01 يناير 2017 م

من حوادث مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم

من حوادث مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم

رمي الشياطين بالشهب:
ومن حوادث مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم رمي الشياطين بالشهب بعد عشرين يومًا من المبعث.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما بعث اللهُ محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، دُحِرَ الشياطينُ ورُمُوا بالكواكب، وكانوا قبلُ يستمعون، لكل قبيلة من الجن مقعد يستمعون فيه، وقال إبليس: هذا أمر حدث في الأرض، ائتوني من كل أرض بتربة. فكان يؤتى بالتربة فيشمها ويلقيها، حتى أتى بتربة تهامة فشمها وقال ها هنا الحدث.
وفي "المنتقى": أوَّل من فزع لذلك أهل الطائف، فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له إبل أو غنم كل يوم حتى كادت أن تذهب أموالهم، ثم تناهوا، وقال بعضهم لبعض: ألا ترون معالم السماء كما هي لا يذهب منها بشيء.
وفي "المدارك": الجمهور على أن ذلك لم يكن قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وقيل: كان في الجاهلية، ولكن الشياطين كانت تسترق في بعض الأوقات فمنعوا من الاستراق أصلًا بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
"تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس" للدِّيار بَكْري [ت966هـ]. (1/ 284-285).

انفصام طاق كسرى:
ومن حوادث مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم، ما روى: أنه لما بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، أصبح كسرى برويز ذات غداة وقد انفصمت طاق ملكه من وسطها، فلما رأى ذلك أحزنه وقال: شاهي بشكست. يقول الملك: انكسر. ثم دعا كهانه وسحرته ومنجميه وقال: انظروا في ذلك الأمر. فنظروا ثم قالوا: ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق والمغرب وتخصب منه الأرض كأفضل ما أخصبت من ملك كان قبله.
وفي "دلائل النبوة": وشواهد النبوة: أن كسرى كان بنى على الدجلة بناءً عظيمًا، وأنفق في عمارته مالًا كثيرًا، فأصبح يومًا فرأى إيوانه قد انصدع وخرب الماء البنيان، وكان له ثلاثمائة وستون رجلًا من الحزاة -الَّذين ينظرُونَ فِي النُّجُوم ويقضون بهَا- العلماء ومن الكهنة والسحرة والمنجمين، وكان فيهم رجل من العرب اسمه السائب، بعث به إليه باذان من اليمن، وكان يعتاف اعتياف العرب قلَّما تخطئ أحكامه، فجمعهم كسرى وقال لهم: انكسر إيواني وخرب الماء بنياني على دجلة من غير سبب ظاهر، فانظروا فيه.
فخرجوا من عند كسرى لينظروا في ذلك الأمر فوجدوا طرق الكهانة والسحر والنجوم مسدودة عليهم، فبات السائب في ليلة ظلماء على ربوة من الأرض يرمق برقًا نشأ من أرض الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق، فلما أصبح رأى ما تحت قدميه فإذا هي خضراء، فقال فيما يعتاف: لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق وتخصب عنه الأرض كأفضل ما أخصبت عن ملك كان قبله.
فلما اجتمع الحزاة قال بعضهم لبعض: والله ما حال بينكم وبين علمكم إلا أمر جاء من السماء، وإنه لنبي بعث أو هو سيبعث من الحجاز يسلب ملك كسرى ويبلغ سلطانه المشرق، ولئن نعيتم إلى كسرى ملكه ليقتلنكم؛ فأقيموا بينكم أمرًا تقولونه.
فجاءوا كسرى فقالوا له: إنا قد نظرنا في هذا فوجدنا حسابك الذين وضعت على حسابهم طاق ملكك قد أخطئوا فوضعوه على النحوس، وإنا سنحسب لك حسابًا تضع عليه بنيانك فلا يزول.
قال: فاحسبوا. فحسبوا ثم قالوا له: ابنه. فبنى، فعمل في دجلة ثمانية أشهر وأنفق فيها من الأموال ما لا يدرى ما هو، فلما تم البنيان قال لهم: أجلس على سورها؟ قالوا: نعم. فعمل مأدبة واجتمع أمراؤه وأركان دولته، فأمر بالبسط والفرش والرياحين فوضعت عليها، فبينما هم هناك انتسفت دجلة البنيان من تحته وغرق الناس وما فيه، فلم يستخرج كسرى إلا بآخر رمق، فلما أخرج تغيظ لهم وغضب على الحزاة وقتل منهم قريبًا من مائة، وقال: تلعبون بي. وقال الباقون: أيها الملك، أخطأنا كما أخطأ الذين من قبلنا، ولكن نحسب لك حسابًا حتى تضعه على الوفاق من السعود.
قال: انظروا. فحسبوا له ثم قالوا له: ابنه. فبنى، وأنفق من الأموال ما لا يدرى ما هو، ثمانية أشهر، فلما تم قال لهم: أخرج فأقعد؟ قالوا: نعم. فركب برذونا وخرج، فبينا هو يسير عليها إذ انتسفت دجلة البنيان فلم يدرك كسرى إلا بآخر رمق، فدعاهم فقال: والله لأمرن على آخركم ولأنزعن أكتافكم ولأطرحنكم بين أيدي الفيلة أو لتصدقني ما هذا الأمر الذي تلقون علي.
قالوا: نكذبك أيها الملك، حين خرجنا من عندك لننظر في علمنا، فوجدنا الأرض قد أظلمت علينا بالأقطار وسدت علينا طرق علمنا، ولم يمضِ لعالم منا علمه، فعرفنا أن هذا الأمر حدث من السماء، وأنه قد بعث نبي من الحجاز أو سيبعث فيكون سببًا لزوال ملكك. فلما سمع كسرى ذلك تركهم ولها عنهم وعن دجلة حين غلبته.
وأخرج أَبُو نعيم وَابْن النجار عَن الْحسن الْبَصْرِيِّ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حُجَّةُ اللهِ عَلَى كِسْرَى فِيكَ؟ قَالَ: «بَعَثَ إِلَيْهِ مَلَكًا، فَأَخْرَجَ يَدَهُ إِلَيْهِ مِنْ جِدَارِ بَيْتِهِ تَلَأْلَأُ نُورًا، فَلَمَّا رَآهَا فَزِعَ، فَقَالَ لَهُ: لَا تُرَعْ يَا كِسْرَى! إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا، فَاتَّبِعْهُ تَسْلَمْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ. قَالَ: سَأَنْظُر». "تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس للدِّيار بَكْري" [ت966هـ]. (1/ 285-286).

