اسمه ونسبه:
هو الإمام العلامة الولي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن يوسف بن علي بن أرسلان -بالهمزة كما بخطه وقد تحذف في الأكثر بل هو الذي على الألسنة- الرملي ثم القدسي الفقيه الشافعي المتسلك، ويعرف بابن رسلان.
ولد في سنة ثلاث أو خمس وسبعين وسبعمائة (773 أو 775هـ) وكان والده تاجرًا خيرًا قارئًا للقرآن وأمه أيضًا من الصالحات ولها أخ له أوراد وعبادة كثيرة، فولد الشيخ ونشأ بالرملة، ولم تعلم له صبوة على طريق والديه وخاله فحفظ القرآن وله نحو عشر سنين ويقال: إن أباه أجلسه في دكان له يبيع فيه فكان يقبل على المطالعة ويذهب إلى المدرسة الخاصكية للاشتغال بالعلم ويهمل أمر التجارة فظهرت فيها الخسارة، فلامه على ذلك، فقال: أنا لا أصلح إلا للمطالعة، فتركه وسلم له قياده، وكان في مبدئه يشتغل بالنحو واللغة والشواهد والنظم.
شيوخه:
1- الشيخ العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن التقي أبو الفدا إسمعيل بن علي بن الحسن بن علي بن إسماعيل بن علي بن صالح بن سعيد القلقشندي (746-809هـ) قرأ عليه الحاوي الصغير وغيره.
2- الشيخ العلامة أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد بن علي المعروف بابن الهائم (756-815هـ) أخذ عنه الفرائض والحساب وغيرها.
3- الإمام العلامة شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني (724- 805هـ) حضر عنده بعض دروسه وسمع منه.
4- الإمام العلامة قاضي القضاة جلال الدين عبد الرحمن بن سراج الدين عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني (763-824هـ) قرأ عليه غالب صحيح البخاري وأذِنَ له بالإفتاء.
5- الشيخ عبد الله نسيم الدين بن أبي سعيد بن محمد بن مسعود بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن إسماعيل بن علي الدقاق (735-801هـ) سمع منه معالم التنزيل للبغوي بقراءته له على والده أبي سعيد عن الصدر أبي المجامع الجويني عن الإمام البغوي، كما قرأ عليه الحاوي الصغير والعوارف للسهروردي ومسند الشافعي، كما سمع منه الأذكار والأربعين للنووي بروايته لهما عن علي بن أحمد النويري العقيلي بسماعه من يحيى بن محمد التونسي المغراوي عن الإمام النووي.
6- العلامة الولي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد الشافعي الصوفي المعروف بابن الناصح (804هـ) صحبه مدة وسمع منه الحديث.
7- الشيخ جلال الدين عبد الله بن خليل بن علي بن عمر بن مسعود البسطامي الولي (794هـ) أخذ عنه طريق التصوف وتلقن منه الذكر.
8- الشيخ الولي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر التركستاني الشهير بالقرمي (720-788هـ) قرأ عليه الحديث وسمع منه الصحيح بسماعه له على الحجار بدمشق وأخذ عنه التصوف وألبسه الخرقة.
9- الشيخ الولي محمد القادري الصالحي (ت: 827هـ) أخذ عنه التصوف وتلقن منه الذكر.
10- الشيخ العلامة شهاب الدين أبو الخير أحمد بن الحافظ صلاح الدين العلائي سمع منه الحديث.
11- أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد الصالحي المعروف بابن الزراتيتي سمع منه الموطأ برواية يحيى بن بكير بالرملة.
12- الإمام العلامة شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن الخضر بن شمري الزبيري العيزري الغزي (724-808هـ) انتفع به في فنون العلم.
13- الشيخ المحدث شهاب الدين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الأصل الدمشقي المعروف بأبي هريرة بن الذهبي (715- 799هـ)سمع كثيرًا منه الحديث.
14- الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد الدمشقي (707 -800هـ).
15- الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد المعروف بابن صديق (ت: 806هـ) سمع منه الحديث.
16- الشيخ الإمام أبو الخير أحمد بن خليل بن كيكلدي العلائي (ت: 802هـ) سمع عليه البخاري والترمذي ومسند الشافعي.
17- الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزومي المكي الشافعي (750-817هـ).
18- الشيخ المحدث أبو العباس أحمد بن علي بن سنجر المارديني سمع منه الشفا وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه وسيرة ابن هشام وسيرة ابن سيد الناس وغالب تصانيف اليافعي بروايته عنه.
19- الشيخ سراج الدين أبو الطيب محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد بن محمود بن أبي الفتح الربعي المعروف بابن الكويك (ت: 807هـ).
20- الشيخ القاضي شهاب الدين أحمد بن عماد الدين إسماعيل بن خليفة الحسباني (749-815هـ) سمع منه صحيح البخاري.
21- الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري (ت: 802هـ) قرأ عليه النحو.
22- الشيخ المحدث عفيف الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان بن موسى النشاوري المولود سنة 705هـ وأجازه بالحديث.
23- قاضي القضاة أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن المقدسي الناصري الباعوني (751-816هـ) وأجازه بالإفتاء.
24- الشيخ شهاب الدين أحمد بن العز الحنبلي.
حياته وصفاته:
ظل الشيخ -رحمه الله- يدأب ويكثر المذاكرة والملازمة للمطالعة والأشغال مقيمًا بالقدس تارة وبالرملة أخرى حتى صار إمامًا علامة متقدمًا، برع في الفقه وأصوله والعربية، مشاركًا في الحديث والتفسير والكلام وغيرها وقال الشعر، وولي التدريس بالمدرسة الخاصكية مدة ثم تركها وأقبل على الله وعلى الاشتغال تبرعًا وعلى التصوف وألبس خرقته جماعة من المصريين والشاميين وظل مدة لا يكلم أحدًا، وحفظ كتبًا، ثم قدم أحد علماء المغرب مدينة الرملة وكان يقرئ البيت من ألفية ابن مالك بربع درهم، فلزمه الشيخ ابن أرسلان حتى أخذها عنه بحيث تأهل لإقرائها واشتهر بحسن إفادتها وإلقائها، ثم انتقل إلى بيت المقدس.
وكان -رحمه الله- حريصًا أشد الحرص على سائر أنواع الطاعات من صلاة وصيام وتهجد ومرابطة وسلك طريق العبادة وخشونة العيش بحيث لم تكن تخلو سنة من سنه عن إقامته على جانب البحر قائمًا بالدعاء إلى الله سرًّا وجهرًا، آخذًا على أيدي الظلمة، مؤثرًا صحبة الخمول والشغف بعدم الظهور، تاركًا لقبول ما يعرض عليه من الدنيا ووظائفها، حتى إن الأمير حسام الدين حسن ناظر القدس والخليل جدد بالقدس مدرسة وعرض عليه مشيختها وقرر له فيها في كل يوم عشرة دراهم فضة فأبى، بل كان يمتنع من أخذ ما يرسل به هو وغيره إليه من المال ليفرقه على القراء وربما أمر صاحبه بأن يفرقه