نسبه:
هو القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك أبو محمد الفقيه المالكي، التغلبي، البغدادي.
مولده ونشأته:
ولد القاضي عبد الوهاب سنة 363 هـ.
شيوخه:
من شيوخ القاضي عبد الوهاب: أبو بكر الباقلاني، وأبو بكر الأبهري، وأبو الحسن بن القصار، وأبو القاسم بن الجلاب، وأبو بكر بن الطيب، وعبد الملك المرواني.
وسمع أبا عبد الله العسكري، وأبا حفص بن شاهين، وعمر بن محمد بن سبنك، وسمع أيضًا من أبيه عن أبي ثابت الصيدلاني، وابن عمر بن السماك، وأبي خالد النصيبي، والحاوي، والقاضي أبو محمد بن زرقونة، وأبو عمر الهاشمي، وأبو سعيد الكرخي، والمخلص، وأبو الحسن ابن الصلت، والمجد، وابن نافع، ومحمد بن أحمد الصياد، وأبو علي ابن شاذان وغيرهم.
تلاميذه:
أما تلاميذه فمنهم: ابن عمروس، وأبو الفضل مسلم الدمشقي، وروى عنه عبد الحق بن هارون، وأبو بكر الخطيب، وأبو العباس أحمد بن منصور بن محمد بن قيس الغساني، وأبو عمر، وأبو الفضل الدمشقي؛ وروى عنه هارون الفقيه، والقاضي ابن شماخ الغافقي، وصاحبه مهدي بن يوسف، وأبو العباس ابن قشير الدمشقي، وعبد الحق بن هارون الفقيه، وأبو عبد الله المازري البغدادي.
مصنفاته:
له من المصنفات:
1- المعونة لمذهب عالم المدينة.
2- التلقين، وهو على صغره من خيار الكتب وأكثرها فائدة.
3- الإشراف على مسائل الخلاف.
4- الأدلة في مسائل الخلاف.
5- أوائل الأدلة في مسائل الخلاف.
6- النصرة لمذهب إمام دار الهجرة.
7- شرح المدونة، لم يكمل.
8- الممهد في شرح مختصر ابن أبي زيد.
9- شرح رسالة ابن أبي زيد.
10- الإفادة في أصول الفقه.
11- البروق في مسائل الفقه.
12- الرد على المزني.
13- عيون المسائل.
14- كتابه المسمى بالمروزي في الأصول.
15- المفاخر، وغير ذلك.
مناقبه:
كان القاضي عبد الوهاب حسن النظر جيد العبارة نظارا، ناصرا للمذهب المالكي، ثقة حجة، فريد عصره، وكان فقيهًا متأدبًا شاعرًا.
وقال أبو بكر الباقلاني إنه يعجبه حفظ أبي عمران الفاسي القيرواني، ويقول لو اجتمع في مدرستي هو وعبد الوهاب – يقصد المترجَم – لاجتمع علم مالك، أبو عمران يحفظه وعبد الوهاب ينصره.
وكان القاضي عبد الوهاب بن نصر قد ولي قضاء الدينور وباذرايا وباكسايا، من أعمال العراق، وولي قضاء أسعرد (مدينة بكردستان) وولي قضاء المالكية بمصر آخر عمره، وبها مات.
وحين كان في بغداد ابتلي بالفقر الذي ألجأه لمفارقتها إلى مصر، وقد ودعه جملة موفورة من أعلامها، وطوائف كثيرة، فقال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشية ما عدلت ببلدكم وأنشد:
لا تـطـلـبنَّ مــن المـجـبــوب أولادا ... ولا الســـراب لتسقـي منه ورادا
ومـن يــروم مــن الأرذال مكـــرمـــة ... كـمـن يـــروم مــن الأتبان أوتــــادا
وعلل بعضهم سبب خروجه لقصة جرت له؛ لكلام قاله في الشافعي، فخاف على نفسه وطُلِبَ، فخرج فارًّا عنها.
قدم القاضي عبد الوهاب بن نصر دمشق في شوال سنة 419 هـ، وخرج في جمادى الأولى من سنة 420 هـ، ولما وصل إلى مصر كانت نيَّته المغرب، فوُصِفَ له المغرب فزهد فيه.
وتوجه لمصر، فملأ أرضها وسماءها علما، وحمل لواءها، واستتبع سادتها وكبراءها، تناهت إليه الغرائب، وانثالت عليه الرغائب، وولي قضاء المالكية بها؛ إذ في عهد العبيديين صار بها قاضيان شيعي ومالكي، ولم يُعمِّر في مصر طويلا، وقال في مرض موته: لا إله إلا الله لما عشنا متنا.
وفاته:
توفي رحمه الله سنة 422 اثنين وعشرين وأربعمائة عن 73 سنة.
المصادر:
شجرة النور الزكية للشيخ محمد بن محمد مخلوف: 1/103، ط المطبعة السلفية.
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لأبي الحسن علي بن بسام الشنتريني: 8/515، ط الدار العربية للكتاب، ليبيا – تونس.
ترتيب المدارك وتقريب المسالك لأبي الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي: 7/220، ط مطبعة فضالة - المغرب.
تاريخ دمشق لابن عساكر: 37/238، ط دار الفكر.
تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا) لأبي الحسن المالقي الأندلسي: 41، ط دار الآفاق الجديدة - بيروت.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون: 159، ط دار الكتب العلمية.