الإمام تاج الدين السبكي

الإمام تاج الدين السبكي

اسمه ونسبه:
هو الإمام قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين أبي الحسن علي بن زين الدين عبد الكافي بن ضياء الدين علي بن تمام بن يوسف بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم السبكي الشافعي الأنصاري الخزرجي، ونسبته إلى سبك الأحد قرية من أعمال المنوفية بمصر وكانت تسمى بـ «سبك العبيد وبسبك العويضات» ولد سنة سبع وعشرين وقيل ثمانية وعشرين وقيل تسعة وعشرين وسبعمائة بالقاهرة (727 أو 728 أو 729هـ).

نشأته ومكانته العلمية:
نشأ الإمام تاج الدين في أسرة عرفت بالعلم والمعرفة، فأبوه هو الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي (ت: 756هـ) الفقيه الأصولي صاحب التصانيف المفيدة في فنون عديدة، وجده زين الدين عبد الكافي (ت: 735هـ)، وأخوه الأكبر بهاء الدين أحمد بن علي (ت: 773هـ)، وأخوه الآخر جمال الدين الحسين بن علي (ت: 755هـ) وكلهم من العلماء الأكابر، فنشأ تاج الدين رحمه الله تعالى في بيئة علمية، سمع بمصر من جماعة ثم قدم دمشق مع والده وقرأ على الحافظ المزي ولازم الذهبي وتخرج به وطلب بنفسه وأجازه ابن النقيب بالإفتاء والتدريس وهو ابن ثمان عشرة سنة واشتغل بالقضاء وولي الخطابة ثم عزل وحَصَل له فتنة شديدة وسجن بالقلعة نحو ثمانين يومًا، وجرى عليه من المحن والشدائد ما لم يجر على قاض قبله وحصل له من المناصب ما لم يحصل لأحد قبله، وحصَّل فنونًا من العلم في الفقه والأصول وكان ماهرًا فيه والحديث وبرع فيه، وشارك في العربية وكان له يد في النظم والنثر، جيد البديهة، انتهت إليه رئاسة القضاء والمناصب بالشام. ونزل له الذهبي عن مشيخة دار الحديث الظاهرية قبل وفاته. وقد اشتغل الإمام تاج الدين -رحمه الله- بالتدريس في كثير من مدارس دمشق وغيرها، فقد درس في العزيزية، والعادلية الكبرى، والغزالية، والعذراوية، والناصرية، والأمينية، ومشيخة دار الحديث الأشرفية، والشيخونية والتقوية وغيرها. وتولى القضاء عدة مرات، وتولى الخطابة في الجامع الأموي بدمشق.

وكان -رحمه الله- ذا بلاغة وطلاقة لسان وجراءة جنان، وذكاء مفرط وذهن وقاد، واسع الاطلاع، حسن النظم والنثر، وكان جوادًا كريمًا مهيبًا، صبورًا على الشدائد يدل على ذلك صبره على ما ناله بسبب توليه القضاء من شدائد.

شيوخه:
أخذ الشيخ عن جماعة من العلماء الفحول منهم:
1- والده الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي (683-756هـ). من كبار أئمة الشافعية في عصره؛ وقد كان الإمام تاج الدين شديد الاعتداد بوالده وآرائه؛ حتى كان يَعُدُّهُ من مجتهدي المذهب الشافعيِّ، ويضعه في مصافِّ الرافعيِّ والنوويِّ.
2- الإمام العلامة المؤرخ، المحدث الحافظ المقرئ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الذهبي الشافعي (673-748هـ)، يقول عنه: «محدث العصر، إمام الوجود حفظًا، وذهب العصر معنى ولفظًا، وشيخ الجرح والتعديل ورجل الرجال في كل سبيل كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها» ومع أن الإمام الذهبي شيخه إلا أنه في ترجمته له في العبر يقول: «وسئل سيدنا قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكي -فسح الله في مدته- في العود إلى قضاء الشام على عادته فلم يجب، حتى روجع في ذلك مرات، فعاد بحمد الله تعالى إلى دمشق قاضيًا على عادته، ودخلها بكرة يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر فقرت برؤية وجهه العيون، وسُرَّ بقدومه الناس أجمعون. وكان يوم دخوله إلى دمشق كالعيد لأهلها، وقد كان أيده الله تعالى في مدة إقامته بمصر على حال شهيرةٍ من التعظيم والتبجيل، يعتقده الخاص والعام، ويتبرك بمجالسته ذوو السيوف والأقلام، ويزدحم طلبة فنون العلم على أبوابه، وتمسح العامة وجوهها بأهداب أثوابه، ويقتدي المتنسكون بما يرونه من آدابه. فالله يمتع ببقائه أهل المصرين، ويجمع له ولمواليه خير الدارين بمحمد وآله».
3- الإمام الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن علي المزي الشافعي، المتوفى عام (742هـ) قال عنه الإمام تاج الدين: «شيخنا وأستاذنا وقدوتنا، حافظ الزمان حامل راية السنة والجماعة والقائم بأعباء هذه الصناعة، إمام الحفاظ كلمة لا يجحدونها، وشهادة على أنفسهم يؤدونها، واحد عصره بالإجماع وشيخ زمانه الذي تصغي لما يقوله الأسماع».
4- الشيخ الإمام أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الغرناطي الأندلسي (654-745هـ).
5- الشيخ شمس الدين بن النقيب (ت: 745هـ) قرأ عليه بالشام بالمدرسة الشامية وأجازه بالإفتاء والتدريس وهو ابن ثمان عشرة سنة.
6- الشيخ نجم الدين القحفازي كان يقرأ عليه بجامع تنكز.
7- الشيخ أبي العباس الأندرشيكان كان يقرأ عليه بالجامع الأموي.
8- الشيخ المسند أحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي الحسن البعلبكي الحنبلي الصوفي (ت: 777هـ) قرأ عليه الصحيح.
9- الشيخ المقرئ ناصر الدين نصر الله بن أبي بكر بن نصر الله (ت: 776هـ) أخذ عنه القراءات.
10- زينب بنت الكمال المزي (ت: 749هـ).
11- أجاز له ابن الشحنة ويونس الدبوسي.
12- سمع على عبد المحسن بن أحمد بن محمد الصابوني (ت: 736هـ) وابن سيد الناس.
13- صالح بن المختار (ت: 738هـ) وعبد القادر بن المملوك.

آثاره العلمية:
صنف التاج السبكي -رحمه الله- مصنفات كثيرة تدل على براعته وتقدمه في جل العلوم الإسلامية وبيان تلك المصنفات كالتالي: 

أولا: مؤلفاته في علم الكلام:
1- نونية في العقائد.
2- قواعد الدين وعمدة الموحدين.
3- رفع الحوبة في وضع التوبة.
4- تشحيذ الأذهان على قدر الإمكان في الردِّ على البيضاوي.
5- السيف المشهور في شرح عقيدة أبي منصور. (أي الماتريدي).