بنفسه، وكان محافظًا على الأذكار والأوراد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معرضًا عن الدنيا وبنيها جملة، حتى إنه لما سافر الأشرف إلى آمد هرب من الرملة إلى القدس في ذهابه وإيابه لئلا يجتمع به أو بأحد من أتباعه وإن تضمن ذلك تفويت الاجتماع بمن كان يتمناه كالحافظ ابن حجر العسقلاني، فإنه سأل عنه رجاء زيارته، فقيل: إنه غائب، وظل الشيخ -رحمه الله- المشار إليه بالزهد في تلك النواحي وقُصِدَ للزيارة من سائر الآفاق وكثرت تلامذته ومريدوه وصار متبركًا بدعائه ومشاهدته، وتهذب به جماعة وعادت على الناس بركته، وهو في الزهد والورع والتقشف واتباع السنة وصحة العقيدة كلمة إجماع بحيث لا يعلم في وقته من يدانيه في ذلك، وانتشر ذكره وبعد صيته وشهد بخيره كل من رآه، وكان صائمًا قائمًا قلما يضطجع بالليل، وكان شيخًا طويلا تعلوه صفرة، حسن المأكل والملبس والملتقى له مكاشفات ودعوات مستجابات غير عابس، ولا يأكل حرامًا ولا يشتم ولا يلعن ولا يحقد ولا يخاصم بل يعترف بالتقصير والخطأ ويستغفر، وإذا أقبل على من يخاصمه لاطفه بالكلام اللين حتى يزول ما عنده ولا ينام من الليل إلا قليلا، ولما اجتمع مع العلاء البخاري وذلك في ضيافة عند ابن أبي الوفاء بالغ العلاء في تعظيمه بحيث إنه بعد الفراغ من الأكل بادر لصب الماء على يديه ورام الشيخ فعل ذلك معه أيضًا فما مكنه وصَرَّح بأنه لم ير مثله، وجدد بالرملة مسجدًا كبيرًا لأسلافه -بجانب البحر بثغر يافا- صار كالزاوية يقيم بها من أراد الانقطاع إليه فيواسيهم بما لديه على قلة ذات اليد، وكان يقرئ به وكان كثير الرباط فيه، وكذا كان له زاوية ببيت المقدس، ولما قدم العلاء البخاري القدس اجتمع به ثلاث مرات: الأولى: مُسلِّمًا وجلسا ساكتين، فقال له الشيخ أبو بكر بن أبي الوفا: يا سيدي! هذا ابن رسلان، فقال: أعرف ثم قرأ الفاتحة وتفرقا والثانية: أول يوم من رمضان اجتمعا وشرع العلاء يقرر في أدلة ثبوت رؤية هلال رمضان بشاهد ويذكر الخلاف في ذلك وابن رسلان لا يزيد على قوله: نعم وانصرفا، ثم إن العلاء في ليلة عاشره سأل ابن أبي الوفاء في الفطر مع ابن رسلان فسأله فامتنع، فلم يزل يلح عليه حتى أجاب فلما أفطر أحضر خادم العلاء الطست والإبريق بين يدي العلاء فحمل العلاء الطست بيديه معًا ووضعه بين يدي ابن رسلان وأخذ الإبريق من الخادم وصب عليه حتى غسل ولم يحلف عليه ولا تشوش ولا توجه لفعل نظير ما فعله العلاء معه غير أنه لما فرغ العلاء من الصَّبِّ عليه دعا له بالمغفرة، فشرع يُؤمِّن على دعائه ويبكي ثم إن خادم العلاء صبَّ عليه فلما تفرقا خرج ابن أبي الوفاء مع ابن رسلان، فقال له ابن رسلان: صحبة الأكابر حصر، قال ابن أبي الوفاء: ثم دخلت على العلاء فشرع يثني عليه، فقلت له: يا سيدي والله ما في هذه البلاد مثله! فقال العلاء: والله ولا في مصر مثله وكررها كثيرًا.
