اسمه ومولده:
هو الإمام العالم العامل القدوة الحجة الفهامة، حامل لواء المذهب، التقي الورع ضياء الدين أبو المودَّة وأبو الضياء خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المعروف بالجندي -لأنه كان جنديا واستمر يلبس زي الجند إلى انتقاله- الكردي المصري المالكي.
ولم يقف أحد ممن ترجم له على تاريخ مولده تحديدا إلا أن المرجح مولده أوائل القرن الثامن.
إسناده في الفقه المالكي:
وهذا من المطلوبات المهمات والنفائس الجليات التي ينبغي للفقيه والمتفقه معرفتها، ويقبح به جهالتها، فإن شيوخه في العلم آباء في الدين ووصلة بينه وبين رب العالمين، وكيف لا يقبح جهل الأنساب والوصلة بينه وبين الكريم الوهاب مع أنه مأمور بالدعاء لهم والثناء عليهم والشكر لهم.
فالشيخ العلامة ولي الله تعالى خليل بن إسحاق صاحب المختصر أخذ الفقه عن الشيخ العالم العامل أبي محمد عبد الله بن سليمان المنوفي، وهو أخذ الفقه عن جماعة، منهم: شيخ المالكية الشيخ زين الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بالقوبع، وهو أخذ الفقه عن جماعة، منهم: الشيخ يحيى بن الفرج بن زيتون، ومحمد بن عبد الرحمن قاضي تونس، وأخذ عن ابن حبيش وابن الدارس، وأخذ القاضي عبد الرحمن بن خلدون عن جماعة، منهم: قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن عبد السلام، وأخذ ابن عبد السلام عن جماعة، منهم: أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون، الذي أخذ عن أبي القاسم أحمد بن يزيد بن أحمد بن بقي، وأخذ ابن بقي عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق، وأخذ محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله محمد بن فرج مولى ابن الطلاع، وأخذ أبو عبد الله ابن الطلاع والقاضي أبو الوليد الباجي عن أبي طالب مكي بن محمد بن مختار القيسي، وتفقه مكي بجماعة، منهم: الشيخ الإمام القدوة الورع جامع مذهب مالك وشارح أقواله أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني، وهو تفقه بجماعة، منهم: الإمام القدوة الزاهد أبو بكر محمد بن اللباب، وهو تفقه بجماعة، منهم: الإمام القدوة الزاهد مجاب الدعوة أبو زكريا يحيى بن عمر بن يوسف البلوي الإفريقي صاحب كتاب "اختلاف ابن القاسم وأشهب"، وهو تفقه بجماعة، منهم الإمامان: الحجة الزاهد أبو سعيد عبد السلام المدعو بسحنون، والعلامة القدوة أبو مروان عبد الملك بن حبيب، وهما تفقها بجماعة، منهم الإمامان: الفقيه القدوة أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي، والعلامة الزاهد أبو عمر أشهب بن عبد العزيز واسمه مسكين، وهما تفقها بالإمام المجتهد إمام دار الهجرة أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث المدني، وهو تفقه بجماعة من علماء التابعين، منهم: ربيعة بن عبد الرحمن ونافع، وتفقه ربيعة على أنس وتفقه نافع على ابن عمر، وكلاهما ممن أخذ عن سيد المرسلين وإمام المتقين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين.
حياته:
كان والد الإمام خليل -رحمه الله- جنديا، وكان صالحا يحب الصالحين ويحب مجالستهم، وكان على صلة بالإمام ابن الحاج المالكي ويجالسه مع كونه حنفيا؛ ولذا نشأ الإمام خليل مالكيا، وكذا كان على صلة بالولي الإمام عبد الله المنوفي، وكان الإمام خليل في صغره ينشغل بقراءة الحكايات، فقال له الشيخ عبد الله المنوفي: يا خليل، من أعظم الآفات السهر في الخرافات. قال: فعلمت أن الشيخ علم بحالي وانتهيت من ذلك الحين. واشتغل الإمام خليل بمذهب الإمام مالك تعلما وتعليما في زمانه بمصر حتى كان -رحمه الله- صدرا في علماء القاهرة، مجمعا على فضله وديانته، أستاذا متمكنا من أهل التحقيق، ثاقب الذهن أصيل البحث، مشاركا في فنون من العربية والحديث والفرائض، فاضلا في مذهب مالك، صحيح النقل، تخرج بين يديه جماعة من الفقهاء الفضلاء، وكان الشيخ من جملة أجناد حلقة المنصورة، يلبس زي الجند المتقشفين، ذا دين وفضل وزهد وانقباض عن أهل الدنيا، جمع بين العلم والعمل، وأقبل على نشر العلم فنفع الله به المسلمين، وجاور مكة وحج يُقرئ في الفقه والحديث والعربية، وله منسك وتقاييد مفيدة.
