ما حكم الشرع فيما يقوم به بعض الناس من إرسال برقيات ورسائل إلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحمل معاني توديع شهر رمضان المبارك عند قرب انتهائه؟
لا مانع شرعًا من تداول الرسائل الخاصة بتوديع شهر رمضان؛ وذلك لما فيها من تنبيه المسلم بقرب انقضاء موسم الخيرات وانتهاء الشهر المبارك، سواء كان ذلك عن طريق المشافهة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غير ذلك من الطرق المباحة، ومن ذلك فعل الصحابة الكرام؛ فقد نقل ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف" (ص: 210، ط. دار ابن حزم) أقوال بعض الصحابة في وداع شهر رمضان بما يحمل التهنئة، حيث قال: [روي عن عليٍّ رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنيه؟ ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟ أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك] اهـ.
المحتويات:
اهتم المسلمون اهتمامًا بليغًا في كافة الأزمنة وجميع الأمكنة بقدوم شهر رمضان المبارك، وذلك من خلال استطلاع هلاله والتثبت من رؤيته، وإظهار الفرحة والسرور بحلوله وصيام أيامه وقيام ليله، هذا إلى جانب القيام بتقديم التهنئة بين أفراد المجتمع بالمصافحة والتزاور.
وكما اهتم المسلمون بقدوم رمضان اهتموا كذلك بتوديعه على صفة فيها تذكير بفضله وتمني عوده مرة أخرى، والدعاء بتقبل الصيام مع المداومة على الرجاء بحصول الثواب الكامل والغنيمة بالموسم الفاضل، فإن تمام العمل الصالح وإتقانه وأداءه على أكمل وجه موجب لمحبة الله تعالى، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، والبيهقي في "شُعب الإيمان".
ومعنى «يُتْقِنَهُ»: أي: يُحْكِمَه، كما جاء مصرحًا به في رواية؛ وذلك لأن الإمداد الإلهي ينزل على العامل بحسب عمله، فكل من كان عمله أتقن وأكمل، فالحسنات تضاعف أكثر، وإذا أكثر العبد أحبه الله تعالى. يُنظر: "التيسير بشرح الجامع الصغير" للإمام المناوي (1/ 269، ط. مكتبة الإمام الشافعي).
ومن تمام صوم رمضان الاجتهاد في أداء العبادة كاملة على الوجه الذي أمر الله تعالى به من أول يوم حتى تمام توديعه في آخر ليلة، وذلك بإجمال الدعاء والتضرع لله أن يبلغهم رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة.
من الأمور التي يجوز بها توديع شهر رمضان عند قرب انتهائه: وداعه من خلال تداول الرسائل الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية المختلفة، وذلك من خلال إرسال بعض مقاطع الفيديو، أو الرسائل المكتوبة، أو عبر الهاتف، فليس هناك مانع شرعًا من الاستفادة من التقدم العلمي والتقني، واستخدامه في كل ما هو نافع ومفيد؛ لكونه من الأمور المحمودة التي ينبغي للمسلم الاستفادة منها بالشكل الذي يتفق مع الضوابط الشرعية، ولما تقرر من أن الأصل في الأشياء الإباحة وأنَّه لا يحرم إلَّا ما دلَّ الشرع الشريف على تحريمه. يُنظر: "الأشباه والنظائر" للإمام السيوطي (ص: 60، ط. دار الكتب العلمية).
كما أن إرسال البرقيات والمعايدات لوداع شهر رمضان المبارك أمر يحمل في معناه تهنئة المسلم بما وفقه الله تعالى له من تمام صيامه، كما أنها تحتوي أيضًا على معنى التنبيه على قرب انتهاء أيام فضَّلها الله تعالى على غيرها، وشهر فَضُل غيره من الشهور، فأوله رحمة من الله تعالى تتنزل على عباده القائمين بالطاعة، وأوسطه مغفرة للذنوب، وآخره عتق من النار، وفيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر، وهو المكرم بنزول القرآن الكريم فيه.
وهناك كثير من الألفاظ التي يجوز استعمالها عند توديع شهر رمضان المبارك، ومن ذلك كل ما يحتوي على معاني الخير والبركة وتقبل ما تم فيه من الطاعات.
وقد نقل ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف" (ص: 210، ط. دار ابن حزم) أقوال بعض الصحابة في وداع شهر رمضان بما يحمل التهنئة، حيث قال: [روي عن عليٍّ رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنيه؟ ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟ أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك] اهـ.
وقد بوب الإمام اللكنوي في "اللطائف المستحسنة بجمع خطب شهور السنة" (ص: 139، ط. دار النفائس) بابًا عن خطبة وداع رمضان قال: [الوداع والوداع لشهر رمضان، شهر كم تقضى فيه حوائج المحتاجين، ويجاب دعاء الداعين، وتعتق الرقاب من النيران، الوداع والوداع لشهر رمضان، شهر التسابيح والتراويح وتلاوة القرآن، الوداع والوداع لشهر رمضان] اهـ.
بناء على ذلك: فإنه لا مانع شرعًا من تداول الرسائل الخاصة بتوديع شهر رمضان، وذلك لما فيها من تنبيه المسلم بقرب انقضاء موسم الخيرات وانتهاء الشهر المبارك، سواء كان ذلك عن طريق المشافهة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غير ذلك من الطرق المباحة.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ما حكم الإفطار في رمضان لمريض السكر؟ فأنا مريض بالسكر ولا أستطيع الصيام، فإن صمت وامتنعت عن الماء والغذاء يحصل عندي ضعف، ولا يمكنني مباشرة عملي الذي أستعين به على الحصول على معاش أولادي، فضلًا عما يلحقني من الضرر.
هل الصيام فرض على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقط أو فرض على باقي الأمم؟
هل يجب على المرأة إذا طهرت من الحيض أثناء نهار رمضان أن تمسك بقية اليوم؟ فهناك امرأةٌ طَهُرَت مِن الحيض في نهار رمضان، وكانت تأكل وتشرب قبل أن تَطْهُر، فهل يجب عليها الإمساكُ بقية اليوم عن الطعام والشراب بعد أن طَهُرَت؟
نرجو بيان ما يجب على من أفطر أيامًا في شهر رمضان لعذر؟ لأنه يوجد امرأة كبيرة بالسنِّ، أفطرت عدة أيام من كل شهر رمضان مرَّ عليها ولم تقضها، وعندما أرادت أن تُعوّض هذه الأيام أدركت أنها كثيرة وأنها تجد مشقة في صيامها؛ لأنها تصوم رمضان بمشقة وتعب. وتسأل عن الآتي:
- هل يجوز إطعام فقير عن كلِّ يوم، أو دفع نقود بدل الإطعام؟ وما المبلغ المطلوب دفعه عن كل يوم؟
- إذا كان دفع النقود جائزًا، فهل يجوز دفعه في أي شهر من السنة؟
- وهل يجوز دفعها إلى صندوق في مسجد، وهو مخصص لمساعدة أهل الحي الفقراء، ويقوم المشرفون عليه بتوزيعها على المستحقين؟
ما حكم قتل القطط والكلاب الضالة المؤذية؛ حيث دأبت جارتنا على إيواء القطط والكلاب الضالة في مدخل العمارة ممَّا يسبّب انتشار الأمراض والأوبئة، والتي أصابت أولادنا بأمراض الجلد والعيون فضلًا عمَّا تتركه هذه القطط والكلاب من المخلفات والقاذورات. فما حكم قتل هذه الكلاب والقطط الضالة؟
ما هو يوم الشك؟ وما الحكمة من تحريم صيام يوم الشك؟