هل كان سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أميًّا أم لا؟ بدليل أنه كتب بيده الشريفة إلى بعض الملوك يدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى.
المحققون من العلماء وأهل السِّيَر على أن النبي الكريم صلى الله عليه وآله كان وَبَقِيَ إلى أن لَحِقَ بالرفيق الأعلى أُمِّيًّا، وأن ما ورد من ألفاظٍ في الآثار والأخبار أنه كتب فإنه بمعنى أنه أمر بكتابة ذلك؛ كما يقال مثلًا: بنى الأمير مدينةَ كذا: أي أمر ببنائها، لا أنه بناها بنفسه.
وقد كان له صلى الله عليه وآله وسلم كَتَبَةٌ كثيرون للقرآن الكريم وللعهود وللرسائل ولغير ذلك؛ فيقول العلّامة أبو القاسم صاحب "الروض الأنف" (6/ 486، ط. دار إحياء التراث العربي، بيروت): [أَنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَحَا اسمَهُ وهو رسول الله، وكتب: هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبد الله، لأنه قول حق كله، وظن بعض الناس أنه كتب بيده، وفي "البخاري" أنه كتب، وهو لا يُحسن الكتابة، فتوهم أن الله تعالى أطلق يده بالكتابة في تلك الساعة خاصةً، وقال: هي آيةٌ. فيقال له: كانت تكون آيةً لولا أنها مناقضةٌ لآيةٍ أخرى، وهو كونه أُمِّيًّا لا يكتب، وبكونه أُمِّيًّا في أمَّةٍ أمِّيَّةٍ قامت الحجةٌ وأُفحِمَ الجاحدُ وانحسمت الشُّبهةُ، فكيف يُطلق الله يَدَهُ لتكون آيةً؟ وإنّما الآيةُ أن لا يكتُب، والمعجزات يستحيل أن يَدفعَ بعضُها بعضًا، وإنما معنى كَتَبَ أي أمر أن يُكتَب. وكان الكاتب في ذلك اليومِ عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، وقد كتب له عدةٌ من أصحابه؛ منهم عبدُ الله بنُ الأرقم، وخالدُ بنُ سعيد، وأخوه أبانٌ، وزيدُ بنُ ثابت، وعبدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ أُبَيٍّ ابنُ سلول، وأُبيُّ بن كعبٍ القارئ. وقد كتب له أيضًا في بعض الأوقات أبو بكرٍ وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وكتب له كثيرًا معاويةُ بنُ أبي سفيان بعد عام الفتح، وكتب له أيضًا الزبيرُ بنُ العوام ومُعَيْقِيبُ بنُ أبي فاطمة، والمغيرة بن شعبة، وشُرَحبيلُ ابنُ حسنة، وخالدُ بنُ الوليد، وعمرو بنُ العاص، وجهيمُ بن الصَّلْت، وعبدُ الله بنُ رَوَاحَة، ومحمدُ بنُ مَسلَمَة، وعبدُ الله بنُ سعد بن أبي سَرح، وحنظلةُ الأُسَيْدِي وهو حنظلة بن الربيع رضوان الله عليهم] اهـ.
وقال بعض الكاتبين: بعث نبيه أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، وقد عاش صلى الله عليه وآله وسلم لا يقرأ ولا يكتب أربعين عامًا قبل النبوة، وهذا لحكمةٍ أرادها الله حتى لا يأتي أحدٌ ويقول: إن هذا الرجل حصل على ما حصل عليه مما يقوله من قرآنٍ بمعرفته بأخبار الأمم السابقة، وقد أكّد القرآنُ على هذا كثيرًا؛ قال الله جلّ وعلا: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [العنكبوت: 48]، وقال سبحانه: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ [الشورى: 52]، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ [القصص: 86].
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حفظه اللهُ مِن أن يقرأ ويكتب قبل النبوة حتى لا يتسلط أحدٌ عليه، ولما كان الله تعالى قد حفظ نبيه من هذا جعل له كَتَبَةً، والشيء الذي لا يُحسِنه الإنسان يَكِلُه إلى غيره، وليس هذا بنقصٍ فيه، بل هذا من مقومات كمال الأمر. اهـ بتصرف.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المحققون من العلماء وأهل السِّيَر على أن النبي الكريم صلى الله عليه وآله كان وَبَقِيَ إلى أن لَحِقَ بالرفيق الأعلى أُمِّيًّا، وأن ما ورد من ألفاظٍ في الآثار والأخبار أنه كتب فإنه بمعنى أنه أمر بكتابة ذلك؛ كما يقال مثلًا: بنى الأمير مدينةَ كذا: أي أمر ببنائها، لا أنه بناها بنفسه.
