اسمه ونسبه:
هو الإمام العلامة القاضي عضد الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن ركن الدين أحمد بن عبد الغفار بن أحمد الإيجي البكري المطرزي الشيرازي، من نسل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولد بإيج من نواحي شيراز بعد سنة 860هـ وقيل 700هـ.
شيوخه:
أخذ الإمام الإيجي عن مشايخ عصره إلا أنه لم يصلنا كثيرًا من الأخبار عن أسماء من لازمهم سوى:
1- الشيخ زين الدين الهنكي تلميذ الإمام البيضاوي وغيره، ولعل هذا الشيخ كان له تأثير على الإمام الإيجي.
2- الشيخ الإمام فخر الدين أبو المكارم أحمد بن الحسن الجاربردي (ت: 746هـ) شرح المنهاج في أصول الفقه للبيضاوي، وتصريف ابن الحاجب وله حواش مشهورة على الكشاف.
حياته وصفاته:
كان العلامة عضد الدين -رحمه الله- إمامًا في المعقول والمنقول قائمًا بالأصول والمعاني والعربية رأسًا في علوم متعددة كالفقه والمنطق وعلم الكلام، محققًا، مدققًا وتصدى للإقراء والإفتاء والتدريس، ووقع بينه وبين الأبهري منازعات ومناقشات وكان كثير المال جدًّا، كريم النفس يكثر الإنعام على الطلبة. وكانت أكثر إقامته بمدينة السلطانية ثم ولي القضاء في دولة الإيلخانيين في فارس وارتقى إلى منصب قاضي القضاة في دولة السلطان "أبي سعيد" ثم انتقل في النهاية إلى إيج.
تلامذته:
أنجب الإمام الإيجي تلامذة عظامًا نبلاء اشتهروا في الآفاق منهم:
1- الإمام شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني (717 - 786هـ) وقد لازم الإمام الإيجي اثنتي عشرة سنة، وصنف كتبًا في علوم شتى وله شرح مشهور على صحيح البخاري.
2- الإمام ضياء الدين عبد الله بن سعد الله بن محمد العفيفي القزويني المصري المعروف بالقرمي وبابن قاضي قرم (ت: 780هـ).
3- الإمام العلامة سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني (722- 792هـ) وغيرهم.
مؤلفاته:
1- آداب عضد الدين. وقد بين قواعد الآداب كلها في عشرة أسطر، وقد شرحه مولانا محمد الحنفي التبريزي.
2- أخلاق عضد الدين. وهو مختصر في جزء لخص فيه زبدة ما في المطولات ورتبَّه على أربعة مقالات وقد شرحه تلميذه شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني (ت: 786هـ).
3- إشراق التواريخ.
4- بهجة التوحيد.
5- تحقيق التفسير في تكثير التنوير في تفسير القرآن.
6- الرسالة العضدية في الوضع ضمن مجموع من مهمات المتون.
7- زبدة التاريخ في ترجمة إشراق التواريخ.
8- شرح المقالة المفردة في صفة الكلام.
9- شرح مختصر منتهى السول والأمل لابن الحاجب. وقد انتفع الناس به من بعده وسار في الأقطار واعتمده العلماء الكبار وهو من أحسن شروح المختصر من تدبره عرف طول باع مؤلفه فإنه يأتي بالشرح على نمط سياق المشروح ويوضح ما فيه خفاء ويصلح ما عليه مناقشة من دون تصريح بالاعتراض كما يفعله غيره من الشُّراح وقلَّ أن يفوته شيء مما ينبغي ذكره مع اختصار في العبارة يقوم مقام التطويل بل يفوق. وقد اعتمد في التدريس بالأزهر فترة طويلة، وطبع في جزأين بالآستانة عام 1307هـ ثم طبع بالمطبعة الأميرية ببولاق عام 1317هـ.
10- العقائد العضدية. مشهورة وهي مختصر مفيد ولما أتمها قضى نحبه بعد اثني عشر يومًا.
11- عيون الجواهر.
12- الفوائد الغياثية في المعاني والبيان.
13- الكواشف في شرح المواقف.
14- المواقف في علم الكلام. وهو كتاب يقصر عنه الوصف ولا يستغني عنه من رام تحقيق الفن، وقد اعتنى به العلماء عناية بالغة وظل عمدة في تدريس علم الكلام بالأزهر وغيره من معاهد العلم فترات طويلة وما زال كذلك إلى يومنا هذا وعليه شروح كثيرة، وقد طبع منها شرح الشريف الجرجاني ومعه حواشي السيالكوتي باستانبول 1289هـ ثم بمطبعة السعادة بمصر.
15- جواهر الكلام. وهو مختصر لكتابه المواقف.
16- السؤال المشهور الذي حرره إلى المحقق الجاربردي -وهو شيخه- في كلام صاحب الكشاف على قوله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} فأجابه بجواب فيه بعض خشونة فاعترض عليه الإمام الإيجي باعتراضات، وقد أجاب عن تلك الاعتراضات ابن الجاربردي وأودع ذلك مؤلفًا مستقلا.
17- آداب البحث - بَيَّن قواعدها كلها في عشرة أسطر- طبع في مجموع من مهمات المتون.
وفاته:
جرت له في آخر حياته محنة مع صاحب كرمان مبارز الدين محمد بن مظفر الدين حيث غضب عليه فحبسه بقلعة دِرَيمِيان فمات مسجونًا في سنة 756 هـ وقيل قبلها. رحمه الله رحمة واسعة.
مصادر الترجمة:
1- الدرر الكامنة (2/ 322،323).
2- طبقات الشافعية الكبرى (6/108).
3- النجوم الزاهرة (10/288).
4- طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/27- 29).
5- شذرات الذهب (6/ 174،175).
6- البدر الطالع (1/326-327).
7- ذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي (210-218).
8- بغية الوعاة (296).
9- مفتاح السعادة (1/195،196).
10- معجم المطبوعات (1331).