وله تصانيف نافعة في التفسير الحديث والفقه والأصلين:- أصول الدين وأصول الفقه- والعربية وغيرها، وكان جامعًا بين العلم والعمل والزهد ولم يكن بعد الحصني أزهد منه، وسئل عن عمر بن حديم العجلوني الزاهد الولي حين قدم القدس: أهو من الأولياء؟ فقال ما أهون الولي عند الناس! وأين درجة الولاية؟ فقيل له: هو عارف، فقال: وما أهون العرفان عندكم! فقيل له: فما هو؟ فقال: عابد خائف. قيل له: فعبد الملك الموصلي؟ فقال: رجل ينطق بالحكمة. قيل له: فأبو بكر بن أبي الوفاء؟ فقال: رجل قائم بما عليه من حقوق العباد. فحُكِي هذا كله للعز عبد السلام القدسي فقال لله در هذا الرجل! كيف فاتني الاجتماع به؟! وتأسف على لقيه. وكان مقبلا على العبادة، غزير العلم، كثير الخير، مربيًا للمريدين، محسنًا للقادمين، صادق التأله، متخلقًا من المروءة والعلم والزهد والفضل والانقطاع إلى الله بأكمل الأخلاق بحيث يظهر عليه سيما السكينة والوقار ومهابة الصالحين، قال المقريزي عنه: وبالجملة فما أعلم بعده مثله، يقول السخاوي: ولم يسلم الشيخ من أذى البقاعي فقد قرأت بخطه في بعض مجاميعه أن جماعته الموجودين الآن لم ينبغ منهم غير شخص واحد وهو أبو الأسباط وأما بقيتهم فمساوئ كل منهم غالبة عليه أو ليس فيه حسنة إلا نادرًا، وإني كنت أتعجب من ذلك جدًّا لكون الشيخ كان من العلماء الزهاد، قلَّ أن رأيت مثله وما زلت متعجبًا إلى أن جلا عني ذلك شخص، فقال: أنا أظن أنهم عوقبوا؛ لأن الشيخ كان حسن الآداب، فكانوا يسيؤون أدبهم معه تصديقًا للمثل "إذا حسن أدب الرجل ساء أدب غلمانه" قال: فذكرت ذلك للقاياتي، فقال: صدق هذا القائل.
وكان لا يلقاه أحد إلا ويحكي من صالح أحواله ما لم يحكه الآخر، وقد ذكر غير واحد أن طوغان نائب القدس وكاشف الرملة وردت عليه إشارة الشيخ بكف مظلمة فامتنع، وقال: طولتم علينا بابن رسلان إن كان له سر فليرم هذه النخلة لنخلة قريبة منه، فما تم ذلك إلا وهبت ريح عاصفة فألقتها، فما وسعه إلا المبادرة إلى الشيخ في جماعة مستغفرًا معترفًا بالخطأ فسأله عن سبب ذلك فقيل له، فقال: لا قوة إلا بالله من اعتقد أن رمي هذه النخلة كان بسببي أو لي فيه تعلق ما فقد كفر فتوبوا إلى الله وجددوا إسلامكم، فإن الشيطان أراد أن يستزلكم، ففعلوا ما أمرهم به وتوجهوا. وحكى صهره الحافظ التاج بن الغرابيلي عنه "أنه كان قليلا ما يهجع من الليل وأنه في وقت انتباهه ينهض قائمًا كالأسد، حتى كأن قيامه يسبق كمال استيقاظه ويقوم كأنه مذعور فيتوضأ ويقف بين يدي ربه يناجيه بكلامه مع التأمل والتدبر، فإذا أشكل عليه معنى آية أسرع في هاتين الركعتين ونظر في التفسير حتى يعرف المعنى ثم يعود إلى الصلاة"، وقال العز الحنبلي: إنه أخذ عنه منظومته الزبد وأذِنَ له في إصلاحها وكتب له خطه بذلك بل سأله في الإقراء عنده ولو درسًا واحدًا ويحضر الشيخ عنده فامتنع من ذلك أدبًا. وممن لقيه وحكى من كراماته أبو عبد الله بن العماد بن البلبيسي ومن قبله أبو سعد القطان وأبو العزم الحلاوي ومناقبه كثيرة ومراتبه شهيرة.