وقد كان له صلى الله عليه وآله وسلم كَتَبَةٌ كثيرون للقرآن الكريم وللعهود وللرسائل ولغير ذلك؛ فيقول العلّامة أبو القاسم صاحب "الروض الأنف" (6/ 486، ط. دار إحياء التراث العربي، بيروت): [أَنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَحَا اسمَهُ وهو رسول الله، وكتب: هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبد الله، لأنه قول حق كله، وظن بعض الناس أنه كتب بيده، وفي "البخاري" أنه كتب، وهو لا يُحسن الكتابة، فتوهم أن الله تعالى أطلق يده بالكتابة في تلك الساعة خاصةً، وقال: هي آيةٌ. فيقال له: كانت تكون آيةً لولا أنها مناقضةٌ لآيةٍ أخرى، وهو كونه أُمِّيًّا لا يكتب، وبكونه أُمِّيًّا في أمَّةٍ أمِّيَّةٍ قامت الحجةٌ وأُفحِمَ الجاحدُ وانحسمت الشُّبهةُ، فكيف يُطلق الله يَدَهُ لتكون آيةً؟ وإنّما الآيةُ أن لا يكتُب، والمعجزات يستحيل أن يَدفعَ بعضُها بعضًا، وإنما معنى كَتَبَ أي أمر أن يُكتَب. وكان الكاتب في ذلك اليومِ عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، وقد كتب له عدةٌ من أصحابه؛ منهم عبدُ الله بنُ الأرقم، وخالدُ بنُ سعيد، وأخوه أبانٌ، وزيدُ بنُ ثابت، وعبدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ أُبَيٍّ ابنُ سلول، وأُبيُّ بن كعبٍ القارئ. وقد كتب له أيضًا في بعض الأوقات أبو بكرٍ وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وكتب له كثيرًا معاويةُ بنُ أبي سفيان بعد عام الفتح، وكتب له أيضًا الزبيرُ بنُ العوام ومُعَيْقِيبُ بنُ أبي فاطمة، والمغيرة بن شعبة، وشُرَحبيلُ ابنُ حسنة، وخالدُ بنُ الوليد، وعمرو بنُ العاص، وجهيمُ بن الصَّلْت، وعبدُ الله بنُ رَوَاحَة، ومحمدُ بنُ مَسلَمَة، وعبدُ الله بنُ سعد بن أبي سَرح، وحنظلةُ الأُسَيْدِي وهو حنظلة بن الربيع رضوان الله عليهم] اهـ.
وقال بعض الكاتبين: بعث نبيه أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، وقد عاش صلى الله عليه وآله وسلم لا يقرأ ولا يكتب أربعين عامًا قبل النبوة، وهذا لحكمةٍ أرادها الله حتى لا يأتي أحدٌ ويقول: إن هذا الرجل حصل على ما حصل عليه مما يقوله من قرآنٍ بمعرفته بأخبار الأمم السابقة، وقد أكّد القرآنُ على هذا كثيرًا؛ قال الله جلّ وعلا: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [العنكبوت: 48]، وقال سبحانه: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ [الشورى: 52]، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ [القصص: 86].
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حفظه اللهُ مِن أن يقرأ ويكتب قبل النبوة حتى لا يتسلط أحدٌ عليه، ولما كان الله تعالى قد حفظ نبيه من هذا جعل له كَتَبَةً، والشيء الذي لا يُحسِنه الإنسان يَكِلُه إلى غيره، وليس هذا بنقصٍ فيه، بل هذا من مقومات كمال الأمر. اهـ بتصرف.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
أرسلت إحدى الهيئات القضائية دعوى تطلب فيها موافاتها بصورة رسمية من الفتوى الصادرة من دار الإفتاء المصرية التي ارتأت ومن وجهة نظر إسلامية الرفض المطلق لفكرة نزع القداسة عن الأنبياء والرسل والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت الكرام سواء في منطلقاتها الفكرية أو في تطبيقاتها العملية.
سائل يقول: المعروف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن على دين قومه قبل بعثته، ولم يسجد لصنم أبدًا وأن الله تعالى قد عصمه من أفعال أهل الجاهلية؛ فنرجو منكم بيان ذلك وتوضيحه؟
هل الصيام فرض على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقط أو فرض على باقي الأمم؟
ما حكم الترجي بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل البيت والكعبة والمصحف؟ كأن يقول الإنسان مثلًا: "والنبي تعمل كذا"، "وسيدنا الحسين وغلاوته عندك"، والمقصود الترجي وليس القسم، وهل يُعَدُّ ذلك شركًا؟ حيث يفاجأ الإنسان إذا قال ذلك بمن يقول له: هذا حرام، هذا شرك، قل: لا إله إلا الله.
ماذا ورد في السنة النبوية الشريفة عن رحلة الإسراء والمعراج؟
سائل يقول: هناك مَن يدَّعي أن وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه (كاشف الغمة) لا يصح شرعًا؛ لأن الذي يكشف الغمة هو الله وحده؛ حيث يقول: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾، فهل ذلك صحيح؟ وكيف نُوفِّق بين هذا وذاك؟