01 يناير 2017 م

حال الإنسانية قبل الإسلام 2

حال الإنسانية قبل الإسلام 2

الجزيرة العربية جزء هام من العالم له تميز خاص بسبب موقعه الجغرافي وتاريخه الديني، ولم تكن الجزيرة بمنأًى عن التأثر بالحالة العامة التي يعيشها العالم هذه الأثناء فهي سياسيًّا قبائل متفرقة تعاني التناحر والاقتتال غالب الوقت بسبب العصبية والحرص على الزعامة ولا أشهر من حرب داعس والغبراء والبسوس دليلًا على ذلك.

وكان واقع العرب الديني شديد التخلف، فعبادة الأصنام هي السائدة بينهم وكل قبيلة لها إلهها الكبير الحجم الذي تعظمه كاللات ويغوث ونسر وهُبل وإساف ونائلة والعزى، إضافةً إلى العدد الكبير من الأصنام الصغيرة التي يمكن الانتقال بها. وكان النفر القليل جدًّا منهم على شيء من دين إبراهيم أو بقية من اليهودية أو النصرانية كزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة.

أما حياتهم الاجتماعية فكانت عبارة عن مجموعة من التقاليد والعادات منها الحسن ومنها القبيح، فهم أهل إباء ومفاخرة ينتشر بينهم الكرم ويحبون النجدة ويبذل الواحد منهم عُمره وفاء بعهده وحرصًا على شرفه وشرف قبيلته وبنيه، ولهم عناية بالشعر يقرضونه بسهولة ويعقدون له المجالس ويجزلون عليه العطايا ويسجلون فيه أحوالهم وينشرون من خلاله بطولاتهم، لا يقبلون اعتداء على مستجير، ويعظمون شيوخ القبائل.

ولكنهم في الوقت ذاته تنتشر بينهم صُور من الانحراف؛ كأنواع النكاح المنحطة واعتداء وإغارة القوي على الضعيف، ووأد بعضهم للبنات، واعتبار المرأة ميراثًا، وعدم توريث الصبيان والنساء، وانتشار إدمان الخمر ولعب الميسر وغيرها من صور الانحراف الاجتماعية.

يضاف إلى كل ما سبق كونهم يعيشون بعيدًا عن الحضارة والمشاركة الفاعلة في تقدم الإنسانية؛ فالأمية منتشرة بينهم إلى درجة أنك لا تكاد تجد في قبيلة بأسرها قارئًا واحدًا، وهم في الوقت ذاته قبائل متفرقة لا تجمعهم دولة ولا يحكمهم نظام، يسيطر عليهم الروم تارة والفرس أخرى.

وكان الغالب عليهم رعي الغنم والإبل نظرًا لانتشار الصحراء واتساعها ولم تكن لهم عناية بالزراعة ولا الصنائع، لكن موقعهم الجغرافي أعان على رواج التجارة بينهم.

وكانت لقريش بصفة خاصة منزلة بين العرب لوجود الحرم عندهم؛ ولذا كانت تجارة قريش رائجة وكانت لهم رحلتان عظيمتان رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام.

 

هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. كان جدُّه عبد المطلب بن هاشم سيدَ قريش، وأوسم الناس وأجملهم وأعظمهم، وكان يطعم الناس، وحَفَرَ بئرَ زمزم، وتولَّى سقاية ورفادة الحجاج، وله الموقف المشهور مع أبرهة حين أتى يهدم الكعبة، فطلب منه أن يرد عليه مائتي بعير كان قد أخذها منه في حملته للهدم، فتعجب أبرهة من طلبه، وقال له: "أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه، لا تكلمني فيه!" قال له عبد المطلب: "إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربًّا سيمنعه".


استقبلت قريش الحبيب صلى الله عليه وسلم بالبِشر والسرور وكانت حاضنته أم أيمن وهي جاريةُ أبيه واسمها برَكة، وأول مرضعاته صلى الله عليه وسلم هي ثُويبة جاريةُ عمِّهِ أبي لهب وكانت قد أرضعت قبله عمه حمزة بن عبد المطلب وبعده أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد فهم إخوة في الرضاع. ولما كانت عادة العرب إرضاع أبنائهم في البادية لينشئوا في أجواء نقية ويتمتعوا برحابة الصحراء بعيدًا عن الحواضر وضجيجها وملوثاتها انتقل صلى الله عليه وسلم مع حليمة بنت أبي ذؤيب إلى بادية بني


بعدما لجأ مشركو قريش إلى عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليوغروا صدره على ابن أخيه حتى يتخلى عن نصرته، سالكين بذلك طريق الإيذاء والفتنة، بل والإيذان بالحرب والمنابذة، ووجدوا أن مسعاهم هذا قد باء بالفشل بسبب عدم تخلِّي أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه؛ ارتأوا أن يلجأوا إلى السياسة المقابلة، ألا وهي سياسة الملاينة، والإغراء بالمال أو الجاه أو الملك والسلطان ظنًّا منهم أنه ربما يغري بريق هذه العروض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فيفتنوه عن دينه أو يحولوه عن وجهته.


كان التحدث بأمر النبوة والدعوة إلى الإسلام في بَدءِ أمرِه يتمُّ في إطارٍ محدودٍ، حتى لا يقاومَها الأعداءُ وهي لم تزلْ في مهدِها، ثمَّ تغيَّر الحالُ بعدَ ثلاثة أعوامٍ مِن بَدء الوحي، حينما نزل قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: 94]؛


مما لا شك فيه أنَّ حدث انتقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بيت النبوة من الأحداث الهامة في السيرة النبوية لما سوف يترتب عليه من نتائج في مستقبل الأيام، ومن الأخبار التي أعطتنا تفصيلا لهذا الأمر ما جاء عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، قَالَ: كَانَ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ وَأَرَادَهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ أَنَّ قُرَيْشًا أَصَابَتْهُمْ أَزمةٌ


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 19 مايو 2025 م
الفجر
4 :19
الشروق
5 :59
الظهر
12 : 51
العصر
4:28
المغرب
7 : 44
العشاء
9 :13