الثلاثاء 16 ديسمبر 2025م – 25 جُمادى الآخرة 1447 هـ
01 يناير 2017 م

الإمام خيثمة بن سليمان ورحلته في طلب الحديث وأسره في سبيل ذلك

الإمام خيثمة بن سليمان ورحلته في طلب الحديث وأسره في سبيل ذلك


الإمام خيثمة بن سليمان: هو الإمام الثقة المعمر، محدث الشام، أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الطرابلسي، ولد سنة 250ه على الأصح، وتوفي سنة 343ه، أحد الثقات المكثرين الرحالين في طلب الحديث سمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط، جمع فضائل الصحابة، وكانت له رحلات في طلب الحديث، من هذه الرحلات رحلته إلى جبلة ومنها إلى أنطاكية وقد أُسر فيها وتعرض فيه للضرب والإيذاء، وهذا ما ذكره عنه ابن أبي كامل فقال:

"سمعت خيثمة بن سليمان بن حيدرة يقول: كنت في البحر وقصدت جبلة (بلد بالشام) أسمع من يوسف بن بحر، وخرجت منها أريد أنطاكية لأسمع من يوسف بن سعيد بن المسلم، فلقينا مركبًا من مراكب العدو فقاتلناهم، وكنت ممن قاتل، فسلم المركب قوم من مقدمه، فأخذوني فضربوني ضربًا وجيعًا، وكتبوا أسماء الأسرى فقالوا لي: اسمك؟ قلت: خيثمة، قالوا: ابن من؟ قلت: ابن حيدرة، فقالوا: اكتب حمار بن حمار، قال: فلما ضربوني سكرت ونمت، فرأيت في النوم كأني في الآخرة، وكأني أنظر إلى الجنة، وعلى بابها من الحور العين جماعة يتلاعبن، فقالت إحداهن لي: يا شقي أيش فاتك؟ فقالت الأخرى: أيش فاته؟ قالت: لو كان قُتل مع أصحابه كان في الجنة مع الحور العين، فقالت لها الأخرى: يا فلانة، لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام، وذل من الشرك خير من أن يرزقه شهادة في ذل من الإسلام وعز من الشرك. ثم انتبهت، وجُعلت في الأسرى، فرأيت في بعض الليالي في منامي كأن قائلًا يقول لي: اقرأ: ﴿ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [التوبة: 1] فقرأتها إلى أن بلغت: ﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 2] فانتبهت، فقال لي أصحابي: يا أبا الحسن، سمعناك تقرأ ببراءة! فقلت لهم: سمعتموني؟ قالوا لي: نعم تصيح، فبعد ثلاثة أيام جاء فرسان فحملونا إلى رسول الملك ابن طولون خُمار، قال خيثمة: فلم أزل أعد الأيام يومًا يومًا إلى تمام أربعة أشهر، صرت إلى طرابلس".

في هذا الموقف الرائع الذي يحكي لنا رحلة للإمام خيثمة في طلب الحديث وما لاقاه في سبيل الوصول إلى مقصوده، وهو السماع من يوسف بن بحر في جبلة من بلاد الشام، ثم الرحلة منها إلى أنطاكية لأسمع من يوسف بن سعيد بن المسلم، يضرب لنا مثالًا لِمَا لاقاه العلماء في العلم ونقله وطلبه، فقد أسر وضرب وأوذي لأجل سماع الحديث، ويكون في وسط المحنة منحة وهو ظهور كرامة له وهي الرؤيا التي أمر فيها بالقراءة فيقرأ ثم يخرج في الموعد الذي قرأ به وهو أربعة أشهر فهذه كرامة من الله لأهل العلم، فرحم الله الإمام خيثمة.

المصادر:
- تاريخ دمشق لابن عساكر.
- لسان الميزان لابن حجر.
- طبقات الحفاظ للسيوطي.

الإمام محمد بن الحسن، العلامة، فقيه العراق، أبو عبد الله الشيباني، الكوفي، صاحب أبي حنيفة، ولد بواسط بالعراق، ونشأ بالكوفة، وأخذ عن أبي حنيفة بعض الفقه، وتمم الفقه على القاضي أبي يوسف، وروى عن: أبي حنيفة، ومسعر، ومالك بن مغول، والأوزاعي، ومالك بن أنس، أخذ عنه الشافعي كثيرًا، وكان يقول: ترك أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشر ألفًا على النحو والشعر، وخمسة عشر ألفًا على الحديث والفقه، وكان يقول لأهله: لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا تشغلوا قلبي، وخذوا ما


هو أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، الإمام الفقيه الأمير، أبو سعد ابن أمير المؤمنين أبي عمرو الأموي، المدني. سمع من أبيه، وزيد بن ثابت. وحَدَّثَ عنه: عمرو بن دينار، والزهري، وأبو الزناد، وجماعة رضي الله عن الجميع، وله أحاديث قليلة. وكانت له الولاية على المدينة سبع سنين، وكانت الولاية قبله عليها ليحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أميَّة على المدينة، الذي كان عاملًا لعبد الملك بن مروان.


هو الإمام الحافظ، حجَّة الإسلام، مُسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، ولد سنة 204هـ، صاحب الكتاب المشهور "صحيح مُسلم".


كان الإمام ابن الباقلاني من أشدِّ الناس فراسة وذكاءً وفطنة، واسمه: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم، البصري، ثم البغدادي، ولد سنة 338هـ.


ولد الإمام أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري رحمه الله بدمشق ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 751هـ، حفظ القرآن الكريم في الرابعة عشرة من عمره، ثم تعلَّم "القراءات" وأتقنَها خلال فترة قصيرة.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 16 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :44
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20