نسبه:
هو الإمام الحافظ المحدث الفقيه الزاهد الواعظ شيخ الحنابلة زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد بن مسعود السلامي البغدادي الدمشقي الحنبلي.
مولده ونشأته:
وُلد في بغداد في ربيع الأول سنة 706 هـ، ثم قدم مع والده الشيخ الإمام المقرئ المحدث شهاب الدين أبي العباس أحمد بن رجب، وهو صغير، واشتغل بسماع الحديث باعتناء والده.
مناقبه:
الحافظ ابن رجب هو أحد الأئمة الزهاد والعلماء العباد، مالت القلوب بالمحبة إليه وأجمعت الفرق عليه، كانت مجالس تذكيره الناس عامة نافعة وللقلوب صادعة.
درس بحلقة الثلاثاء والمدرسة الحنبلية، وكان لا يعرف شيئا من أمور الناس، ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات، وكان يسكن المدرسة السكرية بالقصاعين.
شيوخه:
أجازه ابن النقيب وأجاز له النووي وسمع بنفسه بمكة على الفخر عثمان بن يوسف، وسمع من أبي الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي بمصر ، ومحمد بن إسماعيل الخباز وإبراهيم بن داود العطار بدمشق وأبي الحزم بن القلانسي والترمذي، ومن جماعة من أصحاب ابن البخاري.
تلاميذه:
من تلاميذه – رحمه الله - قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن إسماعيل الحنبلي المعروف بابن الرسام، والقاضي محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادي، وداود بن سليمان بن عبد الله الموصلي الدمشقي، محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الدمشقي الصالحي، أبو بكر بن علي بن عمر بن عبد الحق التلعفري، القاضي علاء الدين علي بن محمود بن أبي بكر المعروف بابن المغلي، وعلاء الدين ابن اللحام، وعز الدين المقدسي الحنبلي، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبادة السعدي الأنصاري الحنبلي.
مصنفاته:
صنف – رحمه الله – عددًا من المصنفات، منها: "القواعد الفقهية" وتدل على معرفة تامة بالمذهب، وشرح جامع الترمذي، وشرح علل الترمذي، وشرح قطعة من صحيح البخاري لم يكمل وصل فيه إلى كتاب الجنائز، وشرح أربعين النووي، وذيل على كتاب طبقات الفقهاء الحنابلة للقاضي أبي الحسين محمد بن الفراء، وكتاب اللطائف في الوعظ وأهوال القبور.
وفاته:
توفي الشيخ زين الدين ابن رجب في شهر رجب سنة 795 هـ، ودفن بمقبرة الباب الصغير، جوار قبر الشيخ الفقيه الزاهد أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي المقدسي الدمشقي المتوفي في ذي الحجة سنة 480 هـ، وهو الذي نشر مذهب الإمام أحمد بن حنبل ببيت المقدس، ثم بدمشق رحمه الله تعالى.
قال الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر الدمشقي: حدثني من حفر لحده أنه جاءه قبل أن يموت بأيام فقال: احفر لي لحدًا وأشار إلى البقعة التي دفن فيها فحفرت له فلما فرغت نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه، وقال: هذا جيد، ثم خرج فوالله ما شعرت بعد أيام إلا وقد أُتيَ به ميتا محمولاً في نعشه، فوضعته في ذلك اللحد وواريته فيه.
المصادر:
ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي: 243، ط دار الكتب العلمية.
إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر: 1/460 - 461، ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
الأعلام للزركلي: 3/294-295، ط دار العلم للملايين.
الرد الوافر لابن ناصر الدين: 1/106-107، ط المكتب الإسلامي.
لحظ الألحاظ لأبي الفضل الهاشمي: 9/118، ط دار الكتب العلمية.
المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي لابن تغري بردي: 7/164، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب.
المقصد الأرشد لابن مفلح: 20/82، ط مكتبة الرشد.
كنوز الذهب في تاريخ حلب لموفق الدين أبي ذر: 2/159.
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشمس الدين السخاوي، ط دار مكتبة الحياة.
شذرات الذهب في تاريخ من ذهب لأبي الفلاح، ط دار ابن كثير.