ثانيًا: مؤلفاته في الفقه:
6- التوشيح على التنبيه والمنهاج والتصحيح.
7- ترشيح التوشيح وترجيح التصحيح في اختيارات والده الفقهية.
8- أرجوزة في الفقه.
9- أوضح المسالك في المناسك.
10- تبيين الأحكام في تحليل الحائض.
11- رفع المشاجرة في بيع العين المستأجرة.
12- رفع الحوبة في وضع التوبة.
13- الأشباه والنظائر في الفروع الفقهية الشافعية: وهذا الكتاب من أوائل وأفضل ما صنف في فني القواعد الفقهية والأشباه والنظائر مع تحقيقات وتدقيقات حتى إن من جاء بعده ممن صنف في الأشباه والنظائر عيال على كتابه هذا. 

ثالثًا: مؤلفاته الحديثية:
14- تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للغزالي.
15- قاعدة في الجرح والتعديل وقاعدة في المؤرخين. طبع بتحقيق الدكتور عبد الفتاح أبو غدة -رحمه الله.
16- جزء على حديث ((المتبايعان بالخيار)).
17- جزء في الطاعون.
18- أحاديث رفع اليدين.
19- كتاب الأربعين.

رابعًا: مؤلفاته في التاريخ والطبقات:
20- طبقات الشافعية الكبرى. كتب الصفدي عليها: «وقف المملوك على هذه الورقات. وصعد في معارج التأمل إلى هذه الطبقات، وباشر نظرها وعلم ما لفوائدها في كل وقت من النفقات فرأى أوراقها المثمرة وغصونها المزهرة، وراقت له ليالي سطورها التي هي بالمعاني مقمرة. وشهد برق فضائلها اللهاب وعلم من جمعها أن لكل مذهب عبد الوهاب: 

لقد أحيا الذين تضمنتهم وأجلسهم على سرر السرور
فأصحاب التراجم في طباق أطلوا من شبابيك السطور

فما هي طبقات لكن بروج كواكب وما هي سطور مواكب، لقد أعجبتني همة من حررها، وأسس قواعدها وقررها، وحصل بهذا الولد النجيب الياس من فضل القاضي إياس. وقد تقدم في شبابه على كهول أصحابه، فهذا أصغر سنًا وأكبر مَنًّا. وقد شهد له العقل والنقل بأنه فتي السن، كَهْل العلم والحلم والعقل، والله يمتع الزمان بفوائده، ويرقيه في الدين والدنيا إلى درجات والده بمنه وكرمه» وقد طبع الكتاب بتحقيق الدكتورين الجليلين عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي بمطبعة عيسى البابي الحلبي ثم بدار هجر.
21- طبقات الشافعية الوسطى. (مخطوط).
22- طبقات الشافعية الصغرى. (مخطوط).
23- مناقب الشيخ أبي بكر بن قوام. (مخطوط).
24- طبقات الأبدال. وهو ما زال مخطوطًا ومنه نسخة محفوظة بمكتبة تشستربتي وعليها تعليقات بخط الإمام تاج الدين نفسه.

خامسًا: مؤلفات متنوعة:
25- الدلالة على عموم الرسالة (كتبه جوابًا على سؤال من أهل طرابلس).
26- الألغاز.
27- جواب حلب (جواب على أسئلة للأذرعي).
28- معيد النِّعَم ومبيد النِّقم. وهو كتاب يشتمل على فوائد جمة ومصطلحات مهمة، وقد طبع بتحقيق الشيخ محمد علي النجار والشيخ محمد أبو العيون بدار الكتاب العربي بمصر.
29- أرجوزة في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته.
30- ترجيح لصحيح الخلاف.

سادسًا: المؤلفات في أصول الفقه:
31- تكملة الإبهاج في شرح المنهاج. كان قد ابتدأه والده الإمام تقي الدين وانتهى فيه إلى مبحث «مقدمة الواجب»، ثم أتمه الإمام تاج الدين، حيث انتهى منه سنة 752هـ أي قبل وفاة والده بحوالي أربع سنوات، وقد طبع الإبهاج كاملا عدة طبعات.
32- رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب. شرح ماتع على مختصر ابن الحاجب الأصولي استمر فيه من أول سنة 758هـ إلى ربيع الآخر سنة 759هـ وقد حقق الكتاب في عدة رسائل جامعية بجامعة الأزهر.
33- منع الموانع عن جمع الجوامع. شرح به ما استغلق واستبهم من مشكلات جمع الجوامع، طبع محققًا بدار البشائر الإسلامية سنة 1420هـ.
34- التعليقة في أصول الفقه.
35- جمع الجوامع. مختصر فريد ماتع فرغ من تأليفه سنة 760هـ بدمشق، وضعه المصنف في أصول الفقه فجاء غريبًا في صنعه، بديعًا في فنه، عبارته شديدة الإيجاز ولفظه يحكي الإعجاز، وقد أودعه المصنف زبدة ما في شرحيه على المختصر والمنهاج مع زيادات كثيرة، فدار على ألسنة الناس منذ زمان مؤلفه وصار في كل محفل كمضغة تلوكها الأشداق، وتتردد تردد الأنفاس، وبلغ في الاعتماد والاعتداد شهرة عظيمة حتى ذكر الشيخ العطار في حاشيته على شرحه أن كثيرًا من علماء زمانه كانوا إذا وردت عليهم مسألة أصولية ليست في جمع الجوامع يقولون: هذه مسألة لا أصل لها. وقد اعتنى به العلماء عناية فائقة بلغت الغاية حتى كان من أسعد الكتب قراءةً وإقراءً وشرحًا وتحشية ونظمًا، فكان من أكثر الكتب شروحًا وحواش وتعليقات، وسنحاول أن نضع مسردًا لأهم ما ألف على جمع الجوامع شرحًا أو تحشية أو نظمًا أو اختصارًا:

