ما حكم طلاق المرأة من زوجها الغائب؛ حيث سئل بإفادة من محافظة الإسكندرية؛ مضمونها: أنه بعد الاطلاع على الخمسة والعشرين ورقة المرسلة طيه، الواردة لها بإفادة من مخابرات الجيش المصري، نمرة 8 مخابرات سودان، بخصوص زواج امرأةٍ بآخرَ خلاف زوجها حالة كونها لم تزل على عصمته. يفاد بما يقتضيه الحكم الشرعي في هذا المسألة.
ومن ضمن الأوراق المذكورة: إعلامٌ صادرٌ من نائب خط الخندق السماني؛ مضمونه: أنه حضرت لديه المرأة المذكورة، من ناحية "ملواد" من ملحقات الخط المقال عنه، وأورت له أنها زوجة للمذكور، ومنكوحته بنكاح صحيح شرعي، وحال وقوع العقد في الجهة البحرية ونقلتها للناحية المذكورة من هناك، ورغبتها لقدومه معها، فما كان منه ذلك، ولا بانتظارها له العام (يحلفه)، ولتراكم الضرر القائم بها في جزئيات أحوالها وكلياتها، وخشية من طروء الفساد عليها بعدم المعاشرة، تلتمس فسخ نكاحها منه على إحدى تلك الوجوه. وعملًا بقولها، ونظرًا لرعاية جانب الغائب، طلب منها النائب المذكور البينة المطابقة لدعواها من الزوجية وخلافها، فأحضرت شاهدين شهدا طبق قولها، وقد استحلفها النائبُ المذكورُ اليمينَ كما هو المقتضى شرعًا، ولقبول شهادتهما ثبت عند هذا النائب صحة دعواها، وتأكد ضررها، وعملًا بالنصوص الواردة في هذا الشأن قد فسخ نكاحها من زوجها، وأباح زواجها بمن ترغبه بعد وفاء العدة لبراءة رحمها بقُرء واحد، وصارت بائنة منه بفسخ نكاحها.
ولمعلومية ذلك قد تحرر لها هذا الإعلام بيدها، ومن ضمن الأوراق المذكورة أيضًا: عريضة من الزوج المذكور للحربية، وعريضة أخرى لمحافظة الإسكندرية؛ بزواج امرأته المذكورة بغيره حالة أنها على عصمته، ورغبته الاستفتاء عن هذه المادة من إفتاء الديار المصرية، واتضح من باقي الأوراق أنه صارت التحريات اللازمة بواسطة الحربية، فاتضح أنها كانت زوجة له وتزوجت بغيره بناءً على الإعلام المذكور.
بناءً على إفادة سعادتكم الواردة لنا بتاريخ 19 ذي القعدة سنة 1316هـ، صار الاطلاع على الأوراق المرسلة معها، ونفيد سعادتكم: أنه يشترط في الطلاق على الغائب عند الإمام مالك رضي الله عنه أن تخاف الزوجةُ العنَتَ على نفسها، أو أن الزوج لم يترك للزوجة شيئًا تقتات به، ولا وكيل له بالنفقة، ولا أسقطتها الزوجة عنه حال غيبته بحلفها على ذلك، وأن تكون الغيبة بعيدةً كعشرة أيام، فإن كانت قريبةً فالحاكم يرسل له؛ إِمَّا أن يأتي، أو يرسل النفقة، أو يطلقها، وإلا طلقها عليه، وكيفية طلاق الحاكم أن يقول: "فسخت نكاحه"، أو "طلقتك منه"، أو يأمرها بذلك ثم يحكم به، فإن لم يكن حاكمٌ شرعيٌّ فجماعةُ المسلمين العدولُ يقومون مقامه في ذلك، كما أنهم يقومون مقامه في كل أمر يتعذر الوصول فيه إلى الحاكم العادل، والواحد منهم كافٍ إن كان عدلًا عارفًا، شأنُهُ أن يُرجَع إليه في مهمات الأمور بين الناس.
