هو الصحابي الجليل الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ الأنْصَاريّ. يكنى أَبَا سعد، وأمّه تُمَـاضر بِنْت عَمْرو. وكان له من الولد سعد، وأبو الجهيم.
آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه.
خرج رضي الله عنه لبدرٍ فكُسِر بالرَّوحَاء، فردّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، وضرب له بسهْمِهِ، فكان كَمَن شهِدها، وشهد أحدًا، وثبت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين انكشف الناس عنه في هذا اليوم، وبايع النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم على الموت.
روى الإمام الطبراني في "المعجم الكبير": عن الحارث بن الصمة أنه قال: سألني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أُحُد وهو في الشعب: «هَلْ رَأَيْتَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ؟» قلت: نعم يا رسول الله، رأيته إلى حَرِّ الجبَلِ، وعليه عَكَرٌ من المشركين، فَهَرَبتُ إليه لأمنَعهُ، فرأيتُك فعدلتُ إليك. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَمَا إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُقَاتِلُ مَعَهُ». قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين نَفَرٍ سبعةٍ صَرْعى، فقلت له: ظفرت يمينُك، أكلّ هؤلاءِ قتلتَ؟ قال: أما هذا لِأَرْطاةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، وهذا فأنا قتلتُهُمَا، وأما هؤلاءِ فقَتَلَهم من لم أرَه. قلت: صدَقَ اللهُ ورسولُهُ.
شهد رضي الله عنه يوم ِبئْرِ مَعُونَةَ سنة 4 هـ. واستُشهِد يومئذٍ. فرضي الله عنه.