ودَرَّس بالمدرسة الصالحية الفقهَ والحديثَ والعربيةَ ثم بالمدرسة الشيخونية، وكان أول مدرس للمالكية بها، ولم يزل يدرس بها إلى أن مات.
وكان -رحمه الله- صدرا في العلماء، مجمعا على فضله وديانته، ثاقب الذهن أصيل البحث.
وشرع في الاشتغال بعد شيخه وتخرج به جماعة، ثم درَّس بالشيخونية وأفتى وأفاد، ولم يغير زي الجند، وكان صينا عفيفا نزيها، وله مختصر في الفقه، وكان أبوه حنفيا يلازم الشيخ أبا عبد الله بن الحاج ويعتقده، فشغل ولده مالكيا بسببه.
وكان -رحمه الله- من أهل الدين والصلاح والاجتهاد في العلم إلى الغاية حتى إنه كان لا ينام في بعض الوقت إلا زمنا يسيرا بعد طلوع الفجر؛ ليريح النفس من جهد المطالعة والكتابة، مقبلا على ما يعنيه من النظر والاطلاع، بعيدا عن الترف والكسل، وكان مدرس المالكية بالشيخونية وهي أكبر مدرسة بمصر، وبيده وظائف أخرى تتبعها، وكان يرتزق على الجندية؛ لأن سلفه منهم، وكان نزل من القاهرة مع الجيش؛ لاستخلاصها من أيدي العدو حين أخذت الإسكندرية عشر السبعين وسبعمائة.
وحكي عنه أنه جاء يوما لمنزل بعض شيوخه، فوجد كنيف المنزل مفتوحا ولم يجد الشيخ هناك، فسأل عنه فقيل له: إنه شق عليه أمر هذا الكنيف، فذهب يطلب من يستأجر له على تنقيته، فقال خليل: أنا أولى بتنقيته، وشمر عن ذراعيه ونزل ينقيه، فجاء الشيخ فوجده على تلك الحال والناس حلقوا عليه ينظرون إليه تعجبا من فعله، فقال الشيخ: من هذا؟ قالوا خليل. فاستعظم الشيخ ذلك وبالغ في الدعاء له عن قريحة ونية صادقة، فنال بركة دعائه، ووضع الله سبحانه وتعالى البركة في عمره، فسبحان الفتاح العليم.
وسمعت شيخنا القوري يقول: إنه من أهل المكاشفة، وإنه مر بطباخ دلس على الناس، يبيع لحم الميتة، فكاشفه وتاب على يده. قلت: وغالب ظني أني وقفت على مسألة الطباخ في ترجمة المنوفي، ذكرها الشيخ خليل في مناقب شيخه، والله أعلم.
شيوخه:
- الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المعروف بابن الحاج (ت: 737هـ) صاحب المدخل، أخذ عنه الفقه.
- وتفقه على الإمام العالم العامل أبي محمد عبد الله بن محمد بن سليمان المنوفي (686- 747هـ) أحد شيوخ مصر علما وعملا، وكان يدرس بالمدرسة الصالحية بالقاهرة، فلزمه وانتفع به.
- سمع من عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن قدامة المقدسي (657- 749هـ) والذي أقدمه وزير بغداد إلى الديار المصرية، فحدث بصحيح مسلم بالصالحية.
- قرأ على برهان الدين إبراهيم بن لاجين بن عبد الله الرشيدي الشافعي (673- 749هـ) وكان يدرس ويقرئ ويخطب بجامع أمير حسين خارج القاهرة، قرأ عليه في العربية والأصول.
- الشيخ الحافظ بهاء الدين عبد الله بن محمد بن خليل المكي الشافعي (655- 777هـ) قرأ عليه سنن أبي داود وجامع الترمذي.
تلامذته:
- الشيخ عبد الخالق بن علي بن الحسين الشهير بابن الفرات (ت: 794هـ) أخذ عنه الفقه وشرح مختصره.