وقد تبين من الإعلام الصادر بطلاق المرأة المذكورة فيه: أن نائب خط الخندق الذي صدر منه هذا الإعلام، لم يصرح فيه بما يوجب طلاق المرأة بطلبها على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه؛ من خوف الزوجة العنت على نفسها، أو إعسار الزوج بالنفقة، فضلًا عن كونه أباح لها زواجها بعد استبراء رحمها بقرء واحد، وحينئذٍ فإن الطلاق المذكور غير صحيح على مذهب هذا الإمام، وكذلك زواجها بعد استبراء رحمها لم يصح؛ لأنه لم يقل به أحد من الأئمة، أما لو كان سبب الطلاق متوفرًا على هذا المذهب، وحكم به القاضي المالكي، ورفع حكمه إلى القاضي الحنفي، فلا ينقض حكمه المذكور؛ لأن قضاءه يرفع الخلاف، وحيث لم يصح هذا الطلاق على مذهب الإمام مالك فهو غير صحيح أيضًا على مذهب الإمام أبي حنيفة؛ لأن الحكم به يكون نافذًا عنده إذا وقع صحيحًا على مذهب الإمام مالك، وهو لم يصح؛ لعدم استيفاء شروطه كما ذكر.
وعليه: فتكون المرأة المذكورة باقيةً على عصمة زوجها الأول، ويفرق بينها وبين الزوج الثاني، وليس للزوج الأول أن يقربها إلا بعد العدة كما عليه أهل المذهب.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ما حكم طاعة الوالدين في الأمر بطلاق الزوجة؟ فأنا متزوج بامرأة صالحة، وأحبها وتحبني ونحن سعداء، ولكن يرغب والديَّ بأن أطلقها، فهل يجب عَليَّ طلاقها؟ وهل رفضي لطلاقها فيه عقوق للوالدين أو عدم برٍّ لهما؟
ما حكم طلب الزوجة الطلاق بسبب دخول زوجها السجن؟ حيث يوجد زوج محكوم عليه بالسجن المشدد، ولزوجته منه أولاد، وقد مضى من مدة سجنه عدة أعوام؛ وهي لم تعد تستطيع الحياة على هذا النحو؛ ماديًّا ونفسيًّا وجسديًّا، فماذا تفعل، وهل يحق لها طلب الطلاق؟
طلب من المحكمة يتضمن الإفادة بفتوى بالرأي الشرعي في مدى أحقِّية القيِّم في تطليق زوجة المحجور عليه طلقةً أولى رجعية؛ لبطلان قيام المحجور عليه شرعًا بطلاق زوجته، ولترك الزوجة للزوج المحجور عليه دون رعايته، وحصولها على حكمٍ بنفقةٍ زوجيةٍ ضده رغم تفويتها عليه حَقَّ احتِباسِها وطاعتِه مُدة سبع سنوات، وعدم قبول طلبه قانونًا في إنذارها بالدخول في طاعته بحُجة أنه محجورٌ عليه. وذلك حتى تتمكن المحكمة من الفصل في الدعوى.
توفيت امرأة عن: ثماني بنات، وأخت لأم. ولم تترك المتوفاة المذكورة أي وارث آخر غير من ذكروا ولا فرع يستحق وصية واجبة. فما نصيب كل وارث؟
تشاجرت مع عاملٍ تحت يدي، وحلفت وأنا في العمل بقولي: عليَّ الطلاق لم تشتغل معي. وخرج من العمل. فهل إذا رددته للعمل يقع يمين الطلاق، أو لا يقع؟
سائلٌ يقول: تزوج رجل بامرأة زواجًا عرفيًّا بدون إشهاد وقت العقد، وبعد الدخول أشهد اثنين من معارفه، وكان قد فَوَّض الزوجة في طلاقها، فطلقت نفسها منه وراجعت نفسها، فهل هذا الزواج صحيح؟ ولو تم الزواج بصفة رسمية مكتملة الشروط والأركان فهل تُعَدّ الطلقة التي حصلت إحدى الثلاث؟