وذكر السخاوي أن عنده من ترجمته ما لو بسطه لكان في كراسة ضخمة، وأن عنده من نظمه وفوائده الكثير، ومن ذلك قوله: لم أزل أسمع في ألسنة الناس الدعاء بخاتمة الخير ولم أجد له أصلا، حتى ظفرت بذلك في الحلية لأبي نعيم من طريق الصلت بن عاصم المرادي عن أبيه عن وهب بن منبه، قال: لما أهبط الله آدم إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة فهبط عليه جبريل عليه السلام فقال: يا آدم هلا أعلمك شيئًا تنتفع به في الدنيا والآخرة، قال: بلى، قال قل: اللهم أدم لي النعمة حتى تهنيني المعيشة، اللهم اختم لي بخير لا تضرني ذنوبي، اللهم اكفني مؤنة الدنيا وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة.
وفي كلامه وشعره روح، ومما نظمه في المواطن التي لا يجب رد السلام فيها:
رد السلام واجب إلا على | من في صلاة أو بأكل شغلا |
أو شرب أو قراءة أو أدعية | أو ذكر أو في خطبة أو تلبية |
أو في قضاء حاجة الإنسان | أو في إقامة أو الأذان |
أو سلم الطفل أو السكران | أو شابة يخشى بها افتتان |
أو فاسق أو ناعس أو نائم | أو حالة الجماع أو تحاكم |
أو كان في الحمام أو مجنونًا | هي اثنتان بعدها عشرونا |
وله:
دواء قلبك خمس عند قسوته | فادأب عليها تفز بالخير والظفر |
خلاء بطن وقرآن تدبره | كذا تضرع باك ساعة السحر |
ثم التهجد جنح الليل أوسطه | وأن تجالس أهل الخير والخبر |
مؤلفاته:
1- صفوة الزبد منظومة نافعة في الفقه الشافعي، جعل مقدمتها نظم أصول الدين من كتاب جمع الجوامع وخاتمتها نظم التصوف منه، ومن فضائله: أنه لما أتمه أتى به إلى البحر، وثقله بحجر وألقاه في قعره، وقال: اللهم إن كان خالصًا لك فأظهره وإلا فأذهبه، فصعد من قعر البحر حتى صار على وجه الماء ولم يذهب منه حرف، وقد حقق الله ذلك فانتفع بالكتاب خلق لا يحصون واعتنى بتلك المنظومة العلماء أيما عناية واشتغلوا بها قراءة وإقراء وشرحًا وتحشيةً، وظلت مقررة للتدريس بالجامع الأزهر وغيره من معاهد العلم أزمانًا، وقد طبعت ببولاق سنة 1285هـ وعليها عدة حواش، وقد شرحها الشهاب أحمد الرملي (ت: 957هـ) وسماه: فتح الرحمن وطبع في مجلدين بدار الضياء، والشمس محمد الرملي (ت: 1004هـ) وسماه: غاية البيان في شرح زبد ابن رسلان - طبع بالمطبعة الميمنية بالقاهرة سنة 1305هـ ومعه مواهب الصمد في حل ألفاظ الزبد للفشني، والشيخ محمد بن إبراهيم الصفوي وسماه: فتح الصمد بشرح صفوة الزبد، كما شرحه العلامة أحمد زيني دحلان، وشرحها من علماء اليمن الشيخ محمد بن زياد الوضاحي الشرعبي، والشيخ يوسف بن محمد بن يحيى بن أبي بكر بن علي البطاح الأهدل وسماه: فيض المنان بشرح زبد ابن رسلان، والإمام محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل (ت 1298هـ) وسماه: إفادة السادة العمد بتقرير معاني نظم الزبد، طبع بأخرة بدار المنهاج بجدة.
2- شرح منظومة الزبد شرحين: أحدهما مطول والآخر مختصر كالتوضيح له.
3- كتب قطعًا متفرقة في التفسير.
4- نسب إليه ابن أبي عذيبة نظم القراءات الثلاثة الزائدة على السبعة ثم الثلاث الزائدة على العشرة وأنه أعربهم إعرابًا جيدًّا بحيث سأل الشمس القباقبي في قراءتها عليه فسمح له ولكن لم يتمكن من ذلك ثم سأل ولده الشهاب أيضًا في ذلك فأجاب وما تمكن أيضًا.