أولا: شروح جمع الجوامع وحواشيها:
1- منع الموانع عن جمع الجوامع. لابن السبكي نفسه، في دفع الاعتراضات الموجهة إلى المتن.
2- اللوامع في شرح جمع الجوامع. لعمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي الهندي (ت: 773هـ).
3- تشنيف المسامع بجمع الجوامع. للإمام بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي (ت: 794هـ) من أوسع شروحه وأفضلها. طبع محققًا في أربعة مجلدات بمؤسسة قرطبة.
4- شرح جمع الجوامع. لبهرام بن عبد الله بن عبد العزيز الدميري (ت: 805 هـ) حقق في عدة رسائل جامعية في مصر والسعودية.
5- تشنيف المسامع شرح جمع الجوامع. لشمس الدين محمد بن محمد الغزي الأسدي (808هـ).
6- شرح عقيدة جمع الجوامع. لمحمد بن محمد خضر الأسدي الغزي (ت: 808هـ).
7- البروق اللوامع فيما أورد على جمع الجوامع. لشمس الدين الغزي السابق ذكره.
8- النجم اللامع شرح جمع الجوامع. لعز الدين محمد بن أبي بكر بن
عبد العزيز بن جماعة الكناني (ت: 819هـ).
9- شرح جمع الجوامع. لشهاب الدين أحمد بن عبد الله الغزي العامري الشافعي (ت: 822هـ).
10- الغيث الهامع شرح جمع الجوامع. لأبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (ت: 826هـ) وهو اختصار لشرح شيخه الزركشي «تشنيف المسامع»، وقد طبع الكتاب محققًا في ثلاثة أجزاء بمكتبة قرطبة سنة 1420هـ.
11- لمع اللوامع في توضيح جمع الجوامع. لشهاب الدين أحمد بن الحسين بن رسلان الرملي (ت: 844هـ).
12- شرح جمع الجوامع. لبرهان الدين إبراهيم بن محمد القباقبي المقدسي (ت: 850 هـ).
13- البرق اللامع في ضبط ألفاظ جمع الجوامع. لأبي الطيب محب الدين محمد بن علي بن أحمد المحلي (ت: 855هـ).
14- الإيجاز اللامع على جمع الجوامع. لعلي بن يوسف بن أحمد الغذولي الشافعي (ت: 860هـ).
15- البدر الطالع في شرح جمع الجوامع. لجلال الدين محمد بن أحمد بن محمد المحلي (ت: 864هـ) وهو من أجود الشروح وسط بين الإيجاز والإطناب، في غاية التحرير والتدقيق وعليه حواش كثيرة، وقد قرئ ودرس بالأزهر عقود طويلة، ومن الحواشي عليه:
16- حاشية الشيخ بدر الدين محمد بن محمد بن خطيب الفخرية تلميذ الشارح (ت: 893هـ).
17- حاشية شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (ت: 910هـ).
18- حاشية الشيخ محمد بن داود البازلي الحموي (ت: 925هـ).
19- حاشية الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله محمد المالكي اللقاني (ت: 954هـ).
20- حاشية قطب الدين عيسى الصفوي الإيجي (ت: 955هـ).
21- حاشية العلامة الشيخ حسن العطار. وهي مطبوعة في مجلدين بمطبعة بولاق.
22- حاشية العلامة عبد الرحمن بن جاد الله البناني (ت: 1198هـ) طبع في مجلدين بمطبعة بولاق سنة 1285هـ ثم بها سنة 1297هـ، ثم عام 1309هـ ومعه تقريرات للعلامة عبد الرحمن الشربيني.

ومن شروح جمع الجوامع أيضًا:
23- شرح جمع الجوامع. لأبي الحسن برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي (ت: 885 هـ).
24- شرح جمع الجوامع. لمحمد بن خليل بن يوسف المقدسي (ت: 888 هـ).
25- شرح جمع الجوامع. لشهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الطوفي (ت: 893 هـ).
26- الدرر اللوامع شرح جمع الجوامع. لشهاب الدين أحمد بن إسماعيل الكوراني القاهري الرومي (ت: 893هـ) انتقد فيه جملة مسائل على المصنف وغالبها فيه تعسف. وقد حقق في رسالة علمية.
27- الضياء اللامع في شرح جمع الجوامع. للشيخ حلولو المغربي أحمد بن
عبد الرحمن الزليطني القروي المالكي (898هـ) وقد طبع محققًا بمكتبة الرشد بالرياض.
28- البدر الطالع في حل ألفاظ جمع الجوامع. للشيخ حلولو المغربي السابق ذكره. وهو شرح أكبر من سابقه.
29- شرح جمع الجوامع. لأبي حامد محمد بن خليل بن يوسف البلبيسي الرملي (ت: 898هـ).
30- النجم اللامع شرح جمع الجوامع. لنجم الدين أبي البقاء محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني (ت: 901هـ).
31- شرح جمع الجوامع. لعلاء الدين علي بن يوسف بن علي البصروي العاتكي (ت: 905هـ).
32- الثمار اليوانع على جمع الجوامع. لخالد بن عبد الله بن أبي بكر الأزهري الجرجاوي (ت: 905 هـ)، حقق في عدة رسائل علمية.
33- الدرر اللوامع في تحرير جمع الجوامع. للعلامة كمال الدين محمد بن محمد بن أبي شريف المقدسي (ت: 906هـ) تبع فيه الكوراني في كثير مما أورده على المصنف من اعتراضات. وقد طبع طباعة حجرية بفاس بالمغرب سنة (1312هـ) ثم حقق في عدة رسائل علمية.
34- شرح جمع الجوامع. لعبد البر بن محمد بن الشحنة الحلبي الحنفي (ت: 921هـ).
35- شرح جمع الجوامع. لتقي الدين أبي بكر محمد بن أبي اللطف المقدسي (ت: 960هـ).
36- شرح جمع الجوامع. لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني (ت: 973 هـ).
37- الآيات البينات على اندفاع أو فساد ما وقفت عليه مما أورد على جمع الجوامع وشرحه. لأحمد بن قاسم العبادي الشافعي (ت: 994 هـ) من أوسع الشروح جمع من التحقيق والتدقيق وكثرة الأبحاث والانتصار للمصنف وشارحه المحلي ما يقصر عنه الإمكان.
38- البدور اللوامع من خدور جمع الجوامع. لبرهان الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني (ت: 1041هـ) لم يكمله.
39- البدور اللوامع في شرح جمع الجوامع. لأبي المواهب حسن بن مسعود اليوسي المالكي المغربي (1102هـ) لم يكمله. وقد طبع محققًا بجامعة الحسن الثاني بالمغرب.
40- الدرر اللوامع في تحرير جمع الجوامع. لمحمد بن الأمير (ت: 1232هـ).
41- البدر الطالع في حل ألفاظ جمع الجوامع: لعبد الرحمن بن محمد الشربيني (ت: 1326هـ).
42- الترياق النافع بإيضاح وتكميل مسائل جمع الجوامع. لأبي بكر
عبد الرحمن بن محمد با علوي الحسيني (ت: 1341هـ)، طبع في مجلدين بمطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن بالهند سنة (1317هـ).
43- البدر الساطع على جمع الجوامع. للعلامة محمد بخيت المطيعي الحنفي (ت: 1354هـ) ولم يكمله، وقد طبع بمطبعة التمدن بمصر سنة 1322هـ في مجلد.
44- شرح جمع الجوامع. لإبراهيم التاولي.
45- تفهيم السامع شرح جمع الجوامع. لشهاب الدين أحمد بن محمد السفيري الحلبي.
46- زوال المانع عن شرح جمع الجوامع. لمحمد بن عمار بن محمد.
47- الأصل الجامع لإيضاح الدرر المنظومة في سلك جمع الجوامع. للشيخ العلامة سيدي حسن بن الحاج عمر بن عبد الله السيناوني، المدرس بجامع الزيتونة، كتبه في الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة 1347هـ، الموافق للأول من يناير سنة 1928م، بإجازة العلماء: أحمد بيرم، والعلامة محمد الطاهر بن عاشور، والشيخ محمد رضوان، والشيخ محمد المالكي، طبع بمطبعة النهضة، تونس.
48- نكت على جمع الجوامع. لعز الدين الكناني الشافعي (819 هـ).
49- النكت على جمع الجوامع. للحافظ ابن حجر العسقلاني (852 هـ).
50- النكت اللوامع على المختصر والمنهاج وجمع الجوامع. لجلال الدين
عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911هـ).
51- حاشية على جمع الجوامع. لعبد الوهاب بن عبد القادر النائب (1345هـ).
52- تقرير على جمع الجوامع. للشيخ محمد الأمبابي، من شيوخ الأزهر السابقين.
53- شرح جمع الجوامع. لتقي الدين محمد بن أبي اللطف الحصكفي المقدسي الشافعي (ت: 960هـ).
54- حاشية على جمع الجوامع. للعلامة محمد بن عبادة بن بري المالكي، المعروف بالعدوي (ت: 1193هـ).
55- الكلم الجوامع في بيان مسألة الأصولي من جمع الجوامع. إسماعيل بن غنيم الجوهري (ت: 1165هـ).
56- شرح خطبة جمع الجوامع. لمحمد بن قاسم بن محمد (ت: 1182هـ).
57- حاشية الصبان على مقدمة جمع الجوامع. لأبي العرفان محمد بن علي الصبان (ت: 1206هـ).
58- تقييدات على مسألة الأصولي في جمع الجوامع. لعبد الله بن حجازي إبراهيم (ت: 1227هـ).
59- حاشية على شرح جمع الجوامع. لشهاب الدين عميرة البرلسي الشافعي.
60- حاشية على شرح جمع الجوامع. لعلي بن حمد النجاري الشعراني الشافعي فرغ منها سنة 970هـ.
61- تعليق على شرح جمع الجوامع للسبكي في أصول الفقه. للشيخ عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن فيروز، ولد سنة 1172هـ وتوفي سنة 1205هـ بالإحساء.
62- حاشية على جمع الجوامع. للشيخ نجم الدين أبو عبد الله حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس العشاري البغدادي الشافعي.
63- شرح جمع الجوامع. لإبراهيم بن محمد بن خليل بن أبي بكر القباقبي، برهان الدين الحلبي الشافعي، المتوفى بعد سنة 901 هـ.
64- حاشية على جمع الجوامع. للشيخ حسن بن علي بن أحمد بن
عبد الله المنطاوي الأزهري الشافعي الشهير بالمدابغي (ت: 1170هـ).

