الثلاثاء 16 ديسمبر 2025م – 25 جُمادى الآخرة 1447 هـ
01 يناير 2017 م

الإمام أبو الحسن الأشعري والرجوع إلى الحق

الإمام أبو الحسن الأشعري والرجوع إلى الحق


الإمام أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة والجماعة، أحد الأئمة العظماء الذين حافظوا بعلمهم وسعيهم على عقيدة المسلمين واضحة نقيَّة، وتبعه جماهير العلماء على مرِّ العصور والأزمان حتى يومنا الحاضر.

ولد حوالي سنة 270هـ وقيل 260هـ، وتوفي قبل أو بعد سنة 330هـ، وكان أوَّلًا معتزليًّا، ثم تاب وتراجع بعد ذلك، وتبرَّأ من الأقوال التي كان يقولها المعتزلة، من القول بخلق القرآن وأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلتين وغير ذلك من أقوالهم، وكان قد انتمى إلى مذاهب المعتزلة أربعين سنة وكان لهم إمامًا.

ولكنه حين تبيَّن له خطأ الأفكار التي يعتنقها، لم يستنكف أن يتراجع عنها، ولم تأخذه العزة بالإثم، بل إنه أخذ يفكر وانقطع عن الناس حتى يتبيَّن له الحق، وحين انتهى إلى رأي يختلف عما كان يدعو إليه أربعين سنة، وكان أحد رموز الدعوة إليه وليس شخصًا عاديًّا، بل كان عالمًا كبيرًا، لم يتوانَ عن إعلانه على الملأ أمام الناس كافَّة في موقف يندر أن نجده من أحد، وقصَّ على الناس بوضوح ما حدث له وما ورد عليه من أحوال دفعته للانقطاع في بيته والتفكر في هذه المسائل التي انتابته الشكوك تجاهها، فذهب إلى المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة، ونادى بأعلى صوته: "من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا تراه الأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائب مقلع، معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم".

يقول ابن عزرة عن الأشعري بعد أن ذكر انتماءه للمعتزلة أربعين سنة:
"ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يومًا، فبعد ذلك خرج إلى الجامع، فصعد المنبر، وقال: "معاشر الناس، إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافَأَتْ عندي الأدلة، ولم يترجَّحْ عندي حق على باطل ولا باطل على حق، فاستهديْتُ الله تبارك وتعالى فهداني إلى اعتقادِ ما أودعْتُه في كُتبي هذه، وانخلعْت من جميع ما كنت أعتقده، كما انخلعت من ثوبي هذا"، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به، ودَفَعَ الكتبَ إلى الناسِ فمنها كتاب "اللُّمَع"، وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه بكتاب "كشف الأسرار وهتك الأستار" وغيرهما، فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها، وانتحلوه واعتقدوا تقدُّمَه، واتخذوه إمامًا حتى نسب مذهبهم إليه".

هذا الموقف يُبيِّن كيف أن الإمام أبا الحسن الأشعري حين اتخذ قراره هذا بإخلاص وصفاء نية وتجرد ورغبة في الوصول إلى الحقيقة ومعرفة مراد الله، هداه الله إلى الحق، وعرَّفه إياه، ولم يقف الأشعري عند هذا الحد، بل إنه أبرز بشجاعة فائقة عيوب الفكر الذي كان يدعو إليه، وألَّف فيه الكتب المختلفة، دون أن ينظر إلى اعتبارات اجتماعية، قد تعوقه عن بيان الحق، ولقد جزاه الله سبحانه وتعالى خير الجزاء، حين جعل مذهبه وآراءه يتبعها المسلمون في شتى بقاع الأرض، تدفع عن دين الله وعقيدة الإسلام دعاوى المبطلين والملحدين، وتحفظ للمسلمين عقيدتهم نقية صافية.
رحم الله الإمام أبا الحسن الأشعري، ورضي عنه، وجزاه خير الجزاء على ما قدم للإسلام والمسلمين.

المصادر:
- "وفيات الأعيان" لابن خلكان.
- "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري" لابن عساكر.
 

الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد (مدينة تقع الآن في تركستان) ولقد كان الفُضيْل من الصالحين الزاهدين العابدين، ويذكر العلماء موقفًا له حصل به تحوُّلٌ كبيرٌ في حياته، واتَّجه نحو الانشغال بالعبادة والزهد وملازمة البيت الحرام؛ ذلك أنه كان شاطرًا (يعني من أهل النهب واللصوصية) يقطع الطريق بين أبيورد، وسَرَخْس، وكان سبب توبته أنه عشق جاريةً، فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع تاليًا يتلو: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ﴾ [الحديد: 16]، فقال: "يا رب، قد آن"، فرجع فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: "نرتحل"، وقال قوم: "حتى نصبح، فإن فضيلًا على الطريق يقطع علينا"، فتاب الفضيل وأمَّنَهم وجاور الحرم حتى مات" رضي الله عنه.


الإمام النووي الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، ولي الله تعالى، محيي الدين أبو زكريا النووي، إمام أهل عصره علمًا وعبادةً، وسيد أوانه ورعًا وسيادة، العلم الفرد، أوحد دهره، وفريد عصره، الصوام، القوام، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية، والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته وجلالته وزهده وورعه وعبادته وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، له الكرامات الطافحة، والمكرمات الواضحة. ولد سنة 631ه، وتوفي سنة 676ه، وتميز الشيخ بالجد في طلب العلم وتحصيله من أول نشأته وفي شبابه، حتى إنه كان من اجتهاده في طلب العلم يقرأ في كل يوم اثني عشر درسًا على المشايخ، وما أدل على نبوغ الإمام النووي وحبه للعلم منذ صغره ورغبته في عدم ضياع وقته دون تحصيل مما ذكره عنه شيخه في الطريقة الشيخ ياسين بن يوسف الزركشي قال:


كان الإمام ابن الباقلاني من أشدِّ الناس فراسة وذكاءً وفطنة، واسمه: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم، البصري، ثم البغدادي، ولد سنة 338هـ.


وُلد التَّابعي الجليل القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في خلافة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتربَّى في حِجر عمَّته أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بعد أن قُتِلَ أبوه وهو صغير، وتفقَّه منها، وأكثر في الرواية عنها، وكان رضي الله عنه معدودًا في فقهاء المدينة السبعة.


الإمام الطبري هو: محمد بن جرير كان أحدَ أئمةِ العلماء، يُحكَم بقوله، ويُرجَع إلى رأيه؛ لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحدٌ من أهل عصره، وكان حافظًا لكتاب الله، عارفًا بالقراءات، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقِها، وصحيحِها وسقيمِها، وناسخِها ومنسوخِها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين، ومَنْ بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفًا بأيام الناس وأخبارِهِم.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 16 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :44
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20