سائل يقول: يرد على بعض ألسنة الخطباء في افتتاح خطبهم أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام نصح الأمة وكشف الغمة، فما معنى أنه صلى الله عليه وآله وسلم كشف الغمة؟
اتصاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوصف "كاشف الغمة" وما في معناه مردُّه إلى: أن الله تعالى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببَ الخير لكل الخلق؛ كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللهُ يُعْطِي» متفق عليه، فالله تعالى هو المعطي، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو القاسم، وفي لفظ الإمام أحمد في "المسند" والإمام البخاري في "الأدب المفرد": «أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ؛ اللهُ يُعْطِي وَأَنَا أَقْسِمُ».
وفي ذلك يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في مقدمة "الرسالة" (ص: 16-17، ط. الحلبي، تحقيق: أحمد شاكر): [فلم تُمسِ بنا نعمةٌ ظَهَرَتْ ولا بَطَنَتْ نِلْنَا بها حظًّا في دِينٍ ودُنيا، أو دُفِعَ بها عنَّا مكروهٌ فيهما وفي واحد منهما: إلاّ ومحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم سبَبُها، القائدُ إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الذائدُ عن الهَلَكَة وموارد السوء في خلاف الرشد، المُنَبِّهُ للأسباب التي تُورِدُ الهَلَكَةَ، القائمُ بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها، فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد] اهـ.
وقال الإمام العارف العلامة محمد بن أبي الحسن البكري الصِّدِّيقي الشافعي المصري [ت: 993هـ] شيخ أهل عصره، ومقدَّم علماء الأزهر الشريف في مصره، في لاميته الشهيرة "الوسيلة العظيمة" -وقد ذكرها المؤرخ العيدروس في "النور السافر" (ص: 374، ط. دار الكتب العلمية)، والعلامة ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (10/ 633، ط. دار ابن كثير):
ما أرسل الرحمــن أو يرسلُ .. من رحمـــــة تصــعد أو تنزلُ
في ملكوت الله أو مُلكه .. من كل ما يختص أو يشمل
إلّا وطــــه المصــطفى عبدُه .. نبيُّـــــــه مُختـــاره الـمُرسَـــــــل
واســــطةٌ فيهـــا وأصلٌ لهـــا .. يعلم هذا كلُّ مَن يعقِـــل
وقال العلامة الطيب بن كيران شيخ عصره ومصره [ت: 1227هـ] في "شرحه على توحيد ابن عاشر" (ص: 15، ط. التوفيق الأدبية): [ولما أثنى على الله تعالى بما هو أهله، صلى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، الواسطة في كل إحسان وصل أو يصل إلينا؛ فإنّ كل نعمة وإن كانت في الحقيقة من الله ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ﴾ [النحل: 53] فقد اقتضت حكمته تعالى أن يجعل الواسطة في ذلك، الذي تظهر على يديه تلك النعمة وبيده مفاتيح خزائنها: سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما قال القطب مولانا عبد السلام: "ولا شيء إلا وهو به منوط"، وكما قال بعض البكريين: "ما أرسل الرحمن أو يرسل"، الأبيات المشهورة] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
كنت أقرأ في بعض كتب الحديث، فتفاجأت بواقعةٍ حدثت وقت موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث طلب أن يكتب للمسلمين كتابًا لكي لا يضلوا بعده، فرفض بعض الصحابة ذلك وعلى رأسهم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتعالت أصوات الصحابة عنده حتى طردهم جميعًا من عنده. فكيف نستطيع أن نرد على هذه الشبهة، وماذا نفعل في الحديث الصحيح الذي بين أيدينا؟
هل ورد في نصوص الشرع ما يدل على أن الأنبياء أحياء في قبورهم؟
ما حكم زيارة المدينة مِن أجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ حيث يوجد بعض أدعياء العلم يقومون بنشر البلبلة في مسائل تختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك أنهم يدعون أن زيارة المدينة المنورة مِن أجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم تُعَدُّ شركًا، وأن فاعل ذلك مشرك. فنرجو بيان حكم الشرع.
ما هو الإسراء والمعراج؟ وما الذي حدث في تلك الليلة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكيف نرد على المعارضين والمنكرين لهذه الذكرى العطرة وأنها حدثت في اليقظة؟
يسأل السائل عن المعراج؛ هل صعد الرسول الكريم فيه إلى السماوات العلا بالجسد والروح، أم كان رؤيا منامية؟