نسبه:
هو الشيخ حسن بن عمار بن علي أبو الإخلاص الوفائي المصري الشرنبلالي.
مولده ونشأته:
والشُّرُنْبُلالي نسبة لشبرا بلولة وهذه النسبة على غير قياس، والأصل شبرا بلولي، وهي من أعمال المنوفية بمصر، جاء به والده منها إلى القاهرة وسنه يقرب من ست سنوات، فحفظ القرآن وأخذ في الاشتغال بالعلم، رحمه الله تعالى.
مناقبه:
كان الشرنبلالي من أعيان الفقهاء وفضلاء عصره، وهو من أحسن المتأخرين ملكة في الفقه وأعرفهم بنصوصه وقواعده، وأنداهم قلمًا في التحرير والتصنيف، وكان المعوَّل عليه في الفتاوي في عصره، ودرس بالجامع الأزهر، وتقدم عند أرباب الدولة.
ويروي محمد أمين بن فضل الله بن محب الدين بن محمد المحبي صاحب (خلاصة الأثر) عن والده فضل الله الدمشقي أنه قال في حق الشرنبلالي: والشيخ العمدة الحسن الشرنبلالي مصباح الأزهر وكوكبه المنير المتلألئ، لو رآه صاحب (السراج الوهاج) لاقتبس من نوره، أو صاحب (الظهيرة) لاختفى عند ظهوره، أو ابن الحسن لأحسن الثناء عليه، أو أبو يوسف لأجَلَّه، ولم يأسف على غيره ولم يلتفت إليه، ويكمل قائلا في وصفه: عمدة أرباب الخلاف، وعدة أصحاب الاختلاف، صاحب التحريرات والرسائل التي فاقت أنفع الوسائل، مبدي الفضائل بإيضاح تقريره، ومحيي ذوي الإفهام بدرر غرر تحريره، نقال المسائل الدينية، وموضح المعضلات اليقينية، صاحب خلق حسن وفصاحة، وكان أحسن فقهاء زمانه.
واشتهرت مصنفاته في حياته وانتفع الناس بها، وهي أكبر دليل على ملكته الراسخة وتبحره، وله مع الصالحين وأولياء الله إشارات ووقائع أحوال، منها: أن بعضهم قال له: يا حسن.. من هذا اليوم لا تشتر لك ولا لأهلك وأولادك كسوة، فكانت تأتيه الكسوة الفاخرة، ولم يشتر بعدها شيئا من ذلك.
شيوخه:
قرأ الشرنبلالي في صباه على الشيخ محمد الحموي، والشيخ عبد الرحمن المسيري، وتفقه على الإمام عبد الله النحريري، والعلامة محمد المحبى المصرى الملقب شمس الدين الحنفى، والشيخ الإمام علي بن غانم المقدسي.
تلاميذه:
اشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به، منهم: العلامة أحمد العجمي، والسيد السند أحمد الحموي، والشيخ شاهين الأرمناوي، والعلامة إسماعيل النابلسي، وعالم القدس الشيخ عبد الرحيم بن أبي اللطف الحسيني، والشيخ حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الجبرتي الحنفي، جد والد الجبرتي المؤرخ صاحب عجائب الآثار، والشيخ عبد الحي الشرنبلالي، والشيخ إبراهيم الشرنبلالي، وولده الشيخ حسن الشرنبلالي، والشيخ أحمد السعودي الشهير بالشلبي المصري الحنفي، والشيخ صالح بن علي الصفدي الحنفي، والشيخ عبد الباقي بن عبد الرحمن ابن عبادة، والشيخ فخر الدين بن زكريا بن إبراهيم المعروف بالمعري الحنفي، والشيخ محمد بن تاج الدين بن محمد المقدسي الرملي الحنفى، والشيخ محمد بن حافظ الدين بن محمد المعروف بالسروري المقدسي الحنفي، والشيخ محمد بن حسين الملا بن ناصر بن حسن بن محمد بن ناصر بن الشيخ القطب الرباني شهاب الدين الأشقر العقيلي الحنفي، والشيخ يونس المصري ابن أحمد المحلي الأزهري الكفراوي الشافعي.
مصنفاته:
صنف الشرنبلالي كتبًا كثيرة في المذهب، وأجلُّها حاشيته على الدرر والغرر لمنلا خسرو، وشرح منظومة ابن وهبان.
ونور الإيضاح ونجاة الأرواح في الفقه الحنفي، وشَرَحَه في (مراقي الفلاح شرح متن نور الإيضاح)، ومراقي السعادات في علمي التوحيد والعبادات، وغنية ذوي الأحكام، وفتح الألطاف بجدول طبقات مستحقي الأوقاف، وإتحاف ذوي الإتقان بحكم الرهان، والاستفادة من كتاب الشهادة، وتحفة الأكمل، والتحقيقات القدسية، وتعرف برسائل الشرنبلالي وعدتها 48 رسالة، والعقد الفريد في التقليد.
وفاته:
وكانت وفاته يوم الجمعة بعد صلاة العصر في الحادي عشر من شهر رمضان سنة 1069 هـ، عن نحو 75 سنة ودفن بتربة المجاورين.
المصادر:
عجائب الآثار في التراجم والأخبار للجبرتي: 1/116، ومواضع أخرى، ط دار الجيل.
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر لمحمد أمين بن فضل الله الدمشقي: 2/38 ومواضع أخرى، ط دار صادر.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر لأبي الفضل محمد خليل الحسيني: 3/3، 4/42، 266، ط دار البشائر الإسلامية - دار ابن حزم.
الأعلام للزركلي: 2/208، ط دار العلم للملايين.
معجم المؤلفين لكحالة الدمشقي: 3/265، ط مكتبة المثنى- دار إحياء التراث العربي.