ثانيًا: نظم جمع الجوامع:
65- نظم جمع الجوامع. لشهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الطوخي (ت: 893هـ).
66- الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع. للإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت: 911هـ). وله عدة شروح منها:
67- شرح الناظم نفسه وقد سماه «شرح الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع» وقد طبع بمكتبة قرطبة بالقاهرة سنة 1420هـ كما حقق في رسالة علمية.
68- البدر الطالع شرح الكوكب الساطع. لمحمد بن محمد بن علي البطاوري المكي (ت: 1355هـ).
ومن نظمه أيضًا:
69- الدرر اللوامع في نظم جمع الجوامع. لعبد الله بن أحمد باكثير الحضرمي (ت: 925هـ).
70- لمع اللوامع في نظم جمع الجوامع للشيخ نور الدين علي بن محمد عيسى الأشموني الشافعي (838-929هـ تقريبًا)، طبع بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1332هـ باسم البدر اللامع في نظم جمع الجوامع، وقد شرح هذا النظم الناظم نفسه وسماه «همع الهوامع في شرح لمع اللوامع»، كما شرحه الشيخ محمد محفوظ بن عبد الله الترمسي (ت: 1338هـ) وسماه: إسعاف المطالع بشرح البدر اللامع نظم جمع الجوامع. وحقق في رسائل علمية.
71- الدرر اللوامع في نظم جمع الجوامع. لرضي الدين محمد الغزي (ت: 935هـ) وقد شرحه ولده بدر الدين الغزي وسماه «العقد الجامع شرح الدرر اللوامع».
72- نظم جمع الجوامع. للمختار بن بونة الشنقيطي (ت: 1230هـ).
73- الجواهر اللوامع في نظم جمع الجوامع. لمولانا عبد الحفيظ سلطان المغرب الأقصى، طبع بالمطبعة المولوية بفاس سنة 1337هـ. وشرحه عباس إبراهيم التعارجي (ت: 1378هـ).

ثالثًا: مختصرات جمع الجوامع:
74- مختصر جمع الجوامع. لمحمد بن عمر بن هبة الله النصيبي الشافعي (916هـ).
75- لب الأصول مختصر جمع الجوامع. لشيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري، (ت: 926هـ).

تلاميذه:
درس الإمام تاج الدين في كثير من المدارس العلمية الكبيرة التي كانت قائمة في دمشق وغيرها، فتخرج على يديه جمع من الفضلاء والعلماء نذكر ممن نبغ منهم:
1- الإمام الشهير قاضي القضاة مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عمر بن أَبِي بكر بن محمود بن إدريس بن فضل الله بن الشيخ أَبِي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي اللغوي (729-817هـ).
2- الشيخ عز الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز الحموي الشافعي المعروف بابن جماعة (ت: 819هـ) وقد ألف كتاب «النجم اللامع شرح جمع الجوامع».
3- الشيخ أبو موسى محمد بن محمود بن إسحاق بن أحمد الحلبي ثم المقدسي (ت: 776هـ) كان حنفيًّا فتحول شافعيًّا بعنايته ورعايته.
4- الشيخ علاء الدين حجي بن موسى بن أحمد بن سعد الحسباني الشافعي (721- 782هـ) أخذ عنه الفقه وشهد له بالتقدم فيه.
5- عمران بن إدريس بن معمر الجلجولي ثم الدمشقي الشافعي (734-803هـ) لازمه وقرأ عليه.
6- الشيخ شرف الدين عبد المنعم بن سليمان بن داود الشيخ البغدادي الحنبلي (ت: 807هـ) صحبه وقرأ عليه.
7- القاضي شهاب الدين أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن المقدسي الناصري الباعوني (751-816هـ) عرض عليه محفوظاته وأخذ عنه وانتفع به.
8- الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد عرندة المحلي الوجيزي الناسخ (742- 818هـ) لازمه لما قدم القاهرة.
9- الشيخ شرف الدين عيسى بن عثمان بن عيسى الغزي (ت: 799هـ) لازمه وأخذ عنه.
10- ناصر الدين أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد أبي حامد بن أبي المكارم عبد المنعم بن أبي العشائر السلمي الحلبي الخطيب (742-789هـ) قرأ عليه الأصول.
11- الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن خضر الغزي القرشي الأسدي الزبيري (ت: 808هـ) وقد ألف كتاب «البروق اللوامع فيما أورد على جمع الجوامع».
12- الشيخ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن الحسن بن محمد الحموي الشافعي المعروف بابن خطيب الناصرية (ت: 809هـ).
13- الشيخ علي بن سند بن علي بن سليمان الأنباري الشافعي النحوي (ت: 814هـ).

وفاة الإمام تاج الدين بن السبكي:
وبعد حياة حافلة بالعطاء في التدريس والقضاء والإفتاء، أصيب الإمام التاج السبكي بالطاعون ليلة السبت، ثم توفي شهيدًا ليلة الثلاثاء من شهر ذي الحجة سنة 771هـ، عن أربعة وأربعين عامًا تقريبًا، ودفن بتربة السبكية، بسفح قاسيون بدمشق. رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في عليين.

