20 أغسطس 2025 م

عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي دار الإفتاء في عهد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد تشهد: أكثر من 100 مشاركة محلية ودولية بين المؤتمرات والملتقيات وورش العمل والندوات النوعية

عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي دار الإفتاء في عهد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد تشهد: أكثر من 100 مشاركة محلية ودولية بين المؤتمرات والملتقيات وورش العمل والندوات النوعية

مع انقضاء عام على تولي فضيلة مفتي الجمهورية مهام منصبه، برزت بوضوح ملامح التحول النوعي الذي شهدته دار الإفتاء المصرية؛ فمنذ أن تولى فضيلته، برزت المؤتمرات كأحد أبرز المسارات التي عبَّر من خلالها عن رؤيته المتجددة للخطاب الديني، والدور المحوري الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات المعاصرة، فقد شارك فضيلة المفتي خلال هذا العام في أكثر من 25 مؤتمرًا محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، مثَّل خلالها دار الإفتاء المصرية والموقف الديني الوسطي الذي تتبناه الدولة المصرية، ورسَّخ من خلالها مكانة الدار كمرجعية إفتائية وفكرية مرموقة.

اتسمت مشاركة المفتي في هذه المؤتمرات بالتنوع في الموضوعات والوعي بالتحولات العالمية، حيث تناولت أوراقه البحثية وكلماته المحورية قضايا شديدة الصلة بالعصر، مثل: الذكاء الاصطناعي ومستقبل الفتوى، والإرهاب الإلكتروني، والتحديات الأسرية، وقضايا التغير المناخي من منظور ديني، ودور الفتوى في استقرار المجتمعات، والعلاقات بين الأديان، والتعايش السلمي، إلى جانب ملفات الشأن الإسلامي الداخلي، كقضايا الإلحاد، والانحرافات الفكرية، والتشدد الديني.

فقد شارك فضيلته في مؤتمرات نوعية، أبرزها: مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي بالعاصمة البحرينية المنامة، ومؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، القمة الدينية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ في العاصمة باكو أذربيجان، المؤتمر الدولي للمجتمعات المتماسكة بسنغافورة، ومؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في الدوحة، ومؤتمر "الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة" بجمهورية أوزبكستان، ومؤتمر "المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك" بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، و مؤتمر "تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص"، المنعقد في العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

ومحليًّا، عكست الفعاليات حضورًا متميزًا للمفتي أيضًا، حيث حرص على التفاعل المباشر مع الجمهور والباحثين وطلاب العلم، مقدمًا خطابًا رشيدًا يراعي الواقع ويستند إلى أصول العلم، وقد تنوَّعت هذه الفعاليات بين مؤتمرات وندوات علمية موسَّعة، وملتقيات فكرية، ولقاءات مجتمعية، كان الهدف منها توسيع دائرة الوعي الشرعي الرشيد وربط الفتوى باحتياجات الناس اليومية.

ومن حيث الأثر، فإن هذه المؤتمرات لم تكن فقط منصات نقاش، بل خرجت بتوصيات عملية، منها: إنشاء رابطة عالمية مستقلة تضم المؤسسات العاملة في مجال التقريب بين المذاهب، بهدف دعم التفاهم المشترك، وتعزيز قيم المواطنة، وتعزيز العمل الإنساني المشترك بين الطوائف الإسلامية، وخاصة في مجالات الإغاثة، والتعليم، ومحاربة الفقر والجهل، لصرف الجهود نحو القضايا الإنسانية الجامعة بدلًا من الخلافات الفكرية والمذهبية.

ولم يقتصر دور فضيلته على الحضور الفاعل في المحافل الدولية، بل امتد ليشمل تنظيم ندوات متخصصة تحمل رؤية استراتيجية؛ حيث عقدت الدار ندوتين رفيعتي المستوى تجسدان توجه المفتي نحو تجديد الخطاب الديني وربط الفتوى بالقضايا الكبرى التي تمس وعي المجتمع واستقراره، جاءت الندوة الأولى بعنوان "الفتوى وبناء الإنسان" تزامنًا مع المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما حملت الثانية عنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، وهي أول ندوة دولية تنظمها الدار، ركزت على حماية العقول من الانحراف عبر التعاون المؤسسي وضبط الخطاب الديني لمواجهة العنف والأفكار الهدامة.

