23 نوفمبر 2023 م

علي بن سليمان الأذرعي الشافعي

علي بن سليمان الأذرعي الشافعي

فلسطين منذ قديم الزمان تُعتبر موطنًا ومقصدًا للعلماء والصالحين؛ لما تشتمل عليه هذه البلاد المقدسة من الفضل والبركة التي حباها بها الله سبحانه وتعالى بكرمه وفضله.

والإمام علي بن سليمان الأذرعي من العلماء الذين جمعوا بين العلم وتولي القضاء؛ فهو ممن ولي القضاء في بلدان عديدة، وشأنه شأن كثير من الأئمة والعلماء، يُحب الرحلة والتنقُّل بين البلدان، ومن البلدان التي استقرَّ فيها قبيل وفاته دولة فلسطين، وهو قبل أن ينزل فلسطين كان قاضيًا ببلدان كثيرة، منها: طرابلس وعجلون وزرع ودمشق، وغيرها.

ولم يأت الإمام علي بن سليمان إلى فلسطين إلا وهو عالم إمام متقن، فقد كان مع كونه قاضيًا إمامًا شافعيًّا متقنًا، فقد أحسن الاشتغال بالعلم، ومن ثمار أعماله: أنه نظم كتاب "التنبيه" في أبيات شعرية بلغت ستة عشر ألف بيت وله جهود علمية أخرى كثيرة.

ومعلومٌ أن الإنسان حينما يقدم على بلد وهو إمام جليل لابد أن أهل هذه البلاد ينتفعون بعلمه، وهو ما حصل بالفعل على أرض الواقع؛ فقد انتفع الناس بعلمه، واستفادوا من خبرته في القضاء الذي تولاه لسنوات عديدة في أماكن متعددة.

ولأنه كان من أبناء القرن السابع الهجري الذي ازدهرت فيه الحركة العلمية في أنحاء الأرجاء الإسلامية كانت صبغته العلمية واضحة على تنقلاته بين البلدان، وهو نفس ما حصل في وقت وجوده في فلسطين.

ومن هنا نأخذ إشارة تفيدنا في واقعنا المعاصر وهي أن فلسطين كانت مهدًا للعلم والصلاح، ولعل أن الفرج والمخرج إن شاء الله من الأزمة الفلسطينية إنما ستكون بالعلم، والمعرفة، وإن ذلك من أهم الأسباب التي يجب أن يأخذ بها المسلمون والعرب وكل من تشغلهم هذه القضية العظيمة التي يتألم بسببها كل إنسان عنده أدنى أنواع الإنصاف.

وقد مات الإمام علي بن سليمان الأذرعي الشافعي في فلسطين، ودفن بها، وكانت وفاته رحمه الله بالرملة يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة.

المراجع:

  • البداية والنهاية، لابن كثير، 14/ 155، ط. دار الفكر.
  • الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني، 4/ 63، ط. مجلس دائرة المعارف العثمانية.
  • شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، 8/ 167، ط. دار ابن كثير.
  • طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة، 2/ 273، ط. عالم الكتب.
  • معجم الشيوخ، للذهبي، 2/ 27، ط. مكتبة الصديق.
  • الأعلام، للزرِكلي، 4/ 291، ط. دار العلم.

الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة، المقدسي، الصالحي من أشهر علماء الحنابلة، ومن أشهر من عاش من الحنابلة في فلسطين الأبية؛ ذلك لأنه ولد في شهر شعبان، عام: واحد وأربعين وخمسمائة من الهجرة (541هـ)، بجماعيل، وهي إحدى قرى مدينة نابلس قريبة من القدس، بفلسطين العامرة.


ممن عاش من علماء المذهب الشافعي الكبار على أرض فلسطين المباركة، ودرَّس المذهب الشافعي لأهلها الإمام الجليل: شهاب الدين أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن رسلان، رأس الصوفية في عصره.


إن بلادًا عاش فيها السادة الأنبياء عليهم السلام والسادة الصحابة الكرام، لا تخلو من العلم والعلماء، ولا تُحرم من بركاتهم، ومن أعيان العلماء الذين سكنوا أرض فلسطين: ولي الله تعالى الإمام العامل الخاشع الناسك شمس الدين محمد أبو العون محمد الغزي القاري الجلجولي الشافعي.


من التابعين المشهورين بين العامة والخاصة بالزهد والعبادة والورع: عبد الله بن محيريز بن جُنَادَةَ بن وهب القرشي الْجُمَحِيُّ المكي أبو محيريز، ومعلوم أنه من دمشق، ولكنه نزل بيت المقدس، وعاش بها في نهاية عمره، واشتهر بهذا، حتى إنه لم يترجم له أحد قط إلا وذكر أنه نزيل بيت المقدس.


من العلماء المحدِّثين الذين عاشوا بأرض فلسطين ودُفنوا بها: ضمرة بن ربيعة، أبو عبد الله القرشي ويقال له: الفلسطيني، والذي كان محدثًا ثقةً كما قاله عنه الإمام يحيى بن معين، ولم يكن ضمرة بن ربيعة محدِّث فلسطين فقط، بل كان بجانب هذه المكانة الحديثية فقيهًا أصوليًّا بارعًا، فجمع بهذا بين علوم الوسائل والمقاصد، ومكانته العلمية قد تجاوزت حدودَ فلسطين؛ فقد تحدث عن فقهه وعلمه علماء الأقطار والأمصار.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 25 أبريل 2025 م
الفجر
4 :44
الشروق
6 :17
الظهر
12 : 53
العصر
4:29
المغرب
7 : 29
العشاء
8 :52