الإثنين 15 ديسمبر 2025م – 24 جُمادى الآخرة 1447 هـ
14 سبتمبر 2017 م

ابْنَا آدَمَ عليه السلام

ابْنَا آدَمَ عليه السلام

 قصةُ ابْنَيْ آدم عليه السلام من القصص ذات الدِّلالات المهمة في القرآن؛ حيث بيَّن الله فيها جانبًا من نوازع النفس البشرية وكيفية التعامل معها؛ قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27].
حيث قَدَّمَ كلاهما قُرْبَانًا لله، إلا أنَّ أحدَهما -على ما رُوِيَ- قدَّم أفضل ما لديه كقُرْبَانٍ، في حين قدَّمَ الآخرَ شيئًا دنيئًا، فَتَقَبَّل الله من الذي بذل أفضل ما لديه ولم يَتَقبَّل من الآخر، فاستشاط غضبًا وعزم على قتل أخيه الذي تقبَّل اللهُ منه، فواجَهَهُ الأخُ الصَّالحُ بتوضيح أنَّ سببَ القَبُول هو التَّقوى، والتَّقوى أمرٌ يعودُ إلى الدَّوافِعِ الذَّاتيَّةِ للشَّخصِ وتوفيق الله له، ثم واجهَ أخاهُ بموقفٍ فيه سُمُوٌّ أخلاقيُّ حاول به نزعَ فَتيلِ الأزْمَةِ التي نشبت بينهما على غير قصدٍ منه؛ وقال له -كما حكى القرآن الكريم-: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: 28] ونبَّهَهُ إلى خطورة ما ينوي فعله وما يترتَّب عليه من إثمٍ واستحقاقٍ لعذاب الله؛ فقال له -كما حكى القرآن الكريم-: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 29].
لكنَّ أخاه لم يملِكْ السيطرة على اشتعال نفسه بالكُرْهِ والغيرة من أخيه فقتله، وبعد أن ارتكب جريمته أدرك خسارته الفادحة التي جعلته يُودِي بحياةِ أخيِه وينال إثمًا عظيمًا، وبعث الله غُرابًا يعلمه كيف يدفن أخاه الذي صار ملقىً في العَرَاءِ مُعَرَّضًا لأن تأكله السِّباع والجوارح، فلما رأى الغُرابَ يحفرُ الأرض تعلَّم كيف يدفن أخاه وندم ندمًا شديدًا؛ قال تعالى: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۞ فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾ [المائدة: 30-31]، وهكذا علَّم الطائرُ الضعيفُ هذا الإنسانَ المُغْترَّ بنفسه، وأرشده إلى ستر عورةِ أخيه المقتول وكيفيَّةِ دَفنه.
لقد بيَّنت هذه القصةُ التي وقعت بين هذين الأخوين، أهميَّةَ تقوى الله سبحانه وتعالى، وأنَّها سبيُل قبولِ اللهِ أعمالَ العباد، كما أنها بيَّنت الفارقَ بين السُّلوك الحميد المتمسك بمكارم الأخلاق وسمو النَّفسِ وضبط الانفعالات، وذلك السلوك المتفلِّت من القيود المندفع في سبيل تحقيق شهواته والاستجابة لنوازع الشَّرِّ في النَّفس الإنسانيَّةِ دون نَظَرٍ للعواقب أو اعتبارٍ للمآلات.
كما أنَّ تلك الآياتِ الكريمةِ أوضحت كيف تكون عاقبة الذين يرتكبون الجرائم ويستجيبون لنوازعهم الشريرة؛ حيث يصيبهم الخُسرانُ، ويشعرون بالنَّدمِ والحسْرَةِ.
لقد ساق اللهُ سبحانه وتعالى هذه القصَّة ليحذِّرَ البشرَ من مغبَّةِ الانسياقِ وراءَ الانفعالاتِ اللَّحظِيَّةِ وارتكابِ المعاصي والآثام، خاصَّةً القتل، فهو جُرْمٌ عظيمٌ وذنبٌ كبيرٌ، يصعب جدًّا التكفيرُ عنه، وبيَّن سبحانه وتعالى أنَّ قتل النفس الواحدة يشبه قتل النَّاس جميعًا ومن أحيا نفسًا فكأنما أحيا النَّاسَ جميعًا؛ فقال تعالى -بعد أن ساق لنا هذه القصة المهمة-: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32].
المصادر:
- "تفسير الطَّبَري".
- "تفسير النَّسَفِي".

هو الصَّحابيُّ الجليل أُبَيُّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النَّجار رضي الله عنه، وله كُنْيَتَان: أبو المنذر؛ كَنَّاهُ بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو الطفيل، كَنَّاهُ بها عُمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنه الطفيل.


كانت امرأةُ سيدنا نوحٍ عليه الصلاة والسلام مثالًا على انحراف الإنسان الذي يرى الخير والحقَّ، ثم يأبى أن يؤمن ويستجيب، فهذا الإنسان يكفر بما أنعم الله عليه من عوامل الهداية، وبواعث الاستقامة، فإذا هو سادر في غيه، مخذول في سعيه، كما أنها كانت مثالًا تطبيقيًّا على أن معيَّة الصالحين لا تُغني عن العمل الشخصي والسعي الذاتي لفعل الخيرات ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.


المغيرةُ بن شُعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتِّب رضي الله عنه، من كِبار الصَّحابة ذوي الشَّجاعة والدَّهاء، كان رجلًا طوالًا، مَهيبًا، وكان يُقال له: "مغيرة الرأي"، وشهد بيعة الرضوان. حَدَّث عنه أبناؤه عروة وحمزة وعقار، والمِسْوَر بن مَخرمة، وأبو أُمَامةَ البَاهِلي، وقيس بن أبي حازم، ومسروقٌ، وأبو وائل، وعروة بن الزبير، والشَّعبي، وأبو إدريس الخولاني، وعلي بن ربيعة الوالبي، وطائفة


السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيدة نساء أهل الجنة بعد السيدة مريم عليها السلام، وقد كانت أحب النساء إلى سيدنا رسول الله كما أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه، ابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم وزوج السيدة فاطمة كان


كان ثوبانُ بن بجدد (أو جحدر) مولًى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان قد سُبِيَ من أرض الحجاز، فاشتراه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعتقَه؛ فلزم ثوبانُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وصَحِبَه، وحفظ عنه كثيرًا من العلم.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 15 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :43
الظهر
11 : 50
العصر
2:38
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20