلة، وظروفي لا تسمح لي أن أذهب دائمًا؛ فهل يجب علي أن أذهب باستمرار؟ وهل صحيح أنَّ الميت يفرح بزيارة أهله له؟
نرجو منكم الرد على من يقول: إنَّ مراجعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه في عدد الصلوات فيه تبديلٌ للقول، كيف وقد قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [ق: 29]، كما أنَّ فيه نوع وصاية من نبي الله موسى على رسولنا الكريم سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام.
ما حكم الإيمان بالغيبيات؛ فأنا أرى أن الإسلام دين ينبغي على المرء أن يفهمه؛ لأنه بمثابة نظام للحياة، وعادة ما يكون العلم شرطًا للفهم مما يؤدي بدوره إلى الاقتناع، غير أن الإسلام يشتمل على الأمر "بالإيمان" بأشياء توصف بأنها غير مرئية أو غيبية كالملائكة والجن والجنة والنار، ولأنني مسلم فإنه يجب عليَّ أن أقتنع بوجود هذه الأشياء الغيبية. فما هو الحد الفاصل بين "العلم" و"الإيمان"؟ وما معنى كلمة "إيمان" في الاصطلاح الإسلامي؟
هل يوم القيامة يتم النداء علينا باسم الأم؟
نرجو منكم الرد على مَن أنكر المشاهدات التي رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رحلة الإسراء والمعراج بحجة أنَّ الأمة لا تحتاج إلى معرفة هذه المشاهدات لتزداد إيمانًا واستقامة، كما أنهم يتعجبون من رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم لأهل الجنة والنار والحال أنَّ القيامة لم تقم بعد.
ما حقيقة عذاب القبر؟ حيث إن هناك من ينكره بحجة أنه لا دليل عليه من القرآن الكريم.