هو الصحابي الجليل خَبّابُ بنُ الأَرَتّ بنِ جَنْدلةَ بنِ سَعْدِ بنِ خُزيمةَ بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بن زيد مناة بن تميمٍ، التميمي، ويقال الخزاعي، أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو يحيى، وقيل: أبو محمد.
أسلم رضي الله عنه قديمًا، وكان سادس ستة في الإسلام.
شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
صبر رضي الله عنه على ما نالَه من الأذى من المشركين ولم يعطهم ما سألوا؛ فعن الإمام الشعبي، قال: سألَ عُمر خبّابًّا رضي الله عنهما عما لَقِيَ من المشركين، فقال خباب رضي الله عنه: "يا أمير المؤمنين، انظُر إلى ظهري"، فقال عمر رضي الله عنه: "ما رأيت كاليوم"، قال: "أوقَدُوا إليّ نارًا، فما أطفأها إلا وَدكُ ظهري".
وعندما هاجر إلى المدينة آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين تمِيمٍ مولى خِرَاش بْن الصمّة، وقيل: جَبرِ بنِ عَتِيكٍ.
ابتلاه المولى عز وجل في آخر عمره فمرض مرضًا شديدًا؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال: دخلنا على خَبَّابٍ وقد اكْتَوَى سبعَ كَيَّاتٍ في بطنه، فقال: "لَوْ مَا أَنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا أَنْ نَدْعُوَ بالموت، لَدَعَوْتُ بِهِ"، وتُوفِّي ودُفِن بالكوفة عام سبع وثلاثين عن ثلاثٍ وسبعين سنة. فرضي الله عنه.