- الشيخ أبو الوفاء إبراهيم بن علي بن فرحون اليعمري (ت: 799هـ) صاحب الديباج المذهب.
- الشيخ شمس الدين محمد بن عمر بن علي بن عبد الدار الغماري (720- 802هـ) أخذ عنه الفقه واللغة.
- الشيخ العلامة جمال الدين عبد الله بن مقداد بن إسماعيل الأقفهسي ويقال له: الأقفاصي (ت: 823هـ) أخذ عنه الفقه وصار من رؤوس المذهب، وشرح مختصر شيخه.
- العلامة الهمام قاضي القضاة تاج الدين أبو البقاء الشيخ بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عوض المالكي الدميري (ت: 805هـ) أخص تلامذته وحامل لواء المذهب بمصر بعده، وأتم مختصره ثم شرحه ثلاثة شروح.
- الشيخ العلامة جمال الدين أبو الحسن يوسف بن خالد بن نَعيم البساطي (741- 829هـ) وشرح مختصر شيخه.
- الشيخ أبو عبد الله ناصر الدين محمد بن عثمان بن موسى بن محمد الإسحاقي (ت: 810هـ).
- مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي (729- 817هـ).
- خلف بن أبي بكر التحريري (ت: 818هـ) أخذ عنه الفقه وبرع فيه.
مؤلفاته:
أ- المختصر: من أجل المختصرات على مذهب الإمام مالك، قصد فيه إلى بيان المشهور مجردا عن الخلاف، وجمع فيه فروعا كثيرة جدا مع الإيجاز البليغ، نسج فيه على منوال الحاوي، وكانت مقاصده جميلة رحمه الله تعالى، كتاب صغر حجمه، وكثر علمه، وجمع فأوعى، وفاق أضرابه جنسا ونوعا، واختص بتبيين ما به الفتوى، وما هو الأرجح والأقوى، لما تسمح قريحة بمثاله، ولم ينسج ناسج على منواله، وقد مكث في تأليفه عشرين سنة لم ير فيها نهر النيل وكانت داره بجواره، حتى قيل: إنه حوى ألف ألف فرع منطوقا ومثلها مفهوما، بيَّضه إلى باب النكاح، ووُجد باقيه في أوراق مسودة، فجمعه أصحابه، وألف الإمام بهرام باب المقاصة منها، وكمل الأقفهسي جملة يسيرة ترك المصنف لهما بياضا، وبعد أن ألفه الشيخ عكف عليه المالكية، وأقبل الطلبة على دراسته وتحصيله، واشتغل به العلماء درسا وإقراء وتحشية وتقريرا، حتى حكي عن العلامة ناصر الدين اللقاني أنه حيث عورض كلام خليل بكلام غيره كان يقول: نحن أناس خليليون -أي على قول خليل- مبالغة في الحرص على متابعته، وقال الشيخ ابن غازي في مدح المختصر: إنه من أفضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رمق بالأحداق وصرفت له همم الحذاق، إذ هو عظيم الجدوى بليغ الفحوى، بين ما به الفتوى وما هو المرجح الأقوى، قد جمع مع الاختصار شدة الضبط والتهذيب، وأظهر الاقتدار على حسن المساق والترتيب، فما نسج أحد على منواله ولا سمحت قريحة بمثاله. وظل يدرس -مع شروحه وحواشيه- بالأزهر وغيره من معاهد العلم زمانا بل وإلى يومنا هذا.
ومدحه الشيخ العلامة محمد الفارضي الحنبلي (ت: 981هـ) فقال:
أطلاب علم الفقه مختصر الرضا | خليل لكم فيه الحياة فعيشوا |
ولله بيت ضمنوه مديحه | به يهتدي مَن في الأنام يطيش |
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها | خليل بن إسحاق الإمام يعيش |
إلا أنه لفرط الإيجاز كاد يعد من جملة الألغاز؛ ولذلك كثر على المختصر الشروح والتعاليق حتى أربت على المائة ما بين شرح وحاشية، نذكر منها جملة تغني عن غيرها، فمن تلك الشروح:
- شفاء العليل في شرح مختصر الشيخ خليل: وهو لتلميذ المصنف العلامة الهمام قاضي القضاة تاج الدين أبي البقاء الشيخ بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عوض المالكي الدميري (ت: 805هـ) وقد اعتنى بحل عبارته، وإيضاح إشارته، وتفكيك رموزه، واستخراج مخبآت كنوزه، وإبراز فوائده وتقييد شوارده، فشرحه ثلاثة شروح صار بها غالبه في غاية البيان والوضوح، واشتهر منها الأوسط في أماكن كثيرة غاية الاشتهار، واشتغل الناس به في سائر الأقطار مع أن الشرح الأصغر أكثر تحقيقا، وشروحه معتمدة في المذهب.