5- نظم في علم القراءات فصولا تصل إلى ستين نوعًا.
6- شرح لسنن أبي داود وهو في أحد عشر مجلدًا استمد فيه من الحافظ ابن حجر بعض الأسئلة، ونقل عنه في باب تنزيل الناس منازلهم من الأدب بقوله: قال شيخنا ابن حجر.
7- شرح الأربعين النووية.
8- شرح البخاري ووصل فيه إلى آخر الحج في ثلاثة مجلدات ولم يتمه.
9- شرح تراجم ابن أبي جمرة في مجلد.
10- شرح الشفا معتنيًا فيه بضبط ألفاظه.
11- شرح ألفية العراقي في السيرة.
12- تنقيح الأذكار.
13- شرح على التنقيح للزركشي.
14- استشكالات على شرح الكرماني كتب منه مجلدًا ولم يكمله.
15- شرح جمع الجوامع في مجلد.
16- شرح منهاج البيضاوي في مجلدين.
17- شرح منهاج الطالبين للنووي.
18- شرح على مختصر ابن الحاجب.
19- شرح البهجة الوردية ولم يكمله.
20- تصحيح الحاوي. لم يصل.
21- مختصر أدب القضاء للغزي.
22- شرح ملحة الحريري مزجًا.
23- إعراب الألفية.
24- فوائد مجموعة نفيسة تتعلق بالقضاء وبالشهود.
25- مختصر حياة الحيوان للدميري مع زيادات فيه لقطعة من النباتات.
26- طبقات الفقهاء الشافعية.
27- نظم إسناده بصحيح البخاري مع حديث من ثلاثياته واقتصر فيه من شيوخه على ابن العلائي.
وقد قال الشيخ عن مؤلفاته: وجميعها تحتاج لتبييض، وأستغفر الله.
وفاته:
وقد انتقل الشيخ العلامة ابن رسلان إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان وقيل يوم الاثنين الثاني والعشرين سنة أربع وأربعين وثماني مائة (844هـ) بسكنه من المدرسة الختنية بالمسجد الأقصى من بيت المقدس ودفن بتربة ماملا بالقرب من سيدي أبي عبد الله القرشي وارتج بيت المقدس بل غالب البلاد لموته وصُلِّي عليه بجامع الأزهر وغيره صلاة الغائب، قال ابن قاضي شهبة: وقد صلينا عليه صلاة الغائب بالجامع الأموي في يوم الجمعة رابع رمضان، وهذا يؤيد أن موته في شعبان، وذكروا أنه لما ألحد سمعه الحفار يقول: "رب أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين" ورآه حسين الكردي أحد الصالحين بعد موته، فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: أوقفني بين يديه وقال: يا أحمد أعطيتك العلم فما عملت به؟ قال: علمته وعملت به. فقال: صدقت يا أحمد تمن علي، فقلت: تغفر لمن صلى عليَّ، فقال: قد غفرت لمن صلى عليك وحضر جنازتك، ولم يلبث الرائي أن مات. ولم يخلف الشيخ في مجموعه مثله علمًا ونسكًا وزهدًا نفعنا الله ببركاته وألحقنا به في عباده الصالحين ورفع درجته في عليين.
مصادر الترجمة:
1- الضوء اللامع (1/282-288).
2- إنباء الغمر (2/314،373) وغير ذلك مواضع كثر في ترجمة شيوخه.
3- الدرر الكامنة. في عدة مواضع في ترجمة شيوخه.
4- السلوك (ج4 ق3/1235).
5- درر العقود الفريدة (1/260،261).
6- المنهل الصافي (1/287،288).
7- الدليل الشافي (1/45).
8- شذرات الذهب (9/362،363).
9- البدر الطالع (1/36-38).
10- الأعلام (1/117).