هو الصحابي الجليل عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب الهاشِميّ القرشيّ رضي الله عنه، أبو الحسن، ابن عمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصهره، زوج ابنته السَّيدةِ فاطمة الزهراء سيدةِ نساء العالمين رضي الله عنها، وله منها الحسن والحسين وزينب رضوان الله عليهم.
لُقّبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بباب مدينة العلم؛ حيث قال: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا».
نشأ رضي الله عنه في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث تولّى كفالته لعمِّه أبي طالبٍ ردًّا لجميله عليه؛ لكفالة أبي طالبٍ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. كان من أقرب الناس وأحبّهم إلى قلبه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم. ولم يسجد لصنمٍ قطّ قبل الإسلام، أسلم وهو ابن عشر سنين، فكان أول من أسلم من الصبيان.
فدا بنفسه رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبات ليلة الهجرة المباركة في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا غزوة تبوك؛ خلّفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة، وقال له: «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى».
كان رحمه الله فارسًا مغوارًا وشجاعًا مقدامًا لا مثيل له في شجاعته، وكانت الرّاية معه في معظم الغزوات، برَز يوم بدرٍ للوليد بن عتبة فقتله، وبارز في غزوة الخندق عَمْرو بن عبد وُدّ -أحد أبطال المشركين- فقتله، وفي غزوة خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ»، فدعا عليًّا رضوان الله عليه، وهو يشكو من عينه، فنفخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينه فبرأت، ثم قال له: «خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ فَامْضِ بِهَا حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ».
بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تولى مهام القضاء والفتوى في عهد الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين واشتهر بين الصحابة بعلمه لكتاب الله وفهمه الدقيق الثاقب.
تولى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة سنة 35هـ، بعد استشهاد سيدنا عثمان رضي الله عنه.
واستشهد رحمه الله ليلة السابع عشر من شهر رمضان المعظم، سنة أربعين من الهجرة. فرضي الله عنه.