اسمه ونسبه:
هو الشيخ الإمام بهاء الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عقيل الحلبي البالسي الأصل نزيل القاهرة القرشي الهاشمي الشافعي الفقيه النحوي، ينتهي نسبه إلى عقيل بن أبي طالب، ولد يوم الجمعة التاسع من شهر المحرم سنة 694 هـ أو 698هـ الموافق 1294م أو 1298م - وقدم القاهرة فلازم طلب العلم إلى أن نبغ فيه.
شيوخه:
1- لازم أبا حيان اثنتي عشرة سنة فأخذ عنه كتاب سيبويه والتسهيل وشرحه حتى كان من أجل تلامذته وشهد له بالمهارة في العربية حتى قال: «ما تحت أديم السماء أنحى من ابن عقيل».
2- لازم الشيخ علاء الدين القونوي فأخذ عنه الفقه والأصول والخلاف والمنطق وسمع من التحصيل جملة كبيرة وقرأ عليه تلخيص المفتاح في المعاني والبيان.
3- سمع من أبي الهدى أحمد بن محمد بداية الهداية للغزالي.
4- الشيخ حسن بن عمر بن عمر الكردي.
5- محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب كمال الدين أبو الفضل بن الشحنة (ت:776هـ).
6- وَزِيرة بنت عمر بن أسعد التنوخية ست الوزراء، مسندة الوقت (ت: 716هـ).
7- أخذ عن زين الدين بن الكتّاني.
8- الشيخ جلال الدين القزويني واستنابه في الحكم بالحسينية.
9- وأخذ القراءات السبع عن الشيخ تقي الدين أبي عبد الله بن الصايغ (636- 725هـ).
10- الشيخ شرف الدين بن الصابوني.
11- قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة.
مناصبه:
تولى نيابة الحكم بمصر والجيزة نائبًا عن عز الدين بن جماعة وسار سيرة حسنة جيدة، ثم عزله لواقعة وقعت منه مع القاضي موفق الدين الحجاوي الحنبلي، وكان سببه أن القاضي صنع حفلا لولده سراج الدين بمناسبة إجلاسه للتدريس بجامع الأقمر في صفر سنة 744هـ فحضره أعيان المذاهب فجرى البحث بين القاضي موفق الدين والشيخ بهاء الدين حتى أدَّى إلى المشادة فغضب الشيخ ابن جماعة لرفيقه وعزل الشيخ ابن عقيل عن نيابته وولاها تاج الدين المناوي، فلما عزل ابن عقيل غضب له الأمير صرغتمش وولاه القضاء وعزل ابن جماعة فأصبح ابن عقيل هو قاضي القضاة بالديار المصرية وذلك في يوم الخميس الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة 759 هـ.
ومما يستفاد من أخلاق العلماء أنه بعد توليته جاءه الإمام ابن جماعة إلى منزله فهنأه ثم ذهب إليه ابن عقيل بعد ذلك إلى منزله فجلس بين يديه وقال: إنما أنا نائبك، وتلك هي أخلاق العلماء. ولما تخلى الأمير صرغتمش عن دعمه أعيد الشيخ عز الدين بن جماعة إلى منصبه وعُزل ابن عقيل وكان عزله في رمضان فكانت مدة ولاية ابن عقيل على القضاء ثمانين يومًا.
صفاته:
كان - رحمه الله - رئيس العلماء وصدر الشافعية بالدِّيار المصرية إمامًا في العربية والمعاني والبيان ويتكلم في الفقه والأصول كلامًا حسنًا، حاد الخلق، قوي النفس يتيه على أرباب الدولة وهم يخضعون له ويعظمونه وكان عنده حشمة بالغة وتأنق بالغ في ملبسه ومأكله ومسكنه وكان جوادًا مهيبًا لا يتردد إلى أحد ويتردد إليه الكثير من الناس، وكان في لسانه لثغة، ومات وعليه دَيْن وكان لا يُبقي على شيء -رحمه الله - وفرَّق على الطلبة والفقهاء في ولايته مع قصرها نحو ستين ألف درهم أي ما يعادل أكثر من ثلاثة آلاف مثقال ذهبًا.
وقد درَّس بالمدرسة القطبية العتيقة بالقاهرة، ودرَّس الفقه بجامع القلعة، وولي الزاوية الخشابية بعد عز الدين بن جماعة، ثم درَّس في آخر عمره بالزاوية الكبرى بالجامع العتيق بمصر، وهو المكان الذي كان الشافعي يدرس فيه، ودرَّس التفسير بالجامع الطولوني فختم فيه القرآن تفسيرًا في مدة ثلاث وعشرين سنة ثم شرع من أول القرآن بعد ذلك فمات في أثناء ذلك. وكان القضاة قبله أمروا أن لا يكتب أحد من الشهود وصية إلا بإذن القاضي، فأبطل ذلك، وقال: إلى أن يحصل الإذن قد يموت الرجل.
مؤلفاته:
1- «الكتاب الجليل في شرح ألفية ابن مالك» طار صيته في الآفاق وكان عليه المعول في التدريس مددًا عديدة في الأزهر وغيره من معاهد العلم.
2- «التعليق الوجيز على الكتاب العزيز» في التفسير ولكن لم يكمله.
3- «الجامع النفيس لمذهب ابن إدريس» أطال فيه النفس جدًّا في فقه الشافعية، كتب منه ستة مجلدات إلى آخر الاستطابة، ولم يكمله.
4- « المساعد شرح تسهيل الفوائد للإسفراييني».
5- «الذخيرة في تفسير القرآن» وصل فيه إلى سورة النساء.
6- « تيسير الاستعداد لرتبة الاجتهاد» وهو تلخيص الجامع النفيس.
7- «كتاب مطول على مسألة رفع اليدين» ثم لخصه في كراس واحد.
8- «رسالة على قول: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى».
9- «الأوهام الواقعة للنووي وابن الرفعة» مختصر من الرافعي- لم يفته شيء من مسائله ولا من خلاف المذهب، وضم إليه زوائد الروضة والتنبيه على ما خالف النووي.
تلامذته:
درس على الشيخ ابن عقيل تلاميذ كثر نبغ منهم:
1- السراج البلقيني عمر بن رسلان بن نصير بن صلح بن شهاب بن عبد الخالق بن
عبد الحق السراج أبو حفص الكناني البلقيني ثم القاهري الشافعي (724-805هـ) وقد زوجه ابن عقيل ابنته، فهو جد ولديه العلامة بدر الدين محمد، وقاضي القضاة جلال الدين عبد الرحمن. وقال عنه الشيخ ابن عقيل: هو أحق الناس بالفتيا في زمانه.
2- سبطه جلال الدين عبد الرحمن قاضي القضاة.
3- جمال الدين بن ظهيرة.
4- الحافظ ولي الدين العراقي.
وفاته:
توفي الشيخ وهو في طريق عودته من الحج في ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة 769 هـ الموافق 24 من نوفمبر سنة 1367م ودفن بالقرافة قريبًا من تربة الإمام الشافعي رضي الله عنه. رحم الله الشيخ رحمة واسعة وتغمده بواسع المغفرة.
مصادر الترجمة:
- الدرر الكامنة (2/266).
- المنهل الصافي (7/94-97).
- غاية النهاية (1/428).
- البدر الطالع (1/386).
- شذرات الذهب (8/367-369).
- طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/129-132).
- هدية العارفين (1/467).