كما ألقى فضيلة المفتي محاضرات في أكثر من 30 ندوة توعوية تناولت قضايا فكرية ومجتمعية متعددة، وقد خُصص جانب مهم منها لموضوع مكافحة الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع، حيث قدَّم فضيلته محاضرات في جامعات سوهاج والإسكندرية وحلوان، وكذلك في مدارس التربية والتعليم بعدد من المحافظات مثل سوهاج والدقهلية وشمال سيناء؛ سعيًا لترسيخ وعي الطلاب والشباب بمخاطر الشائعات وانعكاساتها على استقرار المجتمع.

كما تناولت مجموعة أخرى من الندوات قضية بناء الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية، حيث حاضر فضيلته في جامعات القاهرة، طنطا، المنصورة، أسيوط، والسادات، إضافة إلى ندوات بمدارس كفر الشيخ ومطروح، مؤكدًا أن بناء الوعي الرشيد هو أساس بناء الأوطان.

وفي محور آخر، جاءت ندوات القيم الإسلامية والرد على الشبهات، ومنها ندوة «مواجهة الشبهات الإلحادية» بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، و«العلاقة بين العلم والدين» بجامعة الزقازيق، و«إحياء القيم الإسلامية» بجامعة الصالحية الجديدة، إلى جانب محاضرات بالجامعة المصرية الروسية وجامعة قناة السويس وجامعة العريش حول دور الأخلاق والدين في حياة المجتمعات.

وقد ركزت هذه الندوات والمحاضرات على مواجهة الأفكار المغلوطة وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة، مع إبراز سماحة الشريعة الإسلامية ودورها في تحقيق الاستقرار المجتمعي، إلى جانب ترسيخ الفهم الوسطي المعتدل للدين، وتوضيح العلاقة الوثيقة بين العقيدة والسلوك في حياة الفرد، وبذلك أسهمت هذه الجهود في تقديم نموذج عملي لدور الإفتاء في بناء الوعي وصناعة جيل جديد قادر على التفاعل الإيجابي مع قضايا وطنه وعصره.

وحرص فضيلة المفتي الدكتور نظير عياد في عامه الأول على أن يكون لدار الإفتاء حضور فاعل ومؤثر في الفعاليات الثقافية الكبرى، وفي مقدمتها معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث نظمت الدار وشاركت في أكثر من 20 ندوة فكرية ونقاشية عُقدت على هامش جناحها في الدورة الـ 56 للمعرض.

وقد جاءت هذه المشاركات في إطار استراتيجية متكاملة لتعزيز الوعي الديني الوسطي، والتفاعل المباشر مع قضايا المجتمع، وطرح الفتوى كأداة لحماية العقل ومواجهة الانحراف والتطرف. وتنوعت موضوعات الندوات بين قضايا الزواج والطلاق، والدراما والإعلام، والمصريين في الخارج، وحقوق ذوي الهمم، والفتوى في العصر الرقمي، ومخاطر المقامرة الإلكترونية، وغيرها من القضايا التي تهم الشارع المصري.

كما تميز جناح دار الإفتاء لهذا العام باختيار شخصية علمية بارزة هي الشيخ محمد بخيت المطيعي، تكريمًا لعطائه في ترسيخ الفتوى الوسطية، إلى جانب عرض إصدارات جديدة ومتميزة تواكب قضايا العصر، منها كتب حول العقل المسلم وزكاة كسب العمل وتاريخ أصول الفقه، وسلاسل علمية تستهدف فئات الشباب والأسرة والمرأة.

وفي إطار جهوده لترسيخ الفتوى الواعية والتفاعل العملي مع قضايا المجتمع، شارك فضيلة مفتي الجمهورية في أكثر من خمس ورش عمل متخصصة، نظم بعضها بالشراكة مع مؤسسات علمية وبحثية كبرى، وقد مثَّلت هذه الورش تجسيدًا لرؤية فضيلته نحو ضرورة تكامل التخصصات الشرعية والاجتماعية في معالجة الظواهر المعاصرة.

وكان من أبرزها ورشة "العنف الأسري في مصر.. رؤية تكاملية بين الإفتاء والعلوم الاجتماعية والجنائية"، التي نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، وقد ألقى فضيلة المفتي خلالها كلمة مؤثرة أكد فيها أن العنف الأسري لم يعد ظاهرة هامشية، بل بات ناقوس خطر حقيقي يهدد تماسك الأسرة والمجتمع، وقد لاقت الورشة حضورًا نوعيًّا وتفاعلًا لافتًا، وعبَّرت عن روح المرحلة الجديدة التي تقودها دار الإفتاء في الجمع بين الأصالة والتخصص، والدين والعلم.