مصادر الترجمة:
1- الدرر الكامنة (2/ 87، 203، 425، 3/39، 398، 426).
2- البداية والنهاية (14/303، 319، 330).
3- البدر الطالع (1/410، 2/352).
4- شذرات الذهب (6/126، 153، 200، 221، 7/107).
5- حسن المحاضرة (1/328، 329).
6- العبر في خبر من غبر (4/131، 168، 197، 199، 200).
7- تاج العروس (7/140).
8- الثغر البسام ص (103).
9- النجوم الزاهرة (11/ 108).
10- الدارس في تاريخ المدارس (1/37).
11- المعجم المختص ص (152).
12- طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 104، 4/ 73، 87).
13- معجم المؤلفين (6/ 225).
14- طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (9/ 142، 276).
15- بغية الوعاة (1/ 222).
16- الأعلام (4/ 184).

نسبه:
هو إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، الفقيه الشافعي.

مولده ونشأته:
ولد أبو المعالي في 18 من شهر المحرم سنة 417 هـ، والجُوَيْنِيُّ هذه نسبة إلى (جوين) قرى من رستاق (مقاطعة) نيسابور، تفقه في صباه على والده الإمام أبي محمد الجويني، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وأُقرئ الأدب حتى أحكمه، وكان والده يعجب بطبعه وتحصيله وجودة قريحته وما يظهر عليه من مخايل الإقبال، فأتى على جميع مصنفات والده وتصرف فيها، حتى زاد عليه في التحقيق والتدقيق، وهو يجد ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، ولما توفي والده - ولما يبلغ أبو المعالي عشرين سنة - قعد مكانه للتدريس، وكان إذا فرغ منه مضى إلى الأستاذ أبي القاسم الإسكافي الإسفراييني بمدرسة البيهقي يدرس عليه حتى أحكم علم الأصول على يديه، وكان ينفق من ميراثه ومن معلوم له، إلى أن ظهر التعصب واضطربت الأحوال، فاضطر إلى السفر عن نيسابور، فذهب إلى المعسكر، ثم سافر إلى بغداد، وصحب الوزير أبا نصر الكندري مدة يطوف معه، ويلتقي في حضرته بكبار العلماء، ويناظرهم، فتحنك بهم، وتهذب، وشاع ذكره، ثم خرج إلى الحجاز وجاور بمكة أربع سنين، وبالمدينة، يدرس ويفتي ويجمع طرق المذهب، فلهذا قيل له إمام الحرمين، إلى أن رجع إلى بلده بعد مضي نوبة التعصب، في أوائل ولاية السلطان ألب أرسلان السلجوقي، والوزير يومئذ نظام الملك، فبنى له المدرسة النظامية بمدينة نيسابور، فدرس بها، واستقام الأمر، وبقي على ذلك ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلما له المحراب والمنبر والخطبة والتدريس، ومجلس الوعظ يوم الجمعة، وظهرت تصانيفه، وحضر درسه الأكابر والجمع العظيم من الطلبة، كان يقعد بين يديه نحو من ثلاثمائة، وتفقه به أئمة، وانتهت إليه رياسة الأصحاب، وفوض إليه أمور الأوقاف، وكانت إليه الرحلة لطلب العلم من خراسان والعراق والحجاز.

شيوخه:
قرأ أبو المعالي الجويني الأصول على أبي القاسم الإسكافي الإسفراييني، وسمع الحديث في صباه من أبيه، وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي، وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي، وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي، وأبي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك، وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي، وأبي سعد محمد بن علي بن محمد بن حبيب الصفار، وأبي نصر منصور بن رامش، وأبي سعد فضل الله بن أبي الخير الميهني، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير.

تلاميذه:
تتلمذ على يد الجويني عدد ممن صاروا فيما بعد من أكابر العلماء، مثل: حجة الإسلام الغزالي، والكيا الهراسي، والخَوافي، والباخرزي، وعبد الغافر الفارسي، والإمام أبو نصر، وعبد الرحيم بن الإمام عبد الكريم القشيري، وهاشم بن علي بن إسحق بن القاسم الأبيوردي، وغانم الموشيلي، وعبد الكريم بن محمد الدامغاني، وعبد الجبار بن محمد بن أبي صالح المؤذن، وأبو المظفر الأبيوردي، وأبو الفضل الماهياني، وسعد بن عبد الرحمن الأسترابادي.
روى عنه: أبو عبد الله الفراوي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وأحمد بن سهل المسجدي، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وآخرون.

مصنفاته:
صنف كتبا كثيرة جليلة في الفقه والأصول وعلم الكلام والسياسة الشرعية والجدال، وله في الفقه:
1- نهاية المطلب في دراية المذهب، وهو كتاب كبير مهم يبلغ نحو 20 جزءًا.
2- مختصر النهاية.
3- مختصر التقريب.
4- الرسالة النظامية في الأركان الإسلامية.
وفي أصول الفقه:
5- البرهان.
6- الورقات.
7- الغنية.
8- التحفة.
وفي الجدال:
9- العمد.
10- الدرة المضية فيما وقع من الخلاف بين الشافعية والحنفية.
11- الكافية في الجدل.
12- الأساليب في الخلاف.
وفي علم الكلام:
13- الشامل.
14- الإرشاد.
15- اللمع.
16- شفاء الغليل.
17- العقيدة النظامية.
18- قصيدة على غرار قصيدة ابن سينا في النفس.
وفي السياسة الشرعية:
19- غياث الأمم في التياث الظلم.

مناقبه:
كان الإمام الجويني يقول عن نفسه: قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا (يعنى كتابا ولعله يقصد قراءة 100 ألف كتاب)، ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني.

وكان إذا شرع في علوم الصوفية وشرح الأحوال أبكى الحاضرين، ولم يزل على طريقة حميدة مرضية من أول عمره إلى آخره.
وقال أبو إسحاق الفيروز آبادي: تمتعوا بهذا الإمام، فإنه نزهة هذا الزمان.

وقال أبو نصر بن هارون: حضرت مع شيخ الإسلام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم إمام الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ الإسلام سمعته يقول: صرف الله المكاره عن هذا الإمام فهو اليوم قرة عين الإسلام والذاب عنه بحسن الكلام.

ونسب إلى أبي المعالي ميل إلى الاعتزال ظهر في بعض آرائه، لكنه رجع عنها، قال الفقيه غانم الموشيلي: سمعت الإمام أبا المعالي يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام.