- شرح العلامة عبد الخالق بن علي بن الحسين المعروف بابن الفرات المصري، وهو من تلامذة المصنف، وكان حنفيا ثم انتقل إلى مذهب مالك، وهو شرح حسن.
- شرح الشيخ العلامة جمال الدين عبد الله بن مقداد بن إسماعيل الأقفهسي، وسلكا في شرحيهما مسلك الشيخ بهرام وإن كان ابن الفرات أوسع من جهة النقل.
- شفاء العليل في شرح مختصر خليل: وهو شرح العلامة المحقق قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن نَعيم بن مقدم البساطي المالكي (ت: 842 هـ) وهو شرح أكثر فيه من الأبحاث والمناقشة في عبارة المصنف، وسلك مسلك الشارح في أغلب شرحه، وهو كثير الأبحاث اللفظية، قليل الفوائد الفقهية، ولم يكمله، وبقي منه اليسير أكمله تلميذه أبو القاسم محمد بن محمد النويري، فكتب من السَّلم إلى الحوالة.
- الكفؤ الكفيل بشرح مختصر خليل: وهو شرح الشيخ العلامة جمال الدين يوسف بن خالد بن نَعيم البساطي تلميذ خليل وابن عم الشمس البساطي.
- شرح نور الدين علي بن عبد الله السنهوري: عُنِيَ فيه بالجواب عن اعتراضات البساطي إلا أنه لم يتمه، كتب من أوله إلى الاعتكاف، ومن البيوع إلى الحَجْر. قال تلميذه أبو الحسن: لو تم لم يكن له نظير.
- شرح الشيخ سالم بن محمد السنهوري: وهو المراد بالسنهوري عند الإطلاق.
- الدرر في توضيح المختصر: وهو شرح كمال الدين محمد المعروف بابن الناسخ الطرابلسي (ت: 914هـ).
- تسهيل السبيل لمقتطِف أزهار روض خليل: شرح للشيخ إبراهيم بن فائد بن موسى الزواوي القسنطيني (ت: 857هـ) استوفى فيه النقول عن ابن عبد السلام، وابن عرفة، والتوضيح وغيرهم، وختمه بباب جامع لخص فيه فوائد من بيان ابن رشد وغيره، وهو شرحه الكبير على المختصر.
- تحفة المشتاق في شرح مختصر خليل بن إسحاق: وهو شرحه الأوسط.
- فيض النيل على مختصر خليل: وهو شرحه الصغير.
- شرح الشيخ الإمام ناصر الدين اللقاني المالكي، طبع بفاس سنة 1309هـ مع شرح على خطبة المختصر لأبي محمد عبد السلام بن الطيب القادري.
- شرح الشيخ كريم الدين البرموني تلميذ الناصر اللقاني.
- عطاء الله الجليل الجامع لما عليه من شرح جميل: وهو شرح الشيخ بدر الدين محمد بن يحيى القرافي.
- فتح الجليل في شرح مختصر خليل: وهو الشرح الكبير للعلامة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن إبراهيم التتائي (ت: 942 هـ) وفي شرحه هذا أوهام كثيرة نبه عليها المحقق الشيخ مصطفى الرماصي الجزائري في حاشيته.
- جواهر الدرر في شرح المختصر.
- شرح الشيخ يحيى بن عبد السلام القسنطيني العُلَمي: مال فيه إلى الاختصار، ولا يخلو من فوائد.
- المنزع النبيل شرح مختصر خليل: وهو شرح العلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق التلمساني (ت: 842 هـ) وهو من الشروح المعتمدة وقيل: إنه لا نظير له.
- شرح الشيخ زروق، مال فيه كعادته إلى الاختصار مع التحرير، ولا يخلو عن فوائد.
- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: وهو شرح العارف بالله حامل لواء المذهب الشيخ محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطاب الرعيني المالكي (ت: 954هـ)، وهو شرح يدل على كثرة اطلاعه، وسعة حفظه لقواعد المذهب وفروعه، أطال النفس في أوائله، وفي كتاب الحج بصفة خاصة حتى لم يكن له في الشروح نظير، لكن أدركه الملل بعد ذلك فيما يظهر؛ ولهذا شرح أبو علي بن رحال المعداني من كتاب النكاح إلى الآخر، وجعله تتمة لشرح الحطاب، وقد كان أبو علي أعجوبة في الاطلاع والجمع والتحصيل. وقد طبع شرح الحطاب بمطبعة السعادة سنة 1329هـ في مجلدين، ثم بالمطبعة الميمنية سنة 1331هـ في 6 أجزاء.
- المنهج الجليل في شرح مختصر خليل: وهو شرح الشيخ بركات بن محمد بن عبد الرحمن الحطاب شقيق الإمام الحطاب السابق.
- شرح العلامة المحقق سالم بن محمد السنهوري (ت: 1015هـ).
- شرح الشيخ عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن محمد بن علوان الزرقاني (1020- 1099هـ) وهو شرح واسع، كثير الفوائد، حسن الجمع والترتيب، تشد إليه الرحال، فرغ من تأليفه سنة 1090هـ، وقد اعتنى به المتأخرون فكتبوا عليه الحواشي وبينوا فيها ما حصل له من وهم أو سهو. نذكر منها: حاشية الشيخ محمد بن حسن البناني المسماة "الفتح الرباني لما ذهل عنه الزرقاني" فرغ من تأليفها سنة 1173هـ، وهي من الحواشي الهامة واعتمدها المتأخرون في الإفتاء، وهي مطبوعة مع هذا الشرح بمطبعة بولاق بالقاهرة سنة 1303، ثم بها أيضا سنة 1310هـ، وحاشية الشيخ التاودي بن سودة في مجلدين اسمها: "طالع الأماني على الشرح الزرقاني"، وحاشية الشيخ الأمير في جزأين لم تطبع، وحاشية الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف الشهير بالرهوني وهي أوسع الحواشي وأكبرها، طبعت بفاس سنة 1294هـ، ثم بمطبعة بولاق بالقاهرة سنة 1306هـ في ثمانية أجزاء، ومعها حاشية أبي عبد الله سيدي محمد بن المدني بن علي كنون.
- شرح شيخ المالكية أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخرشي (1010- 1102 هـ): شرحان؛ كبير في ستة مجلدات ضخام، وصغير، وقد طبع بمطبعة مصطفى محمد بالقاهرة سنة 1306هـ في 5 أجزاء، ثم طبع مع حاشية الشيخ علي الصعيدي العدوي (1112- 1189هـ) عليه بمطبعة بولاق بالقاهرة سنة 1319هـ في 8 أجزاء.
- مواهب الجليل في تحرير ما حواه مختصر خليل: وهو شرح شيخ الإسلام العلامة أبي الإرشاد علي بن محمد الأجهوري (967- 1066هـ) وهو أحد شروح ثلاثة، كبير في عشرة أجزاء، ووسط في خمسة مجلدات، وصغير في مجلدين، وفي شروحه -خصوصا الكبير- فوائد وغرائب، على أوهام تقع منه في النقل والتخريج.
- شرح الفقيه الصالح خضر زين البحيري، جمعه من شرح التتائي وغيره.
- منن الرب الجليل على مهمات تحرير خليل: وهو شرح المحقق الشيخ أبي العباس أحمد بابا بن عمر التنبكتي (ت: 1036هـ) وهو شرح جميل لخص فيه لباب ما وقف عليه من الشروح، وهو أزيد من عشرة، واعتنى بتحرير ألفاظ المتن منطوقا ومفهوما، وتنزيلها على النقول.
- شرح الشيخ برهان الدين إبراهيم بن مَرعِي بن عطية الشُبراخيتي (ت: 1106هـ): وهو شرح واسع.
- منح الجليل على مختصر الشيخ خليل: وهو شرح للشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد عليش (1217- 1299هـ) وألف عليه حاشية أسماها: "تسهيل منح الجليل" وقد طبع الشرح مع الحاشية بمطبعة بولاق سنة 1294هـ في أربعة مجلدات.
