نسبه:
هو أبو بكر أحمد بن علي الرازي، ولقبه الجصَّاص، ويتوهم البعض أن أبا بكر الرازي غير الجصَّاص، وهو خطأ؛ لأن أبا بكر الرازي لقبه الجصَّاص وليس شخصًا آخر غيره.
مولده ونشأته:
ولد الجصاص سنة 305 هـ، في الرَّيِّ، من أعمال طهران بإيران حاليًا، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 325 هـ، ومات فيها.
مناقبه:
أبو بكر الرازي الجصاص هو إمام أصحاب الرأي، وانتهت إليه رياسة المذهب الحنفي في وقته، وكان مشهورا بالزهد والورع، ورحل إليه المتفقهة لينهلوا من علمه.
قال الصيمري: استقر التدريس ببغداد لأبي بكر الرازي، وانتهت الرحلة إليه، وكان على طريق من تقدمه في الورع والزهد والصيانة، ودرس على الكرخي، ثم خرج إلى الأهواز، ثم عاد إلى بغداد، ثم خرج إلى نيسابور مع الحاكم النيسابوري برأي شيخه أبى الحسن الكرخي ومشورته، فمات الكرخي وهو بنيسابور، ثم عاد إلى بغداد سنة 344 هـ.
وحين دُعي إلى ولاية القضاء رفض، وله في ذلك قصة بليغة، قال أبو بكر الأبهري: خطبني المطيع على قضاء القضاة، وكان السفير في ذلك أبو الحسن بن أبي عمرو السوائي، فأبيت عليه وأشرت بأبي بكر أحمد بن علي الرازي، فأحضر الخطاب على ذلك وسألني أبو الحسن بن أبي عمرو معونته عليه، فخوطب فامتنع، وخلوت به فقال لي: تشير علي بذلك؟ فقلت: لا أرى لك ذلك، ثم قمنا إلى بين يدي أبي الحسن بن أبي عمرو وأعاد خطابه وعدت إلى معونته فقال لي: أليس قد شاورتك فأشرت علي أن لا أفعل! فوجم أبو الحسن بن أبي عمرو من ذلك وقال: يشير علينا بإنسان ثم يشير عليه أن لا يفعل! قلت: نعم! أما في ذلك أسوة بمالك بن أنس أشار على أهل المدينة أن يقدموا نافعا القاري في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشار على نافع أن لا يفعل! فقيل له في ذلك: أشرت عليكم بنافع لأني لا أعرف مثله، وأشرت عليه أن لا يفعل لأنه يحصل له أعداء وحساد! فكذلك أنا أشرت عليكم به لأني لا أعرف مثله، وأشرت عليه أن لا يفعل لأنه أسلم لدينه.
شيوخه:
تفقه الجصاص على أبي سهل الزجاج، وأبي الحسن الكرخي.
وروى عن أبي العباس الأصم النيسابوري، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وسليمان بن أحمد الطبراني، كما روى عن أبى عمر غلام ثعلب، وغيرهم.
تلاميذه:
كما تفقه عليه أبو بكر أحمد بن موسى الخوارزمي، وأبو عبد الله محمد بن يحيى بن مهدي الفقيه الجرجاني، شيخ القدوري، وأبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعروف بابن المسلمة، وأبو جعفر محمد بن أحمد النسفي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن أحمد الزعفراني، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن الطيب الكماري.
مصنفاته:
له من المصنفات:
1- أحكام القرآن.
2- شرح مختصر شيخه أبى الحسن الكرخي
3- شرح مختصر الطحاوي في فروع الفقه الحنفي.
4- شرح الجامع الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني.
5- شرح الأسماء الحسنى.
6- شرح كتاب الخصاف في أدب القاضي على مذهب أبي حنيفة.
7- له كتاب في أصول الفقه.
8- جوابات عن مسائل وردت عليه.
وفاته:
توفي أبو بكر الرازي الجصاص في سابع ذي الحجة سنة 370 هـ، وصلَّى عليه صاحبه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي.
المصادر:
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 5/72، ط دار الكتب العلمية.
الجواهر المضية في طبقات الحنفية لمحيي الدين الحنفي: 1/84، ط الهند.
تاج التراجم في طبقات الحنفية لزين الدين الجمالي الحنفي: 1/96، ط دار القلم.
الأعلام للزركلي: 1/171، ط دار العلم للملايين.
معجم المؤلفين لكحالة الدمشقي: 2/7، ط مكتبة المثنى- دار إحياء التراث العربي.