وفاته:
لما مرض الجويني في آخر حياته، حُمِلَ إلى قرية من أعمال نيسابور، يقال لها بشتنقان موصوفة باعتدال الهواء وخفة الماء، فمات بها، ليلة الأربعاء بعد صلاة العشاء 25 من شهر ربيع الآخر سنة 478 هـ، ونقل إلى نيسابور تلك الليلة ودفن من الغد في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين فدفن بجنب أبيه - رحمهما الله تعالى - وصلى عليه ولده أبو القاسم، فأغلقت الأسواق يوم موته وكسر منبره في الجامع المنيعي، وقعد الناس للعزاء أياما، وأكثروا فيه المراثي.
ومما رثي به:

قلوب العالمين على المقالي ... وأيـــام الـــــورى شــبـــه اللـيـالـي
أيثمر غصــن أهل العلم يومًا ... وقد مات الإمام أبو المعالي

المصادر:
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي وذيوله: 16/43، ط دار الكتب العلمية.
المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور لتقي الدين الصريفيني الحنبلي: 360، ط دار الفكر.
وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/167، ط دار صادر.
سير أعلام النبلاء للذهبي:14/17، ط دار الحديث.
مقدمة تحقيق أ. د/ عبد العظيم الديب لكتاب نهاية المطلب في دراية المذهب لأبي المعالي الجويني: ص 183 وما بعدها، ط دار المنهاج.
 


نسبه:
هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي ثم الصالحي الراميني الشيخ الإمام العالم العلامة أقضى القضاة.

مولده ونشأته:
ولد ابن مفلح سنة 708 هـ، ونشأ في بيت المقدس، وتفقَّه حتى برع في الفقه، ودَرَّسَ وأفتى وناظَر وصنَّف وحدَّث وأفاد، وناب في القضاء عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي، وتزوج ابنته، وأنجب منها سبعة، أربعة ذكور وثلاث إناث، وكان أعلم أهل عصره بمذهب الإمام أحمد بن حنبل، وأحد الأئمة الأعلام.

شيوخه:
لازم ابنُ مفلح القاضي شمسَ الدين ابن مسلم، وقرأ على على القاضي برهان الدين الزُّرعي، وابن تيمية، وجمال الدين المرداوي، وسمع من عيسى المطعِّم، ومن الحجار وطبقته، وكان يتردد إلى ابن الفويرة والقحفاري النحويين، وإلى المزي والذهبي، ونقل عنهما كثيرًا، وكانا يعظمانه، وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي يثنى عليه كثيرًا.

أقوال العلماء فيه:
قال عنه أبو البقاء السبكي: ما رأت عيناي أحدا أفقه منه.
وقال ابن سند: كان ذا حظ من زهد، وتعفف، وصيانة، وورع ثخين، ودين متين، وشكرت سيرته وأحكامه.
وذكره الذهبي في المعجم فقال: شاب ديِّن عالم له عمل ونظر في رجال السنن، نَاظَرَ وسمع وكتب وتقدم.
وذكر قاضي القضاة جمال الدين المرداوي أن ابن مفلح قرأ عليه (المقنع) وغيره من الكتب في علوم شتى، قال: ولم أعلم أن أحدًا في زماننا في المذاهب الأربعة له محفوظات أكثر منه، فمن محفوظاته (المنتقى في الأحكام) قرأه وعرضه عليَّ في قريب من أربعة أشهر، وقد درس بالصاحبة، ومدرسة الشيخ أبي عمر، والسلامية، وأعاد بالصدرية، ومدرسة دار الحديث العادلية.
وقال ابن القيم لقاضي القضاة موفق الدين الحجاوي: ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح.
وحضر ابن مفلح عند ابن تيمية، ونقل عنه كثيرًا، وكان يقول له: "ما أنت ابن مفلح، أنت مفلح"، وكان ابن مفلح أخبر الناس بمسائله واختياراته، حتى إن ابن القيم كان يراجعه في ذلك.
قال ابن كثير: وكان بارعا فاضلا متفننا ولا سيما في علم الفروع، وكان غاية في نقل مذهب الإمام أحمد.

مصنفاته:
1- كتاب الفروع، وقد اشتهر في الآفاق وهو من أجَلِّ الكتب وأنْفَسِها وأجْمَعِها للفوائد.
2- حاشية على المقنع.
3- النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر لابن تيمية.
4- كتاب في أصول الفقه، وهو كتاب جليل، حذا فيه حذو ابن الحاجب في مختصره ولكن فيه من النقول والفوائد ما لا يوجد في غيره، وليس للحنابلة أحسن منه.
5- الآداب الشرعية.

وفاته:
توفي – رحمه الله - ليلة الخميس 2 رجب سنة 763 هـ، وصلي عليه يوم الخميس بعد الظهر بالجامع المظفري، وكانت جنازته حافلة حضرها القضاة والأعيان، ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق.

المصادر:
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لأبي إسحق بن مفلح: 2/517، ط مكتبة الرشد ـ الرياض.
الأعلام للزركلي: 7/107، ط دار العلم للملايين.
السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة لابن حُمَيْد النجدي: 452، ط مكتبة الإمام أحمد.
 


نسبه:
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد، الملقب بابن رشد الجد تمييزًا عن الفيلسوف والفقيه والقاضي أيضًا ابن رشد الحفيد، حفيده الذي يشترك مع جده في الكنية (أبو الوليد) والاسم (محمد بن أحمد) وفي العمل (تولى قضاء الأندلس)، وسنقتصر في هذه المساحة على الحديث عن الجد فقط.

مولده ونشأته:
ولد ابن رشد بقرطبة في شوال سنة 450 هـ.

أقوال العلماء وثناؤهم عليه:
يصفه القاضي عياض بأنه: زعيم فقهاء وقته بأقطار الأندلس والمغرب ومقدمهم المعترف له بصحة النظر وجودة التأليف ودقة الفقه، وكان إليه المفزع في المشكلات، بصيرًا بالأصول والفروع والفرائض والتفنن في العلوم، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، كثير التصنيف مطبوعه، وكان مطبوعًا في هذا الباب حسن القلم والرواية، حسن الدين كثير الحياء قليل الكلام، مقدمًا عند أمير المسلمين عظيم المنزلة معتمدًا في العظائم أيام حياته، وإليه كانت الرحلة للتفقه من أقطار الأندلس مدة حياته.

ويقول ابن بشكوال: كان فقيها، عالما حافظًا للفقه، مقدما فيه على جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، بصيرًا بأقوالهم واتفاقهم واختلافهم، نافذًا في علم الفرائض والأصول، من أهل الرياسة في العلم والبراعة والفهم مع الدين والفضل والوقار والحلم والسمت الحسن، والهدى الصالح، وكان الناس يلجؤون إليه، ويعولون في مهماتهم عليه وكان حسن الخلق، سهل اللقاء كثير النفع لخاصته وأصحابه، جميل العشرة لهم حافظا لعهدهم كثيرا لبرهم.
ويذكر أنه ولي قضاء الجماعة بقرطبة سنة 511 هـ ثم طلب إعفاءه منها سنة 515 هـ.

شيوخه:
روى عن أبو جعفر أحمد بن رزق الفقيه وتفقه معه، وعن أبي مروان بن سراج، وأبي عبد الله محمد بن خيرة، وأبي عبد الله محمد بن فرج الطلاعي، وأبي علي الغساني، وسمع الجياني وابن أبي العافية الجوهري وأجاز له أبو العباس العذري ما رواه.