ولما نالت قريش من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، خرج إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل؛ يقول موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما: "ولما توفي أبو طالب، ونالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم تكن تنال منه في حياته، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الطائف وحده ماشيًا".


لقد أعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأمر عدَّته، وفكَّر في بَيْعَةٍ ثانيةٍ أعظم من البيعةِ الأولى، وأوسع مما كان يدعو إليه أهل مكة ومن حولها.


عندما يبدأ الحق في الانتشار والتمكن يجن جنون أهل الباطل، ويلجؤون إلى كل السبل التي تعطل مسيرة الحق والحقيقة.


كانت فاطمة أحب أولاده وأحظاهن عنده، بل أحب الناس إليه مطلقًا؛ روى أبو داود والترمذي عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا - وَقَالَ الْحَسَنُ: حَدِيثًا، وَكَلَامًا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنُ السَّمْتَ، وَالْهَدْيَ، وَالدَّلَّ - بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهَا، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ،


أَخَذَ عناد المشركين يقوى ولجاجتهم تشتد، وقد أرادوا إخراج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتحديَه بمطالبته بالإتيان بمعجزات تثبت نبوته؛ قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ادعُ لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا ونؤمن بك. قال: «وَتَفْعَلُوُنَ»؟ قالوا: نعم. قال: فدعا، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت لهم باب التوبة والرحمة؟ قال: «بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك"، وقال الإمام الذهبي: "الحديث صحيح" .


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 28 أبريل 2025 م
الفجر
4 :41
الشروق
6 :15
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 31
العشاء
8 :54