وعلى صعيد تجسير العلاقات وتعزيز الشراكة والتعاون الدولي، وخلال عامه الأول مفتيًا لدار الإفتاء المصرية، استقبل فضيلة مفتي الجمهورية ما يقرب من 80 وفدًا محليًّا ودوليًّا وذلك من عدة دول بينها إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة ونيجيريا وليبيا وجيبوتي وفلسطين، إلى جانب مؤسسات دولية وأكاديمية، وعقد حوالي 96 لقاء مع مفتين ودبلوماسيين ورجال دين وخبراء متخصصين في مجالات متنوعة داخل مصر وخارجها؛ لبحث سبل التعاون في مجالات تدريب الكوادر الإفتائية، وتطوير الدراسات الإسلامية، ودعم الفتوى الوسطية، والتعاون في القضايا المجتمعية والإنسانية، بما يعكس الدور العالمي المتنامي لدار الإفتاء المصرية كمظلة للحوار الديني والتعاون الدولي.

وهكذا، يختتم العام الأول لفضيلة مفتي الجمهورية وقد رسَّخ مكانة دار الإفتاء المصرية كمنارة عالمية للحوار الديني والتعاون الدولي؛ فمن خلال استقبال عشرات الوفود من مختلف الدول، وعقد عشرات اللقاءات مع قيادات دينية وأكاديمية ودبلوماسية، تجلَّت صورة الدار كجسر للتواصل وبناء الشراكات، وكمظلة جامعة تدعم الفتوى الوسطية وتخدم القضايا الإنسانية والمجتمعية، بما يبرهن على رسالتها الحضارية في خدمة الدين والوطن والإنسانية جمعاء.

وقد أولى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد اهتمامًا خاصًّا بتنظيم الجلسات العلمية والبرامج التدريبية بوصفها أدوات فاعلة لربط البحث العلمي بالواقع العملي وتعزيز التكامل بين العلم والدين لخدمة المجتمع، حيث ترأس 3 جلسات علمية وحوارية جمعت بين علماء الشريعة والمتخصصين في مجالات متعددة، أبرزها مناقشة أحكام مريض ألزهايمر، واستعراض استراتيجية دار الإفتاء، وإطلاق حملة وطنية لبناء وعي الشباب.

كما أطلقت دار الإفتاء خلال العام ما يزيد على 10 برامج ودورات تدريبية، استفاد منها مئات المشاركين من عدة دول من بينها ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، وعدد من الدول الإفريقية والعربية. وتنوعت هذه البرامج بين التدريب على منهجية بناء الفتوى، ومكافحة الفكر المتطرف، والتأهيل الفقهي، بالإضافة إلى برامج متخصصة لمقدمي الرعاية للمراهقين وأعضاء لجان الفتوى.

وبذلك، تواصل دار الإفتاء المصرية تحت قيادة فضيلة المفتي رسم ملامح مرحلة جديدة من الحضور الفاعل والتأثير الإيجابي، بما يعزز مكانتها محليًّا ودوليًّا، ويؤكد دورها الرائد في خدمة الدين والوطن ومواكبة متطلبات العصر.

استقبل فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الاثنين، السفير سوريش ك. ريدي، سفير جمهورية الهند بالقاهرة، بمقر دار الإفتاء المصرية، لبحث آفاق التعاون في الشأن الديني ومواجهة الفكر المتطرف.


الْتقى الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بفضيلة الدكتور "الحاج ديني بن الحاج عبده"، مساعد مفتي سلطنة بروناي، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر الإفتاء العاشر المنعقد تحت عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".


أكد السيد ميجيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات والمبعوث الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا، في كلمته أمام المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، المنعقد تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، أن قضية المؤتمر تمسّ الواقع العالمي وتواكب التحديات المعاصرة، مشددًا على أن دور العلماء والمفتين في مواجهة التطرف العنيف وخطاب الكراهية أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.


عبر فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن خالص شكره وعظيم تقديره إلى جميع العاملين بدار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وأعضاء اللجنة التنظيمية العليا، واللجان الفرعية، وكل منسوبي دار الإفتاء، وذلك في ختام فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي عُقد تحت عنوان«صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي» بمشاركة واسعة من كبار العلماء والوزراء والمفتين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم.


أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن تمكين الشباب بالعلم والمعرفة هو السبيل الأقوم لصناعة المستقبل، وبناء الأوطان القادرة على مواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق الغد؛ وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب، الذي يوافق الخامس عشر من يوليو من كل عام.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 21 أغسطس 2025 م
الفجر
4 :53
الشروق
6 :26
الظهر
12 : 58
العصر
4:34
المغرب
7 : 30
العشاء
8 :52