تلاميذه:
تتلمذ على يديه من العلماء: القاضي عياض، والفقيه أبو مروان عبد الملك بن مسرة، ومحمد بن أصبغ الأزدي، وابن الوزان، وابن سعادة، وابن النعمة، وابن بشكوال.. وغيرهم كثير.

مصنفاته:
ألف ابن رشد الجد العديد من الكتب، فألف (البيان والتحصيل)، و(المقدمات الممهدات)، و(النوازل وتسمى الفتاوى والأجوبة) وقد جمعها له تلميذه أبو الحسن بن الوزان، و(اختصار المبسوطة) ليحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى الليثي، و(تهذيب مشكل الآثار) للطحاوي، و(النوادر)، و(المسائل الخلافية)، و(حجب المواريث)، و(اختصار الحجب)، و(فهرسة)..

وفاته:
توفي رحمه الله، ليلة الأحد الحادي عشر من ذي القعدة سنة 520 هـ، ودفن بمقبرة العباس، وصلى عليه ابنه أبو القاسم وشهده جمع عظيم من الناس، وأثنوا عليه ثناءً حسنا جميلا.

المراجع:
الغنية فهرست شيوخ القاضي عياض ص 54.
الصلة لابن بشكوال ص 839
سير أعلام النبلاء 14/ 359
مقدمة الدكتور محمد حجي لكتاب البيان والتحصيل لابن رشد الجد 1/ 11 وما بعدها.
 


اسمه ونسبه:
هو أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (أو الكاشاني) ملك العلماء علاء الدين الحنفي، أمير كاسان (وهي المعروفة الآن بقازان عاصمة جمهورية تتارستان)، أقام ببخارى واشتغل بها بالعلم على شيخه الإمام علاء الدين محمد بن أبي أحمد السمرقندي، وقرأ عليه معظم تصانيفه مثل: التحفة في الفقه، وشرح التأويلات في تفسير القرآن العظيم، وغيرهما من كتب الأصول، وسمع منه الحديث، ومن غيره وبرع في علمي الأصول والفروع، وزوَّجه شيخه السمرقندي بابنته فاطمة الفقيهة العالمة.

قال ابن عابدين معلقا على كتاب البدائع للكاساني: شرح به تحفة الفقهاء لشيخه علاء الدين السمرقندي، فلما عرضه عليه زوجه ابنته فاطمة بعدما خطبها الملوك من أبيها فامتنع، وكانت الفتوى تخرج من دارهم وعليها خطها وخط أبيها وزوجها.

انتقاله إلى حلب:
يذكر ابن العديم قصة انتقاله من البلاد التركية أو بلاد الروم التي كان يحكمها السلاجقة، إلى حلب زمن نور الدين محمود، حيث قال: سمعت الفقيه جمال الدين أبا السرايا خليفة بن سليمان بن خليفة الكاتب قال: كان علاء الدين الكاساني قد أقام في بلاد الروم فتشاجر هو ورجل فقيه يعرف بالشعراني ببلاد الروم في مسألة المجتهدين هل هما مصيبان أم أحدهما مخطئ، فقال الشعراني: المنقول عن أبي حنيفة رضي الله عنه أن كل مجتهد مصيب، فقال الكاساني: لا بل الصحيح عن أبي حنيفة: إن المجتهدين مصيب ومخطئ، والحق في جهة واحدة، وهذا الذي تقوله مذهب المعتزلة، وجرى بينهما كلام في ذلك، فرفع عليه الكاساني المقرعة فشكي إلى ملك الروم، فقال سلطان الروم لوزيره: هذا قد افتات على الرجل فاصرفه عنا، فقال الوزير: هذا رجل شيخ وله حرمة ولا ينبغي أن يُصرف، بل ننفذه رسولا إلى نور الدين محمود بن زنكي ونتخلص منه بهذا الطريق، فسير من الروم رسولا إلى نور الدين إلى حلب، واتفق وصول الكاساني رسولا من الروم إلى نور الدين، مع ترك رضي الدين السرخسي ولاية مدرسة الحلاوية، فاجتمع فقهاء المدرسة وطلبوا من نور الدين أن يوليه التدريس بالمدرسة المذكورة، فعرض نور الدين عليه ذلك، فدخل المدرسة ورآها فأعجبته وأجاب نور الدين إلى ما عرضه عليه، وحدَّث بزاوية الحديث بالشرقية بالمسجد الجامع، ودرس بالمدرسة الجاولية، وكان حريصا على تعليم العلم ونفع الطلبة، وكان فقيها عالما صحيح الاعتقاد.

يذكر العماد الأصفهاني في البرق الشامي منشورًا أنشأه لصلاح الدين لكي يقر فيه الإمام الكاساني على ولايته على عدد من معاهد العلم في زمنه جاء فيه: وَقد أقررناه على المستمر من عادته والمستقر من قاعدته فيما هو مفوض إليه ومعول فيه عليه من تولى المدارس التي تحت ولايته ونظره ورعايته بمدينتي حلب والرقة للحنفية وفقهم الله، وهي المدرسة النورية غربي الجامع عند باب الحلاويين ومدرسة الحدادين ومدرسة جاولي وخزانة الكتب بالجامع والمدرسة النورية بالرقة على الفرات وتولى أوقاف ذلك جميعه على الاستقلال والاستبداد وأن يستنيب في هذه المدارس من الفقهاء مدرسا ومعيدا ومفتيا ومفيدا، وإليه العزل والتولية والتبديل والعطاء والمنع والتسوية والتفضيل، وترتيب كل منهم في منزلته التي يستحقها بأهليته والنزيل فمن قَبِلَه فهو المقبل المقبول، ومن حرمه فهو المحروم المرذول فإنه ما يعتمد أمرا إلا بدليل مستنده المشروع والمعقول، وهو الذى دلَّت على الفروع ببيانه الأصول، وصحَّ بروايته وإسناده المسموع والمنقول.

مصنفاته:
صنف كتبا في الفقه والأصول منها كتابه في الفقه الذي سماه «ببدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» رتبه أحسن ترتيب وأوضح مشكلاته بذكر الدلائل في جميع المسائل، ومنها كتابه الذي سماه «بالسلطان المبين في أصول الدين» وكان مواظبا على ذكر الدرس ونشر العلم.

جهاده العلمي:
يذكر ابن العديم أن والده حدثه أنَّ علاء الدين الكاساني كان كثيرا ما يعرض له النقرس في رجليه والمفاصل، فكان يحمل في محفة من منزله بالمدرسة، ويخرج إلى الفقهاء بالمدرسة ويذكر الدرس ولا يمنعه ذلك الألم من الاشتغال، ولا يخل بذكر الدرس، وكانت زوجته فقيهة فاضلة تحفظ التحفة من تصنيف والدها، وتنقل المذهب وربما وهم الشيخ في الفتوى في بعض الأحيان، فتأخذ عليه ذلك الوهم وتنبهه على وجه الصواب فيرجع إلى قولها.

