هو الصحابي الجليل خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بن البرك، وهو امرؤ القيس بْن ثعلبة. أبو صالح، وقيل: أبو عبد الله. كان له من الولد صالح وحبيب وسالم وداود وعبد الله وأم سالم وأم القاسم.
كان أحد فرسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، شهد معه بدرًا وأُحدًا وما بعدها من المشاهد، وقيل: خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بدر، فلمّا كان بالروحاء كُسِرَ فردّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وضرب له بسهمِهِ وأَجرِهِ، فكان كمن شهدها.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع، وروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»، ورَوى عنه: ابنه صالح، وعبد الله بن الحارث، وبُسْرُ بن سعيد.
رُوي عنه رضي الله عنه في "السنن الكبرى" للإمام للبيهقي، قال: "خرجنا حُجَّاجًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: فَسِرْنَا في ركبٍ فيهم أبو عبيدة بن الجرّاج وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، قال: فقال القوم: غَنِّنَا يَا خَوَّاتُ، فَغَنَّاهُمْ، فقالوا: غَنِّنَا من شعر ضِرَارٍ. فقال عمر رضي الله عنه: دعوا أَبَا عَبْدِ اللهِ يَتَغَنَّى من بُنَيَّاتِ فؤاده –يَعْنِي: مِنْ شِعْرِهِ-، قال: فما زلت أُغَنِّيهِمْ حتى إذا كان السَّحَرُ، فقال عمر رضي الله عنه: ارفع لسانك يا خَوَّاتُ، فقد أَسْحَرْنَا".
تُوفّي بالمدينة سنة أربعين، وكان له من العمر أربع وسبعون عامًا. فرضي الله عنه.