هو الصحابي الجليل عَبْدُ الله بْنُ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ الْخَزْرَجِي الأنْصَارِيّ. أبو مُحَمَّد، وقيل: أَبُو رواحة، وقيل: أَبُو عمرو.
كان أحد النقباء الاثنى عشر ليلة العقبة، شهد بدرًا وأُحدًا وما بعدهما من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلّا الفتح وما بعده؛ فإنه استشهد يوم مؤتة.
كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك أبدًا، وكان يحبّ مجالس الذكر والعلم؛ روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لَقِيَ الرجل من أصحابه يقول: تَعَالَ نؤمن بربنا ساعة، فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن رواحة يُرَغِّبُ عن إيمانك إلى إِيمَانِ ساعةٍ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرْحَمُ اللهُ ابْنَ رَوَاحَةَ، إِنَّهُ يُحِبُّ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَتَبَاهَى بِهَا الْمَلَائِكَةُ». "مسند أحمد".
وكان من الشعراء المحسنين الذي يدافعون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستحسن شعره؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة في عمرة القضاء وابن رواحة بين يديه يقول:
خَلُّوا بَنِي الكُفَّار عن سَبِيلِهِ ... اليومَ نضربْكُمْ على تَأْوِيلِهِ
ضربًا يُزِيلُ الْهَامَ عن مَقِيلِهِ ... وَيُذْهِلُ الخليلَ عن خَلِيلِهِ
قال عمر رضي الله عنه: يا ابن رواحة في حَرَمِ الله، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقول هذا الشعر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَلِّ عَنْهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَلَامُهُ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ». "سنن النسائي".
وكان رضي الله عنه يصوم في شدة الحرّ؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحارّ الشديد، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحرّ، وما في القوم أحدٌ صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه.
كان رحمه الله من الأمراء يوم مؤتة، أخذ الراية بعد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه واستشهد يومئدٍ. فرضي الله عنه.