وعن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال: قدم علاء الدين الكاساني إلى دمشق فحضر إليه الفقهاء وطلبوا منه الكلام معهم في مسألة، فقال: أنا ما أتكلم في مسألة فيها خلاف أصحابنا، فعينوا مسألة، قال: فعينوا مسائل كثيرة، فجعل يقول: ذهب إليها من أصحابنا فلان، فلم يزل كذلك حتى إنهم لم يجدوا مسألة إلا وقد ذهب اليها واحد من أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه، فانفض المجلس، وعلموا أنه قصد الغض منهم فقالوا إنه طالب فتنة، فلم يتكلموا معه.

وقال الفقيه شمس الدين الخسروشاهي بالقاهرة لابن العديم: لأصحابكم في الفقه كتاب البدائع للكاساني، وقفت عليه، ما صنف أحد من المصنفين من الحنفية ولا من الشافعية مثله، وجعل يعظمه تعظيما.

ومن خصاله أنه كان لا يركب إلا الحصان ويقول: لا يركب الفحل إلا الفحل، وكان له رمح لا يفارقه وكان شجاعا، كما يذكر داود بن علي البصراوي.

تلاميذه:
من تلاميذ الإمام الكاساني: عمر بن علي بن محمد بن قُشام أبو حفص الحلبي الدارقطني، وخليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد القرشي، ونجا بن سعد بن نجا بن أبي الفضل شمس الدين.

وفاته:
توفي – رضي الله عنه - بعد الظهر من يوم الأحد العاشر من رجب في سنة 587 هـ، قال ابن المغربي: حضرت الشيخ علاء الدين الكاساني عند موته، فشرع في قراءة سورة إبراهيم - عليه السلام - حتى انتهى إلى قوله تعالى: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ» فخرجت روحه عند فراغه من قوله: «في الآخرة».

ودفن - رحمه الله - داخل مقام إبراهيم - عليه السلام - ظاهر حلب في قبة من شماليه كان دفن فيها زوجه فاطمة ولم يقطع زيارة قبرها كل ليلة جمعة إلى أن مات رحمه الله.

المصادر:
الجواهر المضية في طبقات الحنفية (1/234) (2/191، 244 ـ 246) ومواضع أخرى.
بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (4347 ـ 4353).
حاشية ابن عابدين (1/100)
تاريخ الإسلام لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (45 /163).
 


نسبه:
هو الإمام العلامة أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني المصري، تلميذ الإمام الشافعي – رضي الله عنه - وخال الإمام الطحاوي الحنفي.

مولده ونشأته:
ولد بمصر في سنة 175 هـ، وهي السنة التي توفي فيها الليث بن سعد.

شيوخه:
روى الحديث عن الإمام الشافعي، وعن علي بن معبد بن شداد، ونعيم بن حماد وغيرهم، وهو قليل الرواية، ولكنه كان رأسا في الفقه كما يذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء.

تلاميذه:
أخذ عنه العلم عدد كبير من علماء خراسان والعراق والشام، ومن تلامذته: العلامة أبو القاسم عثمان بن بشار الأنماطي شيخ ابن سريج، وشيخ البصرة زكريا بن يحيى الساجي.

وحدَّث عنه: أبو بكر بن خزيمة، وأبو الحسن بن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو نعيم بن عدي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الفوارس بن الصابوني، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة.

مناقبه:
كان المزني زاهد ورعًا متقللا من الدنيا مجاب الدعوة، وكان إذا فاتته صلاة في جماعة صلاها خمسا وعشرين مرة ويغسل الموتى تعبدا واحتسابا، وهو القائل: تعانيت غسل الموتى ليرق قلبي فصار لي عادة، وهو الذي غسل الشافعي رحمه الله.
ويروي الذهبي أن المزني كان إذا فرغ من تبييض مسألة وأودعها "مختصره" صلى لله ركعتين.

اجتهاد الإمام المزني:
وللمزني آراء فقهية يستقل بها، وفي عدِّها من جملة مذهب الشافعي خلاف، لكن إمام الحرمين الجويني يقول في هذه المسألة: والذي أراه أن يلحق مذهبه في جميع المسائل بالمذهب؛ فإنه ما انحاز عن الشافعي في أصل يتعلق الكلام فيه بقاطع، وإذا لم يفارق – الشافعي - في أصوله، فتخريجاته خارجة على قاعدة إمامه، فإن كان لتخريج مخرِّج التحاقٌ بالمذهب، فأولاها تخريج المزني؛ لعلوِّ منصبه في الفقه، وتلقيه أصول الشافعي.. وإنما لم يلحق الأصحاب مذهبه في هذه المسألة (يقصد مسألة خُلع الوكيل التي كان يعلق عليها في سياق حديثه) بالمذهب؛ لأن من صيغة تخريجه(أي المزني) أن يقول: قياس مذهب الشافعي كذا وكذا. وإذا انفرد بمذهب، استعمل لفظة تشعر بانحيازه، وقد قال في هذه المسألة لما حكى جواب الشافعي: "ليس هذا عندي بشيء"، واندفع في توجيه ما رآه.

ثناء العلماء عليه:
قال الشافعي: المزني ناصر مذهبي، وقال: لو ناظره الشيطان لغلبه.
وقال عمرو بن عثمان المكي: ما رأيت أحدا من المتعبدين في كثرة من لقيت منهم أشد اجتهادا من المزني ولا أدوم على العبادة منه، وما رأيت أحدًا أشد تعظيمًا للعلم وأهله منه، وكان من أشد الناس تضييقًا على نفسه في الورع، وأوسعه في ذلك على الناس، وكان يقول أنا خلق من أخلاق الشافعي.
وقال أبو سعيد بن يونس: كانت له عبادة وفضل، ثقة في الحديث، لا يختلف فيه حاذق في الفقه.
قال يونس بن عبد الأعلى: كان أحد الزهاد في الدنيا، ومن خيار خلق الله.

مصنفاته:
ألف "مختصره" في الفقه وامتلأت به البلاد وشرحه عدة من الكبار بحيث يقال: كانت البكر يكون في جهازها نسخة من "مختصر" المزني.
كما صنف الجامع الكبير، والجامع الصغير، والمنثور المبسوط، والمسائل المعتبرة، والترغيب في العلم، وكتاب الوثائق، والدقائق والعقارب، ونهاية الاختصار.

وفاته:
توفي – رضي الله عنه - في رمضان، لست بقين منه، سنة 264 هـ وله 89 سنة، ودفن بالقرب من تربة الإمام الشافعي - رضى الله عنه - بالقرافة الصغرى بسفح المقطم.

المراجع:
سير أعلام النبلاء: 10/ 134، ط دار الحديث.
طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 93، ط هجر للطباعة والنشر والتوزيع.
طبقات الشافعيين لابن كثير: 1/122، ط مكتبة الثقافة الدينية.
تاريخ ابن يونس المصري: 1/44، ط دار الكتب العلمية.
نهاية المطلب في دراية المذهب لإمام الحرمين الجويني: 13/480، ط دار المنهاج.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 10 أبريل 2025 م
الفجر
4 :4
الشروق
5 :34
الظهر
11 : 56
العصر
3:30
المغرب
6 : 19
العشاء
7 :39