الثلاثاء 16 ديسمبر 2025م – 25 جُمادى الآخرة 1447 هـ
15 ديسمبر 2025 م

مفتي موسكو في كلمته بجلسة الوفود بالندوة الدولية الثانية للإفتاء: - الإفتاء جهدٌ علميٌّ وإنسانيٌّ يستهدف تحقيقَ مقاصد الشريعة في الرحمة والعدل وصيانة الكرامة الإنسانية

مفتي موسكو في كلمته بجلسة الوفود بالندوة الدولية الثانية للإفتاء: - الإفتاء جهدٌ علميٌّ وإنسانيٌّ يستهدف تحقيقَ مقاصد الشريعة في الرحمة والعدل وصيانة الكرامة الإنسانية

أكد سماحة الشيخ إيلدار علاء الدينوف، مفتي موسكو، أنَّ من أعظم المسؤوليات التي تضطلع بها الإدارة الدينية في روسيا الاتحادية مهمةَ الإفتاء والتوجيه الشرعي في القضايا التي تمسُّ الإنسان وفكره وضميره وحياته العامة؛ مشددًا على أن الإفتاء ليس مجرد بيان حكم شرعي نظري، بل هو جهدٌ علميٌّ وإنسانيٌّ عميق يستهدف تحقيق مقاصد الشريعة الغرّاء، في الرحمة والعدل وصيانة الكرامة الإنسانية.

وأوضح مفتي موسكو، في كلمته خلالَ جلسة الوفود بالندوة الدولية الثانية للإفتاء، أن المسلمين في روسيا يواجهون قضايا مستجدة تتعلق بالهوية والانفتاح الثقافي والاجتماعي، إضافةً إلى تحديات إنسانية تستدعي فهمًا عميقًا لموازنات الزمان والمكان، مبينًا أن الإدارة الدينية في روسيا تبنت نهجًا مؤسسيًّا يقوم على التشاور الجماعي بين العلماء والمتخصصين، والاستفادة من الاجتهاد الجماعي المعاصر، لضمان أن تكون الفتاوى معبرةً عن روح الإسلام الأصيلة وقادرة في الوقت نفسه على مواكبة الواقع الرُّوسي المتنوع والمعقد.

وأشار إلى أن فتاوى الإدارة الدينية في روسيا في معالجة القضايا الإنسانية تنطلق من قاعدة رفع الحرج وتحقيق المصلحة العامة، بما ينسجم مع مقاصد الشريعة في حفظ النفس والعقل والكرامة، لافتًا إلى أن قضايا الفكر تحظى باهتمام بالغ؛ باعتبار أن الفكرَ هو ميدان الهوية الإسلامية في العصر الحديث؛ حيث يجري توجيه الخطاب الفقهي والفكري نحو بناء وعي شرعي متوازن يحمي الإنسان من الغلو والتطرف من جهة، ومن الذوبان الثقافي من جهة أخرى.

وبيَّن سماحة مفتي موسكو أن الفتوى في العصر الحاضر يجب أن تكون جسرَ تواصلٍ حضاريٍّ، لا أداة صراع فكري؛ مؤكدًا أن موقع المسلمين في روسيا -بوصفهم جزءًا أصيلًا من الأمة الروسية المتعددة الثقافات- يفرض الدفاع عن قيم التعايش وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وفق مبادئ الإسلام التي تدعو إلى السلم والإحسان.

وفي ختام كلمته، دعا مفتي موسكو اللهَ تعالى أن يوفِّق الإدارة الدينية في روسيا الاتحادية، وأن يُعين علماءها على حمل هذه الأمانة العظيمة بالعلم والحكمة والبصيرة، وأن يجعل الجهودَ خالصةً لوجهه الكريم، ناصرةً للحق، وخادمةً للإنسانية.

أكد الشيخ نوريزباي حاج تاغانولي أوتبينوف، مفتي جمهورية كازاخستان، أن الفتوى في الإسلام تمثل حكمًا شرعيًّا بالغ المسؤولية، وليست مجرد رأي عابر، مشيرًا إلى أن التطور السريع في وسائل الاتصال واتساع الفضاء الرقمي أدَّيا إلى تفشِّي أشكال جديدة من الجهل الديني على المستوى العالمي.


شهدت الجلسة الختامية للندوة العلمية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تكريم فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تسعَ شخصيات علمية من المفتين والعلماء ورجال الدين؛ لإسهاماتهم في إثراء المجال الديني والإفتائي.


أكَّد فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، خلال كلمته في ندوة "دَور الدين في بناء الإنسان" بجامعة الريادة للعلوم والتكنولوجيا، أن الدين يمثل الركيزة الصلبة والأساس المتين الذي يقوم عليه تكوين الإنسان وصقل شخصيته السوية؛ فهو لا يقتصر على توجيه السلوك فحسب، بل يمتد ليغذي الوجدان ويهذب النفس ويزرع في الإنسان قيم الرحمة والعدل والتسامح؛ بما يبني شخصية سوية متوازنة وأُسرًا مستقرة ومجتمعًا مستقيمًا.


شهد، اليوم الثلاثاء، فعاليات الجلسة العلمية الخامسة من الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وسط حضور دولي واسع من كبار المفتين وعلماء الشريعة والمتخصصين في الشأن الديني من مختلف دول العالم، وذلك تحت عنوان: "الفتوى والقضية الفلسطينية: بين البيان الشرعي والواجب الإنساني".


أكدت الدكتورة عائشة المناعي، مدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، أن الفتوى في المرحلة الراهنة لم تعد مجرد بيان للحكم الشرعي، بل أصبحت مسؤولية حضارية وأمانة أخلاقية تفرض على المؤسسات الإفتائية ملامسة واقع الناس، فهي قادرة على أن تكون سندًا للفقراء، ودليلًا يهدي في مساحات الجهل، وجسرًا يعبر بالإنسان من الأمية الدينية والرقمية إلى فضاء الوعي والمعرفة.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 16 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :44
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20