- الإكليل في شرح مختصر خليل: وهو شرح العلامة الأمير، وهو شرح مختصر لطيف ممتزج بالمتن امتزاج الروح بالجسد، عني مؤلفه ببيان الراجح من الخلاف، والمعتمد من الأقوال، والظاهر من التأويلات، فجاء مع اختصاره حسنا مفيدًا، وهو مطبوع.
- شرح الشيخ العلامة ومفتي فاس وخطيبها ومقرئها أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن غازي العثماني المكناسي، وقد تتبع في شرحه مواضع الإشكال، وفك مواضع من تراكيبه العسيرة، فأوضحها غاية الإيضاح وأفصح عن معانيها كل الإفصاح.
- الشرح الكبير على مختصر سيدي خليل: وهو شرح أبي البركات أحمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي المالكي الأزهري الخلوتي الشهير بالدردير (1127- 1201 هـ) أورد فيه خلاصة ما ذكره الأجهوري والزرقاني، واقتصر فيه على الراجح من الأقوال، وقد وضع عليه الشيخ العلامة محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي (ت: 1230هـ) حاشية ماتعة، وقد طبع الشرح مع الحاشية بمطبعة بولاق سنة 1282هـ، ثم بها سنة 1287هـ ثم 1303هـ، ثم سنة 1310هـ في 4 مجلدات، ثم تكرر طبعه مرارا، وقد وضع الشيخ محمد عليش تقريرات على هذه الحاشية، طبعت معها بمطبعة التقدم العلمية بالقاهرة سنة 1328هـ.
- وللشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن حلولو (ت: 898هـ) شرحان: كبير في ستة مجلدات، وصغير في مجلدين، وفي شرحه الكبير أبحاث وفقه متين.
- شرح الشيخ النجيب بن محمد شمس الدين التكداوي: شرحان: كبير في أربعة أجزاء، وصغير في جزأين.
- شرح الشيخ داود بن علي بن محمد القلتاوي الأزهري: يميل فيه لحل الألفاظ مع الاختصار.
- شرح الشيخ أبي الحسن الشاذلي المنوفي: لم يكمله.
- شفاء الغليل في حل مقفل خليل: شرح للشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازي المكناسي (ت: 919هـ) اعتنى فيه بإيضاح المشكل وتصحيح الأوهام الواقعة، فأحسن فيه وأجاد.
- الشيخ محمد بن علي بن محمد الأصبحي الغرناطي: شرح صدره بمقدمة نفيسة ينقل عنه صاحب المعيار.
- التاج والإكليل في شرح مختصر خليل: وهو شرح الشيخ محمد بن يوسف العبدري الغرناطي الشهير بالمواق، قابل فيه عبارات المؤلف بما يوافقها أو يخالفها من كلام أهل المذهب كابن رشد، وابن شاس، وابن الحاجب، فإن لم يجد بيض لعبارة المؤلف، ولم يتكلم عليها بشيء، وعليه اعتمد ابن غازي في حاشيته كما بينه الشيخ أحمد بابا التنبكتي. وقد طبع بمطبعة السعادة سنة 1329هـ في مجلدين.
- العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل: وهو لمولاي عبد الحفيظ سلطان المغرب الأقصى سابقا، طبع بفاس سنة 1326هـ.
- جواهر الإكليل شرح مختصر الشيخ خليل في مذهب الإمام مالك إمام دار التنزيل: وهو شرح للشيخ صالح عبد السميع الأبي الأزهري، طبع بمصر سنة 1332هـ في مجلدين.
هذا ما رأينا أن نذكره من شروح المختصر وحواشيه مع بيان قيمتها العلمية بإيجاز، ليحيط القارئ بها علما في أيسر وقت، وأقرب مدة.
ومن عظيم الاهتمام بهذا المختصر أن طبع بكثير من بلاد العالم حتى بالبلاد الأوروبية منذ بواكير زمان الطباعة الأولى، فطبع في باريس سنة 1848م ومعه ترجمة فرنسية للمسيو بيرون، ثم بها أيضا سنة 1855م، كما طبع بفاس سنة 1301 ثم 1322هـ كما طبع في كونستاتين 1878م وفي الجزائر 1889 ثم 1908م وببولاق على القاعدة المغربية سنة 1293هـ، كما طبع مع ترجمة إيطالية وشروح في ميلان سنة 1919م بعناية جولدي وسنتييانا.
