05 يونيو 2017 م

أبو طالب بن عبد المطلب

أبو طالب بن عبد المطلب

كان رسول الله بعد وفاة جدِّه عبد المطلب مع عمِّه أبي طالب، وكان أبو طالب يحب ابن أخيه ويصحبه في أسفاره، وقد التقى في بعضٍ منها بعض من لديهم علم بالكتب السابقة، وأخبروه أن محمدًا سيكون له شأن عظيم، ثم لما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدأ الدعوة إلى الإسلام سرًّا، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه -ابن عمه- ممن آمنوا برسالته، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيًا من أبيه أبي طالب، ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمْسَيَا رَجَعَا، وظلَّا على هذا النحو فترةً من الزمن، ثم إنَّ أبا طالب عثر عليهما يومًا وهما يصليان، فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا ابن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟ قال: «أي عم، هذا دين الله، ودين ملائكته، ودين رسله، ودين أبينا إبراهيم -أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم- بعثني الله به رسولًا إلى العباد، وأنت أي عم، أحق من بذلت له النصيحة، ودعوته إلى الهدى، وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه»، أو كما قال، فقال أبو طالب: أي ابن أخي، إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يَخْلُصُ إليك بشيء تكرهه ما بقيتُ. أي: لا يُوصَلُ إليك بشيء تكرهه.
وذُكِرَ أنه قال لعلي رضي الله عنه: أي بني، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال: يا أبتِ، آمنتُ بالله وبرسول الله، وصدقته بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته. فزعموا أنه قال له: "أمَا إنَّه لم يَدْعُكَ إلا إلى خير فالزمه.
وحين جهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة، بعد أن كان يدعو بها سرًّا؛ وعاداه كفار مكة وأنكروا عليه، حَدِبَ عليه عمُّه أبو طالب وعطف عليه، فلما رأى كفار مكة أن أبا طالب قد حدب عليه، وقام دونه، فلم يُسْلِمْهُ لهم، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب، وطلبوا منه أكثر من مرة أن يتدخل لإيقاف الدعوة إلى الإسلام التي يقوم بها ابن أخيه، فرفض في كلِّ مرة، وبالرغم من وقوفه إلى جانب ابن أخيه محبةً له وعطفًا عليه، إلا أنه لم يُسلم، وظل على دينه حتى مات، ولوفاته قصة كانت سببًا في نزول آية في القرآن الكريم.
فقد رُوِيَ أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قُبِضَ فيها، قالت له قريش: يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك، فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء، فخرج الرسول (أي مبعوث المشركين) حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر جالسًا معه، فقال: يا محمد إن عمك يقول لك إني كبير ضعيف سقيم، فأرسل إليَّ من جنَّتِكَ هذه التي تذكر من طعامها وشرابها، شيئًا يكون لي فيه شفاء، فقال أبو بكر: ﴿إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [الأعراف: 50]، فرجع إليهم الرسول، فقال: بلَّغْتُ محمدًا الذي أرسلتموني به فلم يُحْرِ إليَّ شيئًا. وقال أبو بكر: ﴿إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ ، فحملوا أنفسَهم عليه (أي على أبي طالب) حتى أرسل رسولًا من عنده، فوجد الرسولَ صلى الله عليه وآله وسلم في مجلسه، فقال له مثل ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْكَافِرِينَ طَعَامَهَا وَشَرَابَهَا»، ثم قام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب، فوجده مملوءًا رجالًا، فقال: «خَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ عَمِّي»، فقالوا: ما نحن بفاعلين، ما أنت أحقُّ به منَّا، إن كانت لك قرابة، فلنا قرابة مثل قرابتك، فجلس إليه فقال: «يَا عَمُّ، جُزِيتَ عَنِّي خَيْرًا، كَفَلْتَنِي صَغِيرًا، وَحُطْتَنِي كَبِيرًا، جُزِيتَ عَنِّي خَيْرًا، يَا عَمُّ أَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَشْفَعُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، قال: وما هي يا ابن أخي؟، قال: «قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ »، فقال: إنك لي ناصح، والله لولا أن تُعَيِّرَنِي قريش عنه فيقال: جَزِعَ عمُّك من الموت لأقْرَرْتُ بها عينَك، فصاح القوم: يا أبا طالب أنت رأسُ الحنيفية ملة الأشياخ، فقال: لا تحدِّثُ نساءُ قريشٍ أن عمَّك جَزِعَ عند الموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي حَتَّى يَرُدَّنِي»، فاستغفر له بعد ما مات، فقال المسلمون: ما يمنعُنا أن نستغفر لآبائنا ولذي قراباتنا، قد استغفر إبراهيمُ لأبيه، وهذا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لعَمِّه، فاستغفروا للمشركين حتى نزل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 113].
المصادر:
- "أسباب نزول القرآن" للواحدي (ص: 262).
- "سيرة ابن هشام" (1/ 179، وما بعدها).
 

الصحابي الجليل، سيدنا عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه، كان قد أسلم مبكرًا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها، وأخفى إسلامه، وهاجر إلى المدينة مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فذهب أبو جهل والحارث بن هاشم -وهما أخويه لأمِّه- وقالا له: "إن أمَّك قد نَذَرَتْ أن لا يمسَّ رأسها مشط حتى تراك، ولا تستظل من شمس حتى تراك، وقد حلفتْ لا تأكل طعامًا ولا شرابًا حتى ترجع إليها، ولك الله علينا أن لا نكرهك على شيءٍ، ولا نحول بينك وبين دينك"، فاستشار عياشٌ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: "يا عياش، إنه والله إن يريدك


هي: خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجها هو أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت.


هو أصحمة ملك الحبشة، معدود في الصحابة رضي الله عنهم، وكان ممن حسن إسلامه ولم يهاجر، ولا له رؤية، فهو تابعي من وجه، صحابي من وجه، وقد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه بالناس صلاة الغائب، ولم يثبت أنه صلى على غائب سواه، وسبب ذلك أنه مات بين قوم نصارى، ولم يكن عنده من يصلي عليه؛ لأن الصحابة الذين كانوا مهاجرين عنده خرجوا من عنده مهاجرين إلى المدينة عام خيبر.


سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه من السابقين إلى الإسلام، وثالث الخلفاء الراشدين، كان حسن الوجه، لا بالطويل ولا بالقصير، كبير اللحية، أسمر اللون، وكان يُلقَّب بذي النورين؛ لأنه تزوج بالسيدة رقية رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد أن تُوفيت تزوج بشقيقتها السيدة أم كلثوم رضي الله عنها، وورد أنه بعد أن ماتت قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «زَوِّجُوا عُثْمَانَ، لَو كَانَ لِي ثَالِثَةً لَزَوَّجْتُهُ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِالْوَحْيِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الطبراني.


كان سيدنا عثمان بن مظعون رضي الله عنه ممن أسلموا أول الإسلام، فقد أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر هو وابنه السائب الهجرة الأولى لبعض الصحابة إلى الحبشة.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 29 أبريل 2025 م
الفجر
4 :39
الشروق
6 :14
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 31
العشاء
8 :55