ب- التوضيح شرح جامع الأمهات لابن الحاجب: وبه عرف فضله، وضع الله له القبول وعكف الناس على تحصيله ومطالعته، انتقاه من ابن عبد السلام وزاد فيه عزو الأقوال وإيضاح ما فيه من الإشكال، شرح مبارك تلقاه الناس بالقبول، وهو دليل على حسن نيته. يجتهد فيه في عزو النقول ويعتمد كثيرا على اختيارات ابن عبد السلام ونقوله وأبحاثه، وهو دليل على علمه بمكانة الرجل، وإنما يعرف الفضل من الناس ذووه، ولقد وضع الله القبول على توضيحه من زمانه إلى الآن، فعكف الناس على قراءته شرقا وغربا، والتوضيح هو أشهر شروح ابن الحاجب، ليس من شروحه على كثرتها ما هو أنفع منه ولا أشهر، ولقد اعتمد عليه الناس بل وأئمة المغرب من أصحاب ابن عرفة كابن ناجي وغيره مع حفظهم للمذهب، وكفى بذلك حجة على إمامته. وقد ذكر علماء المالكية أسانيدهم في تلقي الكتاب إلى مؤلفه، فوصلنا سند الشيخ الحطاب (ت: 954هـ) وسند أبي سالم العياشي (ت: 1090هـ)، وقد وضعت عليه الحواشي والتقييدات، فمنها:
- حاشية محمد بن أبي القاسم المشدالي (ت: 863هـ).
- تقييدات شمس الدين اللقاني (935هـ).
- حاشية ناصر الدين محمد بن حسن اللقاني (ت: 958هـ).
- تقييدات أحمد بن محمد الفيشي.
- حاشية علي بن إدريس (ت: 1259هـ).
ت- المناسك: طبع بمكتبة دار الكتاب العربي بعنوان: منسك الشيخ خليل.
ث- شرح مختصر ابن الحاجب الأصولي.
ج- التبيين شرح التهذيب، لم يكمل، وصل فيه إلى كتاب الحج.
ح- شرح على المدونة، لم يكمل، وصل فيه إلى كتاب الحج.
خ- الجامع، وعليه عدة شروح.
د- مناقب الشيخ عبد الله المنوفي. جمع فيه مناقب شيخه وجُل ما يتعلق بحياته وكراماته، وهو مخطوط بدار الكتب المصرية.
ذ- شرح ألفية ابن مالك.
ر- ضبط الموجهات وتعريفها.
وفاته:
انتقل الشيخ خليل إلى رحمة ربه تعالى ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة 776هـ، كما ذكره تلميذه ناصر الدين الإسحاقي واعتمده ابن غازي، وقد ذكر ابن حجر وغيره أن وفاته كانت سنة 767هـ والأول أرجح، ودفن -رحمه الله- عند قبر شيخه بالصحراء خارج باب المحروق.
وقد ذكر التتائي عن ابن الفرات أن خليلا رئي بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي ولجميع من صلى علي.
يقول أبو الحسن علي بن جماعة السلولي في مدحه:
وحللت من قلبي مسالك نفسه | والروح قد حكمته تحليلا |
أخليل إني قد وهبتك خلة | وما مثلها يهب الخليل خليلا |
فخليل نفسي من يَودُّ خليلَها | وخلاه ثم أن أَحبَّ خليلا |
رحم الله الشيخ خليلا جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين، وجمعنا به مع سيدنا رسول الله في عليين.
مصادر الترجمة:
- الدرر الكامنة (2/ 175).
- الديباج المذهب في ذكر علماء المذهب (186).
- نيل الابتهاج بتطريز الديباج (168).
- الذيل على العبر لابن العراقي (1/ 196).
- السلوك (3/ 1/ 124).
- تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 281).
- النجوم الزاهرة (11/ 92).
- حسن المحاضرة (1/ 460).
- توشيح الديباج للقرافي (92).
- الذيل التام للسخاوي (215).
- بدائع الزهور (ق1/ج2/ 41).
- البستان لابن مريم (96).
- مواهب الجليل للحطاب (1/ 20).
- درة الحجال (1/ 257).
- كشف الظنون (2/ 1628- 1629، 1831، 1842، 1855)
- الخطط التوفيقية (16/ 48).
- هدية العارفين (3/ 352).
- معجم المطبوعات (836).
- شجرة النور الزكية (223).
- الفكر السامي (2/ 243).
- فهارس